Sunday 06/11/2011/2011 Issue 14283

 14283 الأحد 10 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كثيراً ما تمر علينا أخبارغريبة وقصص شيقة انتشرت خاصة مع الانترنت، ومرعلي منها ما لا يحصى، واكتشفت بعد البحث والقراءة أن الكثير منها مكذوب أو خاطئ تماماً، ولأنها لازالت شائعة ومُصدّقَة فما رأيكم أن نقوم بفرز بعضها وبيان حقيقتها؟

* من أشهر الأخطاء الشائعة هي ما يتداوله الكثير من الناس أن الحرباء تغير لونها لتندمج مع بيئتها، ولكن الحقيقة أن هذا غير صحيح، فالحرباء ألوانها تمويهية أصلاً، وإنما تغير لونها حسب المزاج أو المشاعر، فمثلاً إذا شعرت الحرباء بالخوف فإن لونها يبدأ يميل للسواد، وهكذا.

* مما قرأته كثيراً منذ الصغر هو «الحقيقة» التي تزعم أن الابتسامة أخف على الوجه من العبوس، ومن أشهر ما كُتب عن ذلك أن الابتسامة تحتاج 22 عضلة بينما التقطيب يستخدم 37 عضلة، ويناءً على ذلك يحثك كاتب هذه «المعلومة» على الابتسام. ورغم أن هذا الأمر يصعب قياسه بشكلٍ دقيق إلا أنه اعتماداً على معيارين فإن العكس هو الصحيح، فإذا استخدمنا المعيار الأول الذي وضعه بعض العلماء فإن التبسم يحتاج 10 عضلات بينما العبوس يحتاج 6، وفي الدراسة الأخرى وُجد أن التبسم يحتاج 12 عضلة بينما العبوس يحتاج 11. على أي حال فإنه لاشك أن الابتسام شيء طيب وهو من حسن الخلق وحث عليها الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قال «تبسمك في وجه أخيك صدقة».

* ما أثار استغرابي هو خبر نُشر عام 2005م يفيد أن رجلاً وزوجته سميا ابنهما «ياهو» على اسم الموقع المعروف لأنهما التقيا على الإنترنت بمساعدة الموقع، وعرفاناً منهما بجميله فقد سميا ابنهما تيمناً به! استهجنت الخبر لما سمعته وأعتقد في قرارة نفسي «أهل العقول في راحة»، وتخيلت حال الولد إذا كبر وكيف أنه سيصير موضوعا للتندر خاصة من أقرانه التلاميذ، ولاسيما وأن طلاب المدارس عادة وحوش مفترسة يستمتعون بتعذيب غيرهم بالسخرية والانتقاص! لكن تلاشى هذا لما قرأت أن الخبر مكذوب، وأنه من صنع صحيفة رومانية شعبية، ومنها أخذت باقي الوكالات الخبر وبثته بلا تردد، وبعد عشرة أيام من الخبر اعتذرت الصحيفة، وقالوا: إن الخبر لفّقه أحد طاقمهم وأنهم فصلوه.

* من القصص الشهيرة هي قصة طريفة تناقلها الناس كثيراً عن الصراع التقني بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا حينما كان الطرفان يحاولان اكتساح مجال الفضاء، وتقول القصة: إن وكالة ناسا الفضائية أنفقت عشرات الملايين من الدولارات لصنع «قلم الفضاء» وهو قلم خاص يكتب في الفضاء، ذلك لأنه لا جاذبية في الفضاء الخارجي وعليه فإن قلم الحبر العادي لا يوجد ما يجذب الحبر منه إلى الورقة، وبعد سنين صنع الأمريكان هذا القلم الخاص بعد التعب والتكاليف الباهظة، ويأتي الجزء الطريف في هذه القصة ليقول: إن الروس لم يحتاجوا هذا كله وإنما استخدموا قلم رصاص! وهذه قصة لا أساس لها من الصحة، فرغم أن الأمريكان فعلاً استخدموا قلماً خاصاً بالفضاء إلا أنه لم يُصنع من قبل وكالة ناسا الفضائية، وإنما صنعته شركة وباعته بكلفة رخيصة على الوكالة. ويمكن تكذيب الشائعة من وجه آخر وهو أن قلم الرصاص ليس خياراً حكيماً لمن هو على متن مركبة فضاء، لأنه يحتاج إلى البري بشكلٍ مستمر، والأسوأ أنه ينثر الرصاص خاصة لو انكسر الطرف المدبب، حينها تتطاير تلك الجزيئات الصغيرة وتدخل في الأجهزة الحساسة مما يعرض الطاقم للخطر. وهذه عرفناها لأن الأمريكان استخدموا أقلام الرصاص في الفضاء! إذاً هذه الشائعة مكذوبة بكل تفاصيلها. ومما اضطر الأمريكان لتطوير أقلام جديدة هو أنه رغم رخص أقلام الرصاص إلا أنها تعاني من مشاكل، فغير المشاكل الفنية التي ذكرتها فهناك مشاكل مالية، ذلك أن قلم الرصاص الواحد رغم أنه لا يكلف أكثر من 5 ريالات إلا أنه يحتاج تعديلات بحيث يصبح قابلاً للاستخدام مع بدلة الفضاء، وهذه التعديلات ترفع تكلفة القلم الواحد إلى 480 ريال، ولما عرف الشعب الأمريكي بهذه الأموال الباهظة والتي يدفعونها من ضرائبهم غضبوا واحتجوا، ولهذه الأسباب كلها ظهر القلم الفضائي السالف ذكره، وهو قلم مدعوم بالنيتروجين المضغوط والذي يدفع بالحبر للخارج في ظل غياب الجاذبية، ويكلف الواحد 7 ريالات. الأمر الغريب أنه رغم أن قلم الفضاء هو الشائع استخدامه إلا أنه في البداية كان رواد الفضاء يستخدمون أقلام الحبر وكانت تعمل! ولكن كان يجب استخدامها بشكل أفقي، أما قلم الفضاء فهو الوحيد الذي يعمل ورأسه للأسفل.

 

الحديقة
إشاعات وأكاذيب وأخطاء
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة