Thursday  15/09/2011/2011 Issue 14231

الخميس 17 شوال 1432  العدد  14231

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

القراءات والتأملات خلال شهر رمضان الكريم غزيرة وتحتاج للــتدوين وتقييــد الشوارد، وهي متشعبة ما بين ملاحظات دينية وشرعية وهذه لها من يفتي بشأنها، ومنها العلاقات الاجتماعية وما يدخل في إطار العادات والتقاليد الرمضانية، وفي المجمل فإن من الملاحظ أن أخطاء تحدث نتيجة جهل بالمقاصد أو مبالغة بقصد الفضائل واكتساب مزيد من الأجر والثواب، ومن ذلك أيضاً ما يمارسه البعض بحكم التقاليد والعادة التي جرى عليها محيطه الأسري والاجتماعي بقصد اغتنام الشهر الفضيل بمزيد من الأجر المضاعف دون إعمال للذهن عن مدى الصواب من عدمه، وحين يتأمل المرء تلك المواقف الرمضانية والملاحظات وما يتبعها في الأعياد فإن المقصود الاستفادة من تحليلها وتدارسها وتصحيح ما يُمكن تصحيحه في مناسبات قادمة، فكما أن الأطباء ومتخصصي التغذية يدلون بدلوهم كل يوم عبر وسائل الإعلام لتصحيح مفاهيم خاطئة خلال الصيام وبعد الإفطار, فإن تصحيح ممارسات تتكرر بحكم الاعتقاد وسطوة التقاليد من الأهمية بمكان، فليس من الصواب مثلاً أن أصر على أمر لمجرد أن جدي السابع عشر كان يفعله بحكم ظروف زمانه هو, ولست مجبراً على تتبع خطواته في كل أمر تحت طائلة الخوف الاجتماعي من كسر عادة أو تقليد لم ينزل الله به من سلطان، ولا سيما أنني لم أتجاوز محذوراً شرعياً أو أَعتدي على حقوق الآخرين.

من أمثلة هذه الممارسات ما يشوب التهادي بين الأسر وإطعام المساكين وتفطير الصائمين، فنجد أحياناً أن جاراً يهدي لجاره صنفاً من الطعام قبيل الغروب من باب التواصل وزيادة الروابط وطلب الدعاء لهم في تلك الساعة المباركة، ولو تأملنا نوع الطعام لوجدنا أنه غالباً إما رديئاً أو تقليدياً جداً قد لا تميل إليه النفس، وبالتالي لا يكون مجدياً في تحقيق الغرض، لذلك كان حسن الاختيار غائباً في هذه الحالة، وكذلك حينما نبعث للمساكين طعاماً فلا يجوز عقلاً أن نمد لهم من فائض رديء الأمس (لا طازجاً ولا مرغوباً) وكأننا نتخلص منه ونجني منه الأجر في آن واحد، ما هكذا أوصتنا الشريعة الراقية وخلقها العظيم، بل أُمرنا أن نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا، وإن كنا نبحث عن الأجر، فالأمر هنا يرقى إلى التأكيد عليه، فليست المسألة عبثاً أو تحصيل حاصل لمجرد العادة في رمضان، وبعكس ذلك رأيت من يجتهد لجلب أفضل الأطعمة والفاكهة والألبان والعصائر لخيام تفطير العمالة الوافدة بقرب المساجد علماً أنهم لا يندرجون في عداد الضعفاء والمساكين، فهم من ذوي الدخل الشهري ويجنون مكاسب كبيرة من ممارسة أعمال ثانوية خارج أعمالهم ووظائفهم، ولا يتركون مجالاً للكسب إلا وطرقوه (بكل صوره)، سألت بعض المجتهدين سؤالاً أعرف جوابه إنما هو للتقرير، قالوا هذا أبلغ للأجر وأجذب لقلوبهم، قلت فما بال المساكين من المواطنين ندفع لهم بقايا اللقيمات والمكرونة من إفطار الأمس؟! وحين يعجز أحدهم عن الجواب يتهمك بالجهل وأنك مجرد إنسان جدلي، والحقيقة أن البعض يستلذ خمول عقله ولا يرغب إيقاظه.

 

تأملات رمضانية
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة