Sunday  02/10/2011/2011 Issue 14248

الأحد 04 ذو القعدة 1432  العدد  14248

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ماذا لو اعترف أحد الكتّاب الذكور المعروفين اسماً والمجهولين شكلاً أنه امرأة!!

من الطبيعي سيشكل الخبر صدمة قوية الأثر.. ولكن حينما ندرك المغزى من وراء هذا التنكر، وما هو إلا اعتقادها بأن كلماتها سينظر لها بعين الاعتبار وسيصبح صداها أعمق، وستجد أفكارها الاحترام والثقة بشكل أكبر لكونها صادرة من (رجل) فعندئذٍ سنقدر الوضع ونتفهمه.

هذا بالضبط ما قامت به الكاتبة والروائية الإنجليزية «ماري آن» حين اختارت لها اسم قلم ذكوري، لأنها بحسب رأيها أرادت أن تؤخذ أعمالها وكتاباتها على محمل الجد.!

ولأن المرأة كما تقول السيدة آن: متهمه بعاطفتها وإنها بعيدة عن العقلانية والمنطقية، فما كان عليها سوى أن تطلق على نفسها اسم (جورج إليوت)..!

وكما تقول: (أعمالنا تحدد هويتنا بنفس الدرجة التي نحدد نحن بها أعمالنا).

فالأفكار والأعمال هي الإنسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه.. أو مكانته السياسية أو الاجتماعية.!

فحين يتم تجاهل الرأي أو الفكرة وصب مجمل الاهتمام على صاحبها فهذا يسمى بـ (شخصنة النقد) أي نقد الشخص لا نقد أفكاره.

فكما يقال: العقليات العظيمة تناقش الأفكار، وتلك العادية تناقش الأحداث، أما الصغيرة فتناقش الأشخاص.

فلو تحررنا من قيود قولبة الإنسان بجعله ضمن قوالب، ونبذ النمطية في التعامل معه، واتخذنا من الإنسانية البحتة عقيدة ووسيلة تعامل، فعندها سيكون ذلك سبباً في كسر جمود التخلف والسطحية وأيضا سبباً في المزيد من الحضارة والتطور..

لنرتقي بنظرتنا وتعاطينا مع الآخر..لنصل إلى أعلى مقامات الرقي والسمو إلا وهي (إنسان) لـ(إنسان).

فبمناقشة صلب الفكرة والمجادلة في إطار مضمونها ونقدها بشكل موضوعي سيفجّر بلا شك أفكار أجمل وأعظم. وفي ذلك تعزيز لمَلكة النقد التي تدل على الوعي وعلى العقول المفكرة التي تحفظ استمرارية الإنتاج الجيد والاستطلاع لآفاق جديدة.

فالأدب والفكر لا يعترفان بسن محدده ولا يميزان بين الأنثى والذكر ولا الأبيض من الأسود. والعنصرية في ذلك أشد وأخبث أنواع العنصرية ولا يدل ذلك إلا على عقل فقير وفكر فارغ لا يوجد به سوى القشور ونظرة محدودة ضيقة.

إذن لتكن قراءتنا محايدة ولن يتحقق ذلك إلا إذا أدركنا بأننا جميعا خلقنا من صلصال من حما مسنون وكل ابن آدم خطاء وخير الخاطئين التوابون.

 

أطيب وأنظف وأذكى منه..!!
إيمان عبدالعزيز الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة