Monday 07/11/2011/2011 Issue 14284

 14284 الأثنين 11 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

إقامة «مدينة عالمية» لنصف يوم فقط وسط جبال «عرفات»، ثم الانتقال «نهاية النهار» لإقامة مدينة أخرى مجاورة «بمزدلفة» لنصف اليوم المتبقي, وبعدها تحرك «ملايين البشر» في ذات الوقت رغم اختلاف لغاتهم وثقافاتهم ومستويات فهمهم للاستقرار في «بقعة ضيقة» بمنى «لثلاثة أيام» والقيام بذات الأعمال في ذات الوقت، سيناريو «إسلامي» فريد يتكرر سنوياً، وفلسفة تُحاك «بأيدي سعودية مخلصة» وهي أكبر من أن تُدرج تحت فهم «إدارة الحشود» البشرية.

فريادتنا في «إدارة» شؤون حجاج بيت الله الحرام «سنوياً» وبنجاح باهر أمنياً, وصحياً, ومعيشياً، وتنظيمياً من الظلم مقارنتها بما يمكن أن تقوم به بعض «الأجهزة» في الدول الأخرى التي ترفع لواء «فن إدارة الحشود» لمشجعي كرة القدم أو من في «حكمهم» والذين لا تتعدى جموعهم في الغالب مئات الآلاف من البشر، لساعتين أو ثلاث فقط، بينما بشهادة مختلف المنظمات العالمية إدارة الحشود السنوية للحجاج في «المشاعر المقدسة» والحرمين الشريفين هو نجاح وفلسفة باهرة تدار «بمنظومة متكاملة» يأتي في مقدمتها «الأمن» الذي هو في الحقيقة «مضرب مثل» في التأهيل لمثل هذه المهمة, قد يكون هناك من «دعا» لتصنيف الحج «كعلم لإدارة الحشود» وطالب في تعليمه في الجامعات، وأنا هنا أعتقد أن «علم إدارة الحشود» أصلاً يندرج تحت ما تقوم به المملكة سنوياً للحجاج، فالريادة لنا ونحن نملك الخبرة ومبادئ وأصول هذا «العلم» ويجب على الآخرين أن ينهلوا من «التجربة السعودية» السنوية الأضخم عالمياً، فنحن «مرجع عالمي» في كيفية إدارة الحشود البشرية بكل نجاح واقتدار وجامعاتنا هي الأولى بمنح الدرجات العلمية في مثل هذا التخصص.

بالأمس وفي أحد مراكز الفتيا « بمنى» وبينما أنا أتابع حوار حاج «بريطاني» مع الشيخ «عبد الرحمن اللويحق» وإجابات الشيخ عن استفسارات الحاج «باللغة الإنجليزية» رغم وجود «مترجم» بجواره, اكتشفت من خلال هذه الصورة كيف أن مستوى الخدمة المقدم للحاج يرتفع سنة بعد أخرى، حتى فيما يخص «الفتيا» وتفاعل المشايخ وطلبة العلم مع احتياجات «الحجيج» وتقديم الدين لهم «كمنهج عالمي» بكل يسر وسهولة يجب على جميع المسلمين الالتزام به.

بحكم أن هناك أكثر من «180» دولة عادة ما يقدم الحجاج منها إلى المشاعر المقدسة، ومن الطبيعي أن بعضها يشهد تقلبات أمنية أو اضطرابات سياسية أو فقر وجوع ومجاعة أو تركز وانتشار لعصابات السرقة أو خلافات عرقية ومذهبية وغيرها من المشاكل التي تعصر «ببعض الدول» مما يجعل بعض الحجاج المنتمين لتلك الدول أكثر «تحفزاً وعصبية» مع شدة الزحام أو الاحتكاك مع الحجاج الآخرين، ولعل مشهد «حاج» يسير وخلفه مجموعة من «الحجاج الآسيويين» يرددون خلفه ما يقول من أدعيه رغم «ركاكة» لغته العربية المكسرة، ولكن عندما جاورني وسط الزحام وتوقف بدأ يقول «سكين..هـ» وهم يرددون خلفه «السكين.. هـ» فخفت مما يقولون ولكني «اكتشفت» أنه يدعوهم «للسكينة والهدوء» فأمامهم زحام!!.

لقد قدم هذا الحاج لمن يسير خلفه «السر» الذي كشف عنه الرسول صلى الله عليه وسلم للحجاج عندما أوصاهم «أيها الناس عليكم بالسكينة»، وهو مفهوم لو شرح وقدم للحاج قبل وصوله للمملكة، بالإضافة لمفهوم «وجوب تعظيم البيت الحرام» الذي لا يقطع شجره ولا يعضد شوكه ولا ينفر صيده لذكرنا الحاج «بعظم شأن» هذه البقاع التي يجب عليه عندما يصلها أن يصل وهو يحمل معه رسالة الإسلام والسلام والتوحيد لله «كرسول» حب وخير لكل من حوله.

ولعل «السكينة» هي المطلب المهم لتربية النفس على الصبر وفهم «مقاصد الحج» بعد أن تجشّم «الحاج» مشاق الطريق, وعناء السفر، دون الالتفات إلى ما قد «يفرزه» الزحام من ضيق أو كما نقول حج يا حاج.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net
 

حبر الشاشة
حج يا حاج.. 2-3 «سكين..هـ»
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة