Sunday  02/10/2011/2011 Issue 14248

الأحد 04 ذو القعدة 1432  العدد  14248

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لقد جافى شاعرنا العربي الحقيقة وافترى عليها عندما قال بما في معناه إن العقل يشقي صاحبه. الواقع أن العقل لم يكن يوماً مصدراً لشقاء الإنسان وبؤسه، بل إن العقل كان دائماً مصدر سعادة الإنسان ورفاهيته وإنجازاته العظيمة. شقاء الإنسان وتعاسته إنما تأتيه من (النفس) لا من (العقل). دور (العقل) يقتصر فقط على هداية الفرد وإيصاله إلى الحقيقة وإرشاده إلى الصواب، ثم يقف العقل بعد ذلك على الحياد لكونه لا يملك سلطة تنفيذية تجبر (النفس) على السير في اتجاه تنفيذ قرار (العقل)، وبمجرد أن يصل (العقل) بالفرد إلى القرار المنطقي يأتي دور (النفس) لتقرر رفض تنفيذ قرار العقل أو قبوله وتنفيذه. سوف تقبل النفس قرار العقل وتنفذه إذا كانت تلك النفس ذات همة عالية وإرادة صلبة واعية وميول ورغبات نوعية، وترفضه فيما عدا ذلك. إذن يمكن القول إن الإنسان يشقى بقدر اتساع الفجوة بين (النفس) و(العقل)، بمعنى أن الإنسان يشقى عندما لا تستمع (النفس) إلى صوت (العقل) وتتنافر بحكم نوعيتها الهابطة مع قراراته، تظهر الفجوة بين (العقل) و(النفس) بسبب ما يعتري النفس من ضعف وهوى وميل نحو الدعة والسكون يجعلها ترفض تنفيذ قرار العقل الذي في الغالب سيكون مجهداً للنفس والجسد معاً.

باختصار يجب أن نعوِّد طلابنا على استقلالية عقولهم وعدم إخضاعها ورهنها لهوى (أنفسهم) ورغباتها مهما صعبت متطلبات تنفيذ قرار العقل، هناك قيادات عجزت أن تستقل بعقولها عن هوى أنفسها فكانت النتائج كارثية.

 

تعليم 21
الإنسان ليس عقلاً
د.عبد العزيز العمر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة