Tuesday 20/12/2011/2011 Issue 14327

 14327 الثلاثاء 25 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

نشر الكاتب مورغان روبرتسون رواية باسم «العبث «، وهي قصة مشابهة لقصة سفينة تايتانيك الشهيرة والتي غرقت عام 1912م، وفيها يروي المؤلف قصة خيالية عن سفينة غرقت في شمال الأطلسي (نفس المكان الذي غرقت فيه تايتانيك)، ولم يكن هناك قوارب نجاة كافية، وطول السفينة 243 متر وهو يشابه طول تايتانيك البالغة من الطول 250 متراً، وغير ذلك من التشابهات. هذا ليس غريباً ، فالكثير جداً من الروايات الخيالية تعتمد على أحداث واقعية سابقة. لكن إليكم الأمر الغريب: هذه الرواية نُشرت عام 1898م، أي قبل غرق تايتانيك بأربعة عشر سنة! مصادفة مذهلة أليس كذلك؟ غير هذه التشابهات فهناك مصادفات أخرى، مثل أن السفينة الخيالية تُعتبر أضخم سفينة ترفيهية في العالم، وكذلك كانت تايتانيك. كلا الاثنتين غرقتا في شهر أبريل. كلاهما كانتا تسميان «السفينة التي لا تغرق». السفينة الخيالية اصطدمت بجبل جليد وغرقت، وكذلك تايتانيك، وحتى السرعة متقاربة، الخيالية بسرعة 25 عقدة بحرية وتايتانيك بسرعة 22 ونصف عقدة. تايتانيك عدد ركابها 2200 غرق أكثر من نصفهم، والسفينة الخيالية عدد ركابها 2500 غرق أكثر من نصفهم. وأخيراً في سلسلة هذه المصادفات المدهشة، اسم السفينة الخيالية: «تايتان»!

مصادفات التاريخ أحياناً أعجب من الخيال نفسه. لو أنك ذهبت لليابان قبل بضعة سنوات وتجولت في بعض شوارعها فربما صادفت «سوتومو ياماغوتشي»، وسيبدو لك مجرد شيخ عادي، ولكن في بيته ورقة فريدة بمعنى الكلمة، لو رأيتها لأذهلتك: إنها الشهادة الوحيدة من الحكومة اليابانية التي تفيد أن ياماغوتشي هو الناجي من انفجارين نويين! أثناء الحرب العالمية الثانية كان ياماغوتشي يعمل في شركة ميتسوبيشي والتي كانت تُصنِّع الأسلحة الثقيلة لامبراطورية اليابان، واشتهرت خاصة بالطائرات الحربية، أما ياماغوتشي فقد كانت مهمته تصميم سفن ناقلات النفط، و عام 1945م سافر في رحلة عمل مدتها ثلاث أيام إلى مدينة هيروشيما، ولما انتهت الرحلة اتجه مع اثنين من رفاقه للميناء في السادس من أغسطس، ولكنه تذكر أنه نسي ختم «الهانكو» ورجع ليأخذه (وهو ختمه الذي يختم به الوثائق الرسمية)، ولما أخذه وعاد مرة أخرى وإذا بعقارب الساعة تضرب الثامنة والربع صباحاً، وإذا به يرى طائرة في السماء، ولسوء حظه كانت هي طائرة «إينولا غاي» المشؤومة، ورآها تُلقي شيئين محمولين في مظلتين، ثواني قليلة وتبرق السماء بضوء عظيم، ورغم أن الانفجار كان على بعد ثلاث كيلومترات إلا أنه ألقى ياماغوتشي أرضاً وأعمى بصره مؤقتاً وفجر طبلتي أذنه إضافة إلى حرقه حروقاً بليغة، ولما استعاد قواه قليلاً زحف لملجأ ليتعافى فيه في المدينة التي فقدت 140 ألف من سكانها بسبب تلك القنبلة الخبيثة، ولما تعافى قليلاً رجع بعدها لمدينته، وهي ناغازاكي لا غيرها! رغم آلامه وإصاباته إلا أنه عاد للعمل، وفي التاسع من أغسطس كان في المكتب يقص على مديره تجربته المرعبة في هيروشيما، وبينما كان مديره ينصت باهتمام وإذا بالساعة تقرع الحادية عشر صباحاً، وإذا بطائرة تلقي القنبلة النووية الأخرى والتي سحقت ناغازاكي وقتلت 70 ألف من أهلها، ولحسن حظه هذه المرة حماه مكتبه من الانفجار ونجا، وعاد لمنزله ليجد أن أهله لم يصابوا بأذى، ولكن المستشفى دُمِّر ولم يمكنه تغيير ضماداته التي فسدت، وقضى أسبوعاً طريح الفراش في منزله بحمّى قوية. رغم أنه أصيب بالصلع لفترة مؤقتة من حياته إلا أنه تعافى من جروحه ولم يبق منها إلا صمم في أحد أذنيه، وفي أواخر عمره صار ينادي بأن يتخلص العالم من أسلحته النووية، وقال في أحد اللقاءات «إنني أبغض القنبلة النووية بسبب ما تفعله للكرامة البشرية». توفي ياماغوتشي عام 2010م عن 93 سنة.

 

الحديقة
«صدفة»!
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة