Thursday 03/11/2011/2011 Issue 14280

 14280 الخميس 07 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الرئيسية

الأولى

الاقتصادية

الريـاضيـة

دوليات

متابعة

منوعـات

صدى

 
 
 
 

وحدة وطن

 

سر المحبّين وساء الشانئين
د. فهد بن محمد العبدالمنعم(*)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحمد لله الحي الذي لا يموت، كتب الأعمار والآجال والأرزاق قبل أن يخلق الناس، دعى المؤمنين للاعتصام بحبله وأن لا يتفرقوا، وحث بالالتزام بجماعة المسلمين وجعل يده مع الجماعة. إن سنن الله سائرة ومنها أن الدول في كل العصور وفي عصرنا هذا خاصة لم تَسْلَم من مصائب ونُوَب وكُرَب ينتج عنها أمور منها: أن تؤدي إلى وهن الأمم وإما أن تزيدها تمكينًا وثباتًا، وقد مرت بلادنا حرسها الله بكروب ومحن فتخطّتها سالمة بعون من الله تعالى. وإنّ من هذه الكروب وفاة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى -، الذي أجمعت الأمة على حبه ودعت له بالمغفرة والرحمة، فنسأل الله تعالى له نُزُل الجنات، ورِفْعة الدرجات، وسابِغ الرحمات، وأن يجزيه على ما قدّم لأمته خيرًا.

مات أبو خالد وتولى أبو سعود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولاية العهد سدده الله، وهذا من السنن الكونية في الحياة، ومما تميزت به بلادنا حرسها الله التمشي بالنهج القويم في الولاية الشرعية وفق الكتاب والسنة قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً), وفي الحديث عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ: (وستكون خلفاء فتكثر) قَالُوا: فما تأمرنا؟ قَالَ: (فُوا ببيعة الأولِ فَالأوَّلِ، وأعطوهم حقهم فإنَّ الله سائلهم عما استرعاهم).

وما حصل من انسيابية في المبايعة بولاية العهد فهي رسالة عملية جلية توضح يُسْرِ هذا الدين وسماحته وحرص أبناء الملك المؤسس - رحمه الله تعالى - على اتباع شرع الله القويم في جوانب الحياة عامة وفي هذا الجانب بشكل خاص فلله الحمد والمنَّة.. حيث أن هذه الأمور قضايا مصيرية للأمة بها تسود الطمأنينة والأمن والاستقرار. فانتقال ولاية العهد بطريقة شرعية واضحة روعي فيها الاتفاق بين أبناء الملك المؤسس وسير الأمور بهدوء وحكمة فائقة، تجلى فيها اجتماع الكلمة وتقدير المصلحة العليا للأمة، كل ذلك أظهر التلاحم بين أفراد الأسرة الحاكمة وأفراد الشعب مع القيادة الحكيمة، وكشف للعالم قاطبة الوحدة والاجتماع الذي يخيم عَلَى هَذِهِ البلاد، هذا الأمر سر المحبّين، وساء الشانئين وقضى على الإشاعة والإرجاف، وخيب ظن من راهن على الاختلاف وانفراط عقد وحدة الصف والائتلاف.

في الختام أقول إن ما ذكرته أعلاه إنما هو من باب مقام حمد الله والثناء عليه، لا مقام فخر ورياء، وذْكر النعم لأجل شكر مُسْدِيها، ولنتشبّث بها وبالأسباب الجالبة لها. فيا ربنا نسألك أن تلهم ولي أمرنا وولي عهده التوفيق والسداد في أقوالهم وأعمالهم إنك ولي ذلك والقادر عليه.

(*) وكيل جامعة شقراء المكلف

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة