Sunday  02/10/2011/2011 Issue 14248

الأحد 04 ذو القعدة 1432  العدد  14248

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية: عظم المسؤولية ومسؤولية العظماء
د. فهد العبري (*)

رجوع

 

إستبشر التاريخ وأهله خيراً بموافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز - حفظه الله - على تأسيس كرسي يحمل اسم سموه يركز على الدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية في جامعة الملك سعود، حيث جاءت هذه الموافقة الكريمة إدراكا من سموه لأهمية الدراسات التاريخية والحضارية المتعلقة بالمملكة العربية السعودية بصفة خاصة والجزيرة العربية بصفة عامة. يقول سموه: « يعد تاريخ الجزيرة العربية من الجوانب المهمة في تاريخ الحضارة الإنسانية حيث حظيت هذه المنطقة بالكثير من الأحداث وأسهمت في بناء الكثير من الحضارات منطلقها البناء والاستقرار، كما أسهمت في ضخ مجتمعات بشرية إلى مناطق محيطة بها وبعيدة عنها من خلال الهجرات التي انطلقت منها، ويأتي الاهتمام بهذا الأمر لعمقه ولإسهامه الحضاري والإنساني ولكون الجزيرة العربية أيضاً شهدت ظهور الإسلام وانتشاره وبناء الدولة الإسلامية التي نشرت الأمن والاستقرار ثم ظهور الدولة السعودية إلى يومنا هذا. ولا شك أن خدمة هذا التاريخ من خلال المؤسسات العلمية والجامعات عبر قنوات الكراسي العلمية هو نشاط علمي مفيد يهدف إلى تشجيع البحث العلمي والاهتمام بتاريخ الجزيرة العربية خلال القرون الماضية.» إن التاريخ في نظر سموه - ليس ذلك العلم الماضوي الجامد الذي يجتر أحداث الماضي بطريقة عقيمة، بل هو ذلك العلم الذي يتخذ من الماضي مادة له لكنه لا يتقوقع هناك، بل يستخدم هذه المادة في فهم الحاضر واستشراف المستقبل. من هنا كان سموه الداعم الرئيسي للدراسات التاريخية في هذا الوطن، سواء كان هذا الدعم مادياً أو معنوياً.

إن حمل هذا الكرسي لاسم هذه الشخصية العظيمة والتي استحقت وبجدارة لقب «أمير المؤرخين»، يلقي، وبلا شك، على عاتق هذه المؤسسة مسؤولية كبيرة تنبع من شرف وعظم هذا الاسم الذي يتحمله. فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز رجال في رجال، كل رجل من هؤلاء الرجال يتعب من أراد رصد أعماله، فكيف لنا الإلمام بأعمال هؤلاء الرجال جميعاً ممثلين في شخص سموه الكريم؛ فسمو الأمير سلمان ليس راعياً للتاريخ فحسب، بل راعيا للكثير من الجهات والمؤسسات منها الدينية ومنها الخيرية ومنها الاجتماعية ومنها الاقتصادية...الخ ولا أكتمكم سراً إذا قلت إنني حاولت رصد أعمال سموه وإسهاماته المختلفة في هذا المقال فوجدت ذلك بحاجة إلى إفراد مجلدات ضخمة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستوعب هذا المقال إلا شذرات منها تذكر كدلالة فقط.

وربما يقف على رأس المؤسسات الخيرية التي شملها سموه برعايته الكريمة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض من خلال رئاسته الفخرية لها ودعمه المنقطع النظير لها، حيث يقدم سموه دعماً ماديا ًكبيرا لهذه الجمعية ويقوم بكفالة العديد من الحلقات التي تخرج العشرات من حفظة كتاب الله، كما تكفل سموه برواتب معلمي هذه الجمعية سنويا. كما يحرص سموه على رعاية حفلها السنوي.

وسموه الراعي لجمعية الأطفال المعاقين في منطقة الرياض، وهو من قدم منحة عشرة ملايين ريال لإنشاء مركز الأمير سلمان بن عبد العزيز لأبحاث الإعاقة، هذا المركز الذي يدل على بعد نظر سموه، حيث عني بالحث العلمي في مجال الإعاقة. وسموه الراعي الأول للأيتام من خلال الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان). ولم تكن شريحة محتاجي السكن بعيدة عن اهتمام سموه الكريم، فجاءت جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري، هذه الجمعية، ولاننسى الكثير والكثير من الجمعيات كجمعية البر وجمعية «كلانا» ...الخ، ولم يقتصر هذا الدور المحوري لسموه على وطننا الغالي بل نجد لسموه الكثير من الإسهامات في خدمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ولم تقتصر أعمال سموه الكريم على الداخل، بل يشهد العالم الخارجي لهذا الإنسان بالكثير والكثير من الأعمال الجليلة، ويكفي أن نلقي نظرة على سيرة سموه الذاتية لندرك كل ذلك:

الجمعيات والهيئات التي يرأسها

- رئيس لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956م.

- رئيس اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر عام 1956م.

- رئيس اللجة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين عام 1967م.

- رئيس اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي الباكستان عام 1973م وذلك في أعقاب الحرب بين الهند والباكستان التي تعرضت لها لخسائر بشرية.

- رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر في أعقاب اندلاع حرب 1973م بين مصر وإسرائيل.

- رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في سوريا في أعقاب اندلاع حرب 1973م بين سوريا وإسرائيل.

- رئيس الهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الأفغان عام 1980م.

- رئيس اللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان عام 1988م.

- رئيس الهيئة العامة لاستقبال التبرعات لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1989م.

- رئيس اللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء والمساعدة للكويتيين على إثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990م.

- رئيس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلاديش عام 1991م.

- رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م.

- رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمتضرري زلزال عام 1992م في مصر.

- الرئيس الأعلى لمعرض المملكة بين الأمس واليوم والذي أقيم في عدد من الدول العربية والأوربية وفي الولايات المتحدة وكندا 1985م - 1992م.

- رئيس اللجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة القدس بمنطقة الرياض 1421هـ - 2000م.

- رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.

- رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.

- رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك فهد الوطنية.

- رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز.

- أمين عام مؤسسة الملك عبدالعزيز الإسلامية.

- رئيس اللجنة العليا واللجنة التحضيرية للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية والتي أقيمت في 5-10-1419هـ.

- المؤسس والرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.

- الرئيس الشرفي لمركز الأمير سلمان الاجتماعي.

- رئيس شرف مجلس إدارة شركة الرياض للتعمير.

- رئيس جميعه البر بالرياض وهي جمعية خيرية تهتم بجمع الزكاة والصدقات من المحسنين وإيصالها إلى مستحقيها لمبدأ التكامل والتكافل الاجتماعي.

- الرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض.

- رئيس مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج.

- رئيس مجلس إدارة مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري.

- رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم.

- رئيس الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض.

- رئيس جمعية رعاية مرضى الفشل الكلوي بمنطقة الرياض.

- الرئيس الفخري لمؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيرية.

- رعى ويدعم سموه العديد من مراكز الدعوة وجمعيات تحفيظ القرآن والمساجد.

- الرئيس الفخري للجمعية التاريخية السعودية منذ 23-11-1422هـ.

- جامعة الملك سعود تؤسس كرسياً بحثياً باسم «كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية».

الأوسمة التي حصل عليها

- يحمل سموه وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى والذي يعتبر أعلى وسام في المملكة العربية السعودية.

- حصل سموه على وسام بمناسبة مرور 2000 عام على إنشاء مدينة باريس وقلده إياه الرئيس جاك شيراك في باريس عام 1985م.

- حصل سموه على وسام الكفاءة الفكرية حيث قام ملك المغرب الحسن الثاني في الدار البيضاء عام 1989م بتقليد سموه الوسام.

- حصل سموه عام 1995م على جائزة جمعية الأطفال المعوقين بالسعودية للخدمة الإنسانية

- حصل سموه عام 1997م على وسام البوسنة والهرسك الذهبي لدعمه وجهوده لتحرير البوسنة والهرسك وقام بتقليده الوسام الرئيس البوسني في الرياض في شهر مارس 1997م

- حصل سموه عام 1997م على درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم.

- حصل سموه عام 1998م على وسام نجمة القدس وقلده سموه الوسام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في حفل بقصر الحكم بالرياض ويعتبر هذا الوسام تقديراً لما قام به سموه من أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة في خدمة الشعب الفلسطيني.

- حصل سموه عام 1999م على وسام (سكتونا) الذي يعتبر أعلى وسام في جمهورية الفليبين وقلده سموه الوسام الرئيس الفليبيني جوزيف جوزيف استرادا أثناء زيارة سموه للفليبين في شهر أبريل وذلك تقديراً لمساهمته الفاعلة في النشاطات الإنسانية ودعمه للمؤسسات الخيرية ولجهود سموه في الارتقاء وتحسين مفهوم الثقافة الإسلامية ومن أجل عدد المرات الكثيرة التي ساعد فيها سموه العمالة الفليبينية في المملكة ولصداقته للفليبين.

- حصل سموه على الوسام الأكبر الذي يعتبر أعلى وسام في جمهورية السنغال وقلد سموه الوسام الرئيس السنغالي عبدو ضيوف أثناء زيارة سموه للسنغال في شهر يوليو 1999م

- حصل سموه في شهر صفر عام 1422هـ مايو 2001م على وسام الوحدة اليمنية الدرجة الثانية وقلد سموه الوسام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أثناء زيارة سموه لليمن - عدن.

- حصل سموه في شهر صفر عام 1429هـ فبراير 2008م على زمالة بادن باول الكشفية من قبل جلالة ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر.

- حصل سموه في شهر صفر عام 1429هـ فبراير 2007م على جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي، لكن من حسن الحظ أن وفق الله سبحانه وتعالى هذا الكرسي لمجموعة من الرجال المخلصين الذين يدركون عظم هذا الاسم الذي يحمله هذا الكرسي وعظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، ومع صعوبة حصر هذا الأسماء إلا أنه هناك العديد من الرموز التي تستحق الذكر وأخص منم معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان، هذا الرجل الذي سخر إمكانات الجامعة المختلفة من مادية وإدارية وفنية ولوجستية لخدمة هذا الكرسي، ومعالي الدكتور ناصر الداوود وكيل إمارة الرياض، كذلك معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري الذي وضع الدارة بكل إمكاناتها تحت تصرف الكرسي، بل ووضع نفسه رغم مشاغله المتواصلة في خدمة الكرسي، ويدل على ذلك بالإضافة الى زياراته الشخصية المتكررة للكرسي والانهماك في أعماله المختلفة ماذكره معاليه في حفل تدشين الكرسي عندما قال: « ستسعى الدارة مع جامعة الملك سعود على أن يكون هذا الكرسي ساحة متخصصة للأكاديميين والباحثين والباحثات والمهتمين للسبق بخدمة هذا المعلم العلمي والإفادة من خدماته لتحقيق أقصى درجات الجودة العلمية في البحوث التاريخية في مختلف المسارات والفروع سواء لخدمة التاريخ الوطني أو إضاءة جوانب مهمة في التاريخ العربي والإسلامي «، وكذلك سعادة الدكتور عبدالله السبيعي المشرف على الكرسي والذي جعل من الكرسي وتطويره همه الأول، ومن هؤلاء الرجال أعضاء اللجنة العلمية واخص منهم سمو الأمير تركي بن فهد آل سعود رئيس قسم التاريخ بجامعة الملك سعود، وسعادة الدكتور عبدالله الزيدان رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية.

نعم يحمل كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية اسماً كبيراً وضع عليه مسؤولية من نوع خاص، لكنه نجح وسينجح بإذن الله في تحمل مسؤولية هذا الاسم العظيم في ضل هذه الكوكبة من الرجال الذين يتفانون في القيام برسالتهم.

(*) قسم التاريخ - جامعة الملك سعود

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة