Friday 30/12/2011/2011 Issue 14337

 14337 الجمعة 05 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

      

أتابع بإعجاب الجهود التي تبذلها الجامعة الإسلامية منذ ما يزيد على العامين والبرامج التي تنفذها، سواء في المؤتمرات الدولية التي تنظمها أو المحاضرات التي أقامتها أو الأنشطة التي تنفذها للطلبة من دورات تدريبية ولقاءات تربوية. وهذه البرامج جميعها لم تكن متوافرة في الجامعة بهذا الحجم والنوع قبل مجيء مدير الجامعة معالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا، الذي جعل من الجامعة الإسلامية خلية نحل لا تهدأ، وفعّل من دور الجامعة المجتمعي، ليس في حدود معينة بل خارج حدود بلادنا.

ولن أتحدث عن البرامج الكبيرة التي نفذتها الجامعة، وكل منها يحتاج إلى وقفات، لكني سأتحدث عن برنامج صغير في وقته ومحدودية المشاركة فيه، لكنه كبير بأهميته وبثماره - بإذن الله -. هذا البرنامج هو دورة تدريبية أقامتها عمادة شؤون الخريجين بالجامعة لطلاب الدراسات العليا بعنوان «كيف يكسر الوثن». وتهدف هذه الدورة إلى تدريب الطلاب في كيفية التصدي للسحرة وحماية المجتمع من خطرهم.

وقد عقدت هذه الدورة لتحقق أهدافاً عدة، أهمها إظهار خطورة السحر والسحرة على المجتمعات، وتدريب خريج الجامعة للقيام بأعظم واجب عليه بعد تخرجه بالدعوة للتوحيد الخالص، وبيان أثر تطبيق التوحيد على المجتمعات والأفراد، ودرء المفاسد عنها، والتدرب على كيفية مناظرة السحرة والمشعوذين، إضافة إلى بيان الطرق التي يستخدمها السحرة لخداع الناس وأكل أموالهم بالباطل، مع توضيح المنهج الذي ينبغي على طالب العلم أن يسلكه لينزع الخوف من قلوب العوام ويثبت ضعف السحرة وبيان جهود المملكة العربية السعودية في نشر التوحيد ومحاربة السحرة والمشعوذين.

وتأكيداً لما ذكرته آنفاً من حرص معالي مدير الجامعة وتشجيعه ودعمه لمناشط وبرامج الجامعة، صغيرها وكبيرها، كان من أوائل الحضور. وقد أدركت الجامعة خطورة هذا الأمر أو الموضوع ((السحر)) على المجتمعات وتأثيره في عقائد الناس وأرواحهم وأموالهم؛ فسعت إلى تنفيذ هذا البرنامج التوعوي للتحذير من شرور السحرة والمشعوذين والدجالين الذين كثر رواجهم في هذا الوقت حتى وصل إلينا - مع الأسف - ولا أدل على ذلك من تطبيق حد الشرع في إحدى النساء التي مارست أعمال السحر والشعوذة.

والمجتمعات الإسلامية تعج بمثل هذه الأعمال، وعلى الدعاة وطلبة العلم التصدي لهذه المشكلة. وقد أيقنت الجامعة من خلال مسؤوليتها الدينية والمجتمعية، ليس في بلادنا فحسب بل في العالم الإسلامي، أهميته وضرورة العمل والمساهمة في وقاية المجتمعات الإسلامية من شرور السحرة والمشعوذين؛ فنظمت هذه الدورة، خاصة مع تزايد شرورهم وانتشارهم وخروج فتاوى شاذة من بعض طلبة العلم رخصت فيها للذهاب للسحرة والمشعوذين بفك السحر بسحر مثله؛ لذا فإنني في الوقت الذي أهيب فيه بالجامعة تنفيذها هذا البرنامج وغيره من البرامج، وتأهيل طلبتها علمياً وعملياً للإسهام في تعزيز العقيدة الخالصة من الشوائب، وتحقيق كمال التوحيد، فإنني آمل أن يتم تزويد جميع الطلبة بنسخة صوتية أو كتابية لما جرى في هذه الدورة بعد التنقيح والمراجعة وتوزيعها على طلاب الجامعة كافة؛ ذلك أن حضور هذه الدورة اقتصر على طلبة الدراسات العليا فقط، والجامعة ينتسب إليها وينتظم في دراستها الآلاف من الطلبة من مختلف الجنسيات، وهو أمر لا أظن أنه يغيب عن أذهان المسؤولين في الجامعة، ولكني سقته من باب التذكير فقط، وأعلم أن هذا البرنامج ما هو إلا امتداد لبرامج متعددة ومتواصلة - بإذن الله - خاصة منها ما يصب في قناة تأهيل الطلبة علميّاً وعمليّاً وتزويدهم بالمهارات اللازمة والدورات المساندة التي تعزز من قدراتهم إلى جانب ما يتلقونه أساساً في علوم الشريعة؛ فبارك الله في جهود الجامعة وسدد خطى القائمين عليها لكل خير، إنه قريب مجيب.

alomari1420@yahoo.com
 

رياض الفكر
الجامعة الإسلامية.. والفاعلية
سلمان بن محمد العُمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة