Sunday  03/04/2011/2011 Issue 14066

الأحد 29 ربيع الثاني 1432  العدد  14066

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

معترفاً أمام ندوة الإعلام التربوي التي شارك فيها 120 إعلامياً من مختلف مناطق المملكة.. وزير التربية:
لست راضياً عن إعلامنا التربوي.. والشفافية والصراحة مطلوبة للأجيال

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

الجزيرة - عوض مانع القحطاني:

قال سمو وزير التربية والتعليم د. فيصل بن عبدالله آل سعود إننا نتطلع إلى رؤية واضحة وإلى رؤيا مؤثرة إلى رؤيا تحاكي مسؤوليتنا أمام الله ثم قائد مسيرتنا.. ونحن متفائلون ودائماً البداية الطموحة والقوية هي التي سوف توصلنا إلى هذا الشكل من خلال هذه الاجتماعات واللقاءات التي نركز فيها إلى إعلامي تربوي قوي يساهم في بناء هذا النشء من الطلاب والطالبات.

جاء ذلك خلال حضور سموه ندوة الإعلام التربوي التي عقدت أمس في مدينة الرياض للمسؤولين والمسؤولات الإعلاميات في المناطق التعليمية في المملكة. وأكد سموه أن الاستثمار هو في الإنسان من خلال أبنائنا وبناتنا من خلال رؤيا واضحة وتوصيل الرسالة التي تحمل الشفافية والوضوح، الرسالة الأخلاقية التي تنبع من تقاليدنا.

وأضاف سموه بأن العالم المتطور من ناحية التقنية والأساليب التعليمية يجب أن نلحق بهم من خلال الأخذ بالتقينات الحديثة والمفاهيم والأساليب المتطورة التي تخدم العملية التعليمية والتوعوية والتربوية.. وأوضح سموه بأنه خلال هذا السنة أو السنة القادمة سوف يكون هناك تقييم من الناس لما عملناه ونعرف آراءهم ومتطلباتهم.

وأشار سموه إلى أن الإعلام والتعليم يجب أن يكون جزءاً من العملية التعلمية والتربوية ولا أخفيكم بأن ما جعلنا نعقد هذا الاجتماع لأنني لست سعيداً.. ولا مقتنعاً لما يحصل في إعلامنا التربوية.. ولكن نحن متفائلون ومتحمسون من خلال وزن الأمور.

وهناك حراك عالمي وحراك موجه يجب أن نحدد مشاكلنا ونعالجها ونوجهها الوجهة الصحيحة.

وأبان سموه بأنه يجب أن تكون هناك مصارحة ومكاشفة في إعلامنا حتى نصل إلى الحقيقة والحلول، مؤكداً بأن هناك ثلاثة أمور إذ أردنا النجاح فيها سوف نحقق أشياء كثيرة منها أمانة العقيدة والوطن وأمانة القيادة.. وكلنا في خدمة وطن وخدمة رسالة تعمل على توصيلها وإيضاحها، نحن نعمل للمواطن والوطن ولذلك الصحافة يجب أن تقول الحقيقة، والبحث في الحقائق.. نحن مستأمنون على مستقبل هذه الأمة وما نزرعه اليوم سوف نراه بعد عشرين سنة.. علينا أمانة يجب أن نوصلها إلى أبنائنا وبناتنا من خلال مفاهيم وطرق عصرية حديثة ولازم نقنعهم.. وكشف سموه عن توجهات الوزارة في كثير من التطور والتحديث والأعمال التي سوف يكون مردودها إيجابياً على طلابنا وما فيه شيء ينجح إلا من خلال ورش عمل قوية ومن خلال دراسات مستفيضة وتفكير جماعي ومنهجية واضحة لبناء هذا الهرم حتى يكون معلماً للأجيال القادمة يكون قوياً وراسخاً.

ولابد أن نبني وطناً يختلف عن كل الأوطان عندنا، ونرد كيد الأعداء المخططين لضرب الدول مع بعضها بعضاً؛ ومن خلال هذه الأحداث وهذه المشاكل لا بد أن نربي أولادنا على الوضوح والشفافية حتى يكون هذا الجيل صادقاً ومحافظاً على بلده لأن هذه البلاد تحمل رسالة.. رسالة سامية للإنسانية لا تفرق بين أحد.. الإسلام جاء مكملاً للأديان.. الإسلام جاء يجمع ما يفرق، وسماحة الإسلام في هذا البلد قوية ورعايتها للمقدسات ضمن أولياتها.. وبإذن الله البلاد إذا تمسكت بعقيدتها بلادنا فيها خير وقيادتها فيها خير والشعب فيه خير.. ولذلك دور الإعلام مهم ودور العاملين فيه مهم.

وقال سموه إن التوجيهات ونتائج هذه اللقاءات سوف تفعّل وسوف يؤخذ بها. وسنعمل على إيصال هذه الرسالة إلى عموم إدارات التعليم.

وكان رئيس التحرير الأستاذ خالد بن حمد المالك قد قدم في المنتدى ورقة عمل (كيفية التعامل مع وسائل الإعلام الورقية) قال فيها:

حسناً فعلت وزارة التربية والتعليم بتنظيم هذا المنتدى عن الإعلام التربوي، بحضور أكثر من مائة وعشرين من مديري ومساعدات مديري الإعلام التربوي في المناطق والمحافظات التعليمية في المملكة؛ ذلك لأن عقد مثل هذا المنتدى يعني فيما يعنيه استشعار الوزارة بأهمية هذا الموضوع الذي أصبح الإعلام مرتبطاً بالتربية، وأنه لا غنى لأي منهما عن الآخر، وأنه لا تستكمل شخصية أحدهما دون هذه التوأمة التي يعقد من أجلها هذا المنتدى.

وأضاف المالك: بادئ ذي بدء، فإن العلاقة بين التربية والإعلام هي علاقة حسية، وربما أنها عاطفية؛ وبالتالي فهي شراكة وتعاون وتكامل، يفترض أن يفضي بها إلى خلق بيئة مؤثرة وقادرة على إيجاد إعلام تربوي فاعل ومتوازن يخدم هذا التوجُّه بشكل علمي مدروس؛ حيث تُظهر الدراسات أهمية ذلك في بناء الشخصية التي يُنتظر أن تُسهم في أداء ما هو مطلوب منها في الزمان والمكان، وحيثما كان موقعها في المسؤولية والعمل.

وأضاف: وفي المحصلة، وفي ضوء ذلك، ومن خلال قراءة عابرة لذلك، فإنه لا غنى للتربية عن إعلام كفء يُعمِّم هذه الثقافة، ويخدم هذه الرسالة، ويقود هذا التوجه الجميل، ويكون صوتاً موضوعياً وقوياً في تبني الوعي، الذي ينبغي أن يكون ذا دور مجدد، ومواكب للمستجدات، ضمن التصور الموضوعي الذي يجب أن يكون ضمن هواجسنا جميعاً، سواء بوصفنا إعلاميين أو تربويين أو هما معاً.

وأشار الأستاذ المالك: لكننا قد نقع في خطأ جسيم، فيما لو اقتصر دور الأجهزة التربوية في وزارة التربية والتعليم على استحضار الأفكار المعلَّبة، والارتهان لما هو قديم، دون أي ابتكار أو تجديد، والاكتفاء بمجموعة محدودة من المفاهيم، دون أن تحاكي وتتلاقى مع تلك المبادرات الجميلة التي سبقنا إليها غيرنا، وكأن الدور المطلوب من الإعلام أن يجاري أجهزتنا التربوية بالموافقة على توجُّهاتها، ومسايرة أفكارها، دون تمحيص أو نقد أو إضافة، حتى مع غياب هذه الأجهزة أحيانًا غياباً غير مبرر وغير مفهوم عن هذا المشهد المهم، وكأنه لا يدخل ضمن دائرة اهتماماتها.

وأضاف: ويخطئ مَنْ يدَّعي أن هناك قنوات اتصال قائمة حالياً بين وسائل الإعلام وإدارة الإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم، تنسجم أو تتوافق أو تقترب مع ما ينشده هذا المنتدى، أو أن خطوط التواصل بين وسائل الإعلام والتربية كمفهوم أو ممارسة تبدو أكثر تأثيراً ووضوحاً مما هي عليه مع القطاعات الأخرى، بينما يشير الواقع إلى أن هناك تقصيراً ملموساً ومشاهَداً، تتحمّل مسؤوليته وسائل الإعلام ووزارة التربية والتعليم معاً؛ ما يعني أن أمام هذا المنتدى مسؤولية أن يُقدِّم توصيات ومقترحات تُفعِّل هذه العلاقة غير الموجودة بالمفهوم العلمي الذي ينشده الجميع؛ بحيث تخرج مثل هذه التوصيات هذه العلاقة من غرفة الإنعاش وتُمكِّنها من التعافي، بحسب ما يتوصل إليه منتداكم من توصيات.

وقال الأستاذ المالك: لقد تغيَّر اسم الوزارة من وزارة للمعارف إلى وزارة للتربية والتعليم منذ عام 1424هـ، أي منذ ثماني سنوات تقريباً، وخلال هذه الفترة الزمنية تغيَّر فيها وزراء ووكلاء ونواب ومديرو تعليم ومساعدات مديري تعليم وقيادات كثيرة، وضُمَّ تعليم المرأة إلى الوزارة عام 1423هـ، أي منذ تسع سنوات تقريباً، غير أن الاهتمام بالإعلام التربوي بقي على ما هو عليه، اهتماماً متواضعاً ومفهوماً قاصراً، وكأننا نصادق على أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، ولا أقول مما سيكون.

مستطرداً: لقد أعادني عقد هذا المنتدى إلى تلك الندوة المهمة التي عُقدت عام 1982م برعاية الأمير نايف بن عبدالعزيز، ومضى عليها قرابة الثلاثين عاماً، بعنوان (ماذا يريد التربويون من الإعلاميين)، وكنتُ من بين حضورها إبّان رئاستي الأولى لتحرير صحيفة الجزيرة، ويومها قال الأمير نايف الذي رعى تلك الندوة في كلمته التي افتتح فيها الندوة: إن العلاقة بين التربية والإعلام حلقة مفقودة في حياة المجتمع. مشيراً إلى أن العمل التربوي بمناهجه وأساليبه، والعمل الإعلامي بوسائله وبرامجه، عملٌ متكاملٌ متمِّمٌ لبعضه، ويومها قال سموه بصراحة ووضوح ما هو أكثر من ذلك، بأن اقترح برنامجاً عملياً وتطبيقياً يُبنى على أسس من الإدراك الواعي لمتطلبات بناء الفرد العربي المسلم، يتجاوز التوصيات غير العملية التي يصعب الأخذ بها في المجالات التطبيقية.

وأضاف المالك: أسألكم بصدق - ومن المؤكد أن أحداً من المائة والعشرين من مديري التعليم ومساعدات مديري التعليم لم يكونوا في مواقعهم الحالية آنذاك - هل أُخذ بشيء من تلك التوصيات والمحاضرات المهمة التي نشرتها صحيفة (الجزيرة) عن تلك الندوة، ضمن إيمانها بأهمية هذه العلاقة ودورها في تحرير الإنسان مما يشوّه تربيته أو يخدش تصرفاته، أم أننا اكتفينا بما قاله وزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد عبده يماني في كلمته خلال ترؤسه الجلسة الختامية لتلك الندوة حين قال: لقد وصلنا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أيها التربويون، فلا تغتابونا ولا نتجسس عليكم!

وقال المالك: ومن باب التذكير ليس إلا، أجدها فرصة مناسبة لأختار لكم عناوين بعض المحاضرات في تلك الندوة التي أُقيمت تحت مظلة مكتب التربية العربي لدول الخليج، وبالتعاون مع وزارة الإعلام آنذاك وهذه العناوين هي: (بين التربية والإعلام أرضية مشتركة هي التوجيه والاتصال وخدمة المجتمع)، (رسالتهما واحدة، وهدفهما واحد، وأي تناقض أو عيب بينهما إنما هو في رجال الإعلام أو رجال التربية)، (الإعلام والمؤسسة التعليمية: الطلاق الذي لم يكتمل الثلاث)، (الهدف التربوي لدى المخطط الإعلامي)، (إستراتيجية التنسيق بين العمليتين التربوية والإعلامية)، (تحديد دور التربويين في تحقيق أهداف التربية من خلال وسائل الإعلام)، (الإعلام والرسالة التربوية).. وهكذا كان منحى بقية المحاضرات، اهتمام وتأصيل لهذه العلاقة، بأمل أن يقود الإعلام التربوي الأجيال والناشئة نحو الأهداف التي يسعى هذا المنتدى لأن يتوصل إليها.

مشيراً وبحسب ما طُلِبَ منّي، من أن تكون ورقتي عن: (كيفية التعامل مع وسائل الإعلام الورقية)، فإن عليَّ أن أسارع إلى القول وباختصار شديد: إن مثل هذا التعامل لا يمكن أن يكتسب صفته المناسبة والمستهدفة مع ديموميته ما لم يكن هناك فهم مشترك من الجانبين، واستيعاب لمتطلباته، وشعور بالمسؤولية نحوه، وتوفير مناخ مناسب لكي تورق أهدافه, وبيئة صالحة لإثراء هذا النوع من التزاوج في تأصيل العلاقة الإعلامية التربوية ضمن هذا الإطار والفهم المشتركين اللذين يعمقان الرغبة في بناء هذا التكامل بين الجانبين؛ وصولاً إلى تنشئة أبنائنا تنشئة صالحة, وفق ما نرتضيه لهم من سلوك ينسجم مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا وموروثنا.

وأضاف الأستاذ المالك: فإذا كانت وزارة التربية والتعليم ترى أن الإعلام التربوي هو استثمار لوسائل الاتصال من أجل تحقيق أهداف التربية، فلنا أن نتساءل أمام هذا المنتدى: ما هي مبادرات الوزارة غير التقليدية التي نحتفظ بها أو نتذكرها لها في هذا المجال، مع الصحف الورقية تحديداً؟ منفردة بها عن تلك التي تقوم بها قطاعات ومؤسسات أخرى من برامج وهي غير معنية بالتربية أو التعليم كما هي الوزارة، في ظل الشعور بالإحباط أمام تجارب كثيرة للوزارة، ومناسبات عدة لامست الوزارة من خلالها هذه القضية المثيرة للجدل، ولكن عن بعد وعلى استحياء، ما يعني أننا أمام ثقافة نحوم حولها بالتعريف والرغبة الصادقة في غرسها بعقول أبنائنا وشبابنا، ولكن ما زال هناك من المعوقات أو سوء الفهم ما يحول دون تطبيقها.

وقال: إن ترك التعامل مع وسائل الإعلام الورقية للاجتهادات التي يقوم بها الجانبان أحياناً، أو باستخدام وتوظيف العلاقات الشخصية أحياناً أخرى، هو جهد قاصر، وغير عملي، ولا ينم عن تخطيط سليم وإصرار على بلوغ الهدف، لهذا فإن التعامل مع وسائل الإعلام الورقية ينبغي أن يعتمد على اتفاقيات واضحة، تحدد الأهداف، والبرامج، والسياسات المستهدفة، مع تحديد التزامات كل طرف، وإلا فلن يكون لمثل هذا التعامل القدرة على الصمود والبقاء، وستظل المسافة بعيدة بين الجانبين، ما بقي هذا الأسلوب غامضاً كما هو اليوم، وما بقي بلا أهداف متفق عليها إلى ما شاء الله.

وأضاف: وفي ضوء ذلك فإن جهاز الإعلام التربوي يحتاج إلى ميزانية مناسبة لتمكينه من أداء ما هو مطلوب منه، لكي يتم استقطاب الكوادر والكفاءات المتخصصة، وتوفير الإمكانات والتجهيزات الفنية، والتعاون مع بعض المؤسسات والجهات ذات العلاقة في مشاريع ذات صلة، وإبرام اتفاقيات مع وسائل الإعلام وبينها الصحافة الورقية، وفق معايير واضحة يخدم بها كل طرف الطرف الآخر، وأن يكون ذلك خاضعاً للمراجعة والتعديل والإضافة سنوياً، ضمن خطط إبداعية محددة تعتمد على ما تفضي إليه التجارب والأصداء وردود الأفعال والحوار المتواصل، وبالتالي على ما يتحقق من نتائج وإنجازات، ليتم إدخال الإصلاحات والتعديلات في البرامج، كلما كان هناك حاجة إلى معالجة اقتضتها بعض المستجدات في البيئة التربوية.

وقال الأستاذ المالك: اسمحوا لي أن أقول بوضوح: إن أهم من عقد المنتديات والندوات والمؤتمرات - بنظري - هو الحرص على تنفيذ توصياتها، والتأكد عند تطبيقها من أن هناك متابعة لها، وقراءة سليمة لما ورد فيها، ولعلكم تتذكّرون ضمن مؤتمرات وندوات كثيرة عُقدت بالمملكة المؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية الذي عُقد في العام 2007م، أي منذ أكثر من أربعة أعوام، وشاركت فيه منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، وكان من ضمن أهدافه العناية بالتربية الإعلامية والتنسيق فيما بينها، فما الذي بقي في ذواكرنا من توصياته، وماذا طبّق منها، هل تم اعتماد مقرر للتربية الإعلامية في مراحل التعليم الجامعية كما أوصى المؤتمر بذلك، ولن أتحدث عن بقية التوصيات التي أجزم بأننا إعلاميين وتربويين قد طوينا صفحتها منذ اليوم الأول من اختتام ذلك المؤتمر كشأن بقية المؤتمرات والمنتديات، ولعل هذا المنتدى يكون حالة استثنائية عن منظومة المؤتمرات والمنتديات السابقة، فنشهد من خلاله تطوراً في التفكير والتفاعل والجدية في تنفيذ ما يتم التوصل إليه من توصيات.

مشيراً بقوله: لست متشائماً - إي والله - مما يمكن أن يخرج به هذا المنتدى من توصيات يمكن تطبيقها، وإن كان بعضكم قد فهم بعض الإشارات مما تحدثت به ففسره على أنه يوحي بعدم تفاؤلي، فإن ما أتمناه وأتطلع إليه أن يبشر هذا المنتدى بما لم أشر إليه في ورقتي من إيجابيات، ويعلن عن تطور مستقبلي من الآن في التعامل بين المؤسستين الإعلامية والتربوية، ضمن حراك لا يهمش الحوار، أو يلغي تدفق مظاهر الاختلاف في الرؤى ووجهات النظر، وصولاً إلى الفهم والتفاهم فيما بين المؤسستين، على ما في ذلك من إشكاليات قد تبرز من حين لآخر بناء على تفاوت الآراء، ولا بأس في ذلك، بوصفه ظاهرة صحية لا تدعو إلى الخوف، وإن صاحبها شيء من التوجس أو الحذر.

ولكي لا يُفهم بأنني أحمِّل المؤسسات الإعلامية والتربوية وحدها هذا العبء، وأثقل على كاهل مسؤوليها بكلِّ هذا الدور نسبة لعلاقتها المباشرة اللصيقة، ومن دون إشراك أي جهات أخرى في ذلك، فلا بدّ لي من القول إنّ البيت ضمن مؤسسات كثيرة شريك مهم في خدمة التربية، وإنْ ظلّ الجدل قائماً حول حصر الجهات الأخرى ذات الصلة بهذا الموضوع، وتحديد حصة مشاركة كلٍّ منها، ونسبة ما يمكن أن تقوم به، مقارنة بغيرها في هذا الشأن، دون أن نغفل أو نهمِّش دور الإعلام تحديداً في العملية التربوية بكلِّ مظاهرها وتحوُّلاتها وبرامجها وإشكالياتها.

وقال: أخلص بعد كل هذا إلى أن التربية والإعلام تجمعهما أرضية مشتركة، فقد قيل إن الإعلام نظام تربوي موازٍ ويستجيب لمطالب التربية، وبهذا فإن الصحافة الورقية بوصفها إحدى أهم منظومة الوسائل الإعلامية، يفترض فيها أن تكون في جاهزية دائمة وكاملة لخدمة التربية، وما لم تؤدِّ الصحافة هذا الدور فلا خير فيها. المهم أن يكون هناك تفاهمٌ مشترك، وتلاقٍ في الأفكار، وأن تكون المؤسستان مؤهلتين وقادرتين على التعامل بجدية مع كل المبادرات التي تصب في خدمة ومصلحة التربية وإلا أصبحنا جميعاً خارج سياق التاريخ.

فيما قدم الأستاذ عبدالرحمن الهزاع: المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام ورقة عمل الجانب القانوني في العمل الإعلامي وتطبيقاته، وقال فيها: العمل الإعلامي مثله مثل أي نشاط آخر يزخر بالفعاليات وأوجه الممارسة المختلفة، ويتناول في مضمونه إلى جانب الشأن الفكري والتربوي والثقافي جوانب أخرى تعنى بالمؤسسات والهيئات الحكومية والعاملين فيها، هذا التناول وهذا التنوع يبحر في فضاء مفتوح ومتى ما انطلقت الكلمة فلا حدود لنهاياتها، وبالتالي تبقى التبعات والمسؤوليات المترتبة عليها سلباً وإيجاباً لا حدود لها.

وقال الأستاذ هزاع: الإعلام سلاح فتاك، وهو القوة الرابعة وباستخدامه يمكن لنا أن نسير دفة الأمور كما نشاء ونغير في مسار حياة الشعوب وانتمائها وتقاليدها وعاداتها، وليس ببعيد عن أذهاننا ما شهدته عدد من الساحات العربية والدولية في الآونة الأخيرة، وكيف أن الإعلام كان له دور كبير في توجيه الرأي العام. قوة لها كل هذا الأثر في السياسات والأشخاص لا شك أن أثرها قوي وفعال في التربية والتعليم، فعن طريقها يمكن أن ننجز أهدافاً ونحقق أمنيات تعليمية، وعن طريقها أيضاً يمكن أن نؤثر في جمهور المتلقين ونمرر عليهم رسائل تربوية وتعليمية لا تتفق مع الأسس والمبادئ التي تقوم عليها هذه البلاد والمستمدة في أساسها من العقيدة الإسلامية السامية.

التربية والتعليم، والإعلام كلها وسائل نافذة قوية وفاعلة وكلها تقع عليها مسئولية كبيرة في حمل رسالة فاضلة قيمة تسهم في بناء مجتمع وأمة صالحة في خضم كم هائل من التيارات والرسائل المتعددة والتي لا يراعي الكثير منها في مضمونه خدمة الطفل والأسرة، وتعريفها بالأسس الصحيحة للتعامل مع المتطلبات الحديثة وبناء مجتمع فاضل تقوم أركانه على الفضائل والأخلاق العالية والاستفادة من المعلومة الصحيحة في كل مناحي الحياة.

الإعلام السعودي بأشكاله كافة وضعت له ضوابط وآليات تحكم عمله وتمكنه في الوقت نفسه من القيام بمهامه ومسؤولياته على النحو الأكمل.

القوانين والأنظمة التي تم وضعها من سنين طويلة وضعت في اعتبارها إتاحة الحرية المسؤولة للوسط الإعلامي، وتمكينه من القيام بمهامه دون المساس بالآخرين في ظل الشريعة الإسلامية ومراعاة خدمة الوطن ومحبته.

فيما قدمت الدكتورة فوزية البكر استاذ أصول التربية بكلية التربية بجامعة الملك سعود ورقة عمل بعنوان «دور الإعلام التربوي في التعامل مع وسائل الإعلام» قالت فيها:

من هنا سأحاول أن أجعل رؤيتي للإعلام التربوي أكثر شمولاً ليقع خارج الحدود المعروفة في الأدبيات ذات العلاقة بحيث لا يقتصر فقط على المعنى التلقائي الذي يتبادر إلى أذهاننا حين نذكر كلمة الإعلام التربوي بأنه ما تنقله الوسائل الصوتية والسمعية والبصرية كافة التي تقع بين أيدينا ونستخدمها في حياتنا كوسائط لنقل المعرفة والتي يظهر جديدها في كل لحظة.

الإعلام التربوي كما أراه يتضمن شقين:

الأول: يتعلق بالمتلقي سواء كان طالباً أو عاملاً في هذا المجال من حيث تنمية الحساسية اللازمة للتعامل مع التكنولوجيا المتغيرة والقدرة على فرز منتجاتها المعرفية بطريقة ناقدة.

والثاني: يتعلق بقدرة العاملين في الإعلام التربوي على الاستخدام المتجدد والقابلية للتجريب والتدريب على هذه الوسائط التكنولوجية المتغيرة للوصول إلى عقول الأجيال الشابة سواء كانوا طلبة أو من العاملين في المجالات الإعلامية العامة خارج حدود المؤسسة التربوية.

وتساءلت: كيف يقوم العقل الإنساني بالتعامل مع سيل المعرفة المنهمر عبر المثيرات الإعلامية والتكنولوجية المحيطة به من كل صوب؟

في هذا الصدد يرى جميس بوتر في كتابه (theory of Media Literacy: cognitive approach)

أن الوسائل الإعلامية والتكنولوجية المختلفة من حولنا تقدم كماً هائلاً من المعلومات لا يمكن للعقل البشري أن يهضمه ويتعامل معه، فيلجأ في العادة إلى ما يسمى بالمعالجة الأوتوماتيكية لما يلقيه هذا الإعلام في وجهه، وهذا النوع من المعالجة لا تمكننا الفهم الواعي لكثير من الرسائل التي ترد إلينا بالإضافة إلى التجنب التلقائي لكثير من المعلومات الملقاة علينا، وهذا يعني أننا نستجيب بلا وعي لعدد كبير من الرسائل الإعلامية حولنا مما يعني غياب الكثير من الحقائق، وهو ما يشكل فهماً غير دقيق وغير واع لما حولنا من حقائق فعلية.

وقالت إن المعالجة الأوتوماتيكية للرسائل الإعلامية يضعف مهارتنا في القدرة على تشكيل المعاني الواعية لما يحيط بنا من أحداث بحيث لا ندركها كما تحدث في العالم الواقعي.

غير أنها تعطينا الآلية المناسبة لتجنب الرسائل كافة التي لا نرغب فيها، إذ يعمل هذا النوع من المعالجة على شكل فلتر يستجيب فقط لما نريد من رسائل، لكن المشكلة المتضمنة هنا أن هذا النوع من الاستجابة لا يلغي الاستجابة الفعلية الحسية: هو فقط يقلل من مستوى الانتباه والإدراك للرسالة بحيث لا يكون هناك استجابة واعية للرسالة بل استجابة غير واعية.

وقالت الأستاذة فوزية البكر: لقد رأينا ولا زلنا نرى جميعاً ما يفعله الفيس بوك والتوتير في الدول حكومات وشعوباً، ومن ثم فإن العاملين في الإعلام التربوي يجب أن يكونوا مستعدين لهذا التغير بفهم كيفية حدوثه، أي بتعليم أنفسهم لأدواته والدخول في كل جديد فيه ثم فهم تبعاته الثقافية والسياسية والاجتماعية والشخصية بأن يستخدموه هم كوسيلة للتواصل والحصول على المعلومات والمشاركة مع آخرين في المدونات والمنتديات للتعامل سواء مع العاملين في الوسط الإعلامي أو مع الطلاب والمعلمين في المؤسسات التربوية.

وأضافت الأستاذة فوزية البكر: شباب اليوم يعيشون ضمن ثقافات تشاركية، أي تلك التي تجعل المعرفة والذكاء الإنساني ملكية جماعية أكثر منها هبة فردية، وهم من خلال القنوات المختلفة لتواصلهم يدركون ما الذي يهم من ينتمي إليهم، وبذا فيتوقع منا إذا أردنا أن نصل إليهم الاستجابة لمتطلبات عصرهم واحترام عقلية المتلقي الذي يتميز اليوم بالذكاء ويمتلك آليات البحث عن المعرفة عبر وسائطها المختلفة، وذلك بتقديم ما يهم الناس والمجتمع ويقدم الصور الحقيقة للأشياء ويسميها بمسمياتها ويستخدم وسائطها نفسها ويفهم لغتها المتجددة.

وقال د. فايز عبد الله الشهري: حينما نتحدث عن التربية والتعليم علينا أن نفكر قليلاً، ونتساءل: هل الإعلام التربوي هو الهم رقم واحد للأسرة أم التربية الإعلامية؟! وقال: إننا في ظل هذه القنوات المفتوحة لابد أن نضع مضامين وبرامج وخططا كفيلة بنجاح الرسالة الإعلامية التربوية، وكيف يمكن التعامل بها مع وسائل الإعلام. وأضاف الشهري: إن هناك إعلاما غزا المجتمعات، وأصبحت هذه المجتمعات تفكر: كيف تخرج الناس من الشاشات.. وقد بدأت كثيراً من الدول تعاني آثاراً كبيرة من هذه الهجمات الإعلامية.. ولكن هذا العصر أصبحت متغيراته كثيرة جداً والقيم الاجتماعية التي تحرص عليها بعض الدول تتغير بتأثير هذا الغزو الإعلامي خاصة عصر التقنية الحديثة التي أصبحت متسارعة جداً خلال السنوات الماضية، ووجد جيل لا يشبه الجيل الماضي، ومن أسباب ذلك كثرة القنوات المفتوحة.. وأصبحت هناك وسائل اتصال عبر هذه الأجهزة المتطورة. والتوقعات عند الناس عالية، فلم يعد هناك وسيلة واحدة بل عدة وسائل وحرية في سماع أكثر من رأي، والطالب التلميذ في المدرسة عندما يحاصر بأمور من قبيل المنع فإنه يلجأ إلى القنوات؛ لذا لابد أن يمارس الطلاب الحياة الطبيعية من خلال إعلام داعم للتربية.

بعد ذلك أجاب كل من الاستاذ/ خالد بن حمد المالك رئيس التحرير، والأستاذ عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزاع، والدكتور فائز الشهري ود. فوزية البكر عن أسئلة الحاضرين.

حيث أكد المالك على سؤال من أحد المشاركين حول تخصيص صفحة تعنى بالتربية والتعليم بأن المالك بين ذلك المطلب هو عند كل وزارة من وزارات الدولة تطلب منا ذلك؛ لذلك يتعذر علينا تحويل الجريدة إلى صفحات للوزارات، لكن مسؤوليتنا هي نشر كل ما نعتقد بأنه يصب في مصلحة الوطن والمواطن ويسهم في مجالات التعاون.

وحول سؤال للأستاذ عبد الرحمن الهزاع عن أن هناك جهات حكومية تأخذ حقها من النشر والبعض الآخر لا يأخذ حقه؟ أجاب.. بأن هناك بعض الأعراف والتقاليد المتبعة في تغطية بعض الفعاليات والنقل الحصري له مرجعيات وتبعات.. ولكن هناك طريقة متبعة، وهي إعطاء الصحف أحقية في حصرية التغطيات ضمن شروط بين الجانبين، ونحن نعمل على تغطية عموم المناسبات التي نحس أنها مفيدة.

وقال الهزاع: نحن مع كافة القطاعات الحكومية، وطالبنا أن يكون لكل جهة حكومية متحدث رسمي لايضاح المعلومات ونشر الحقائق. من هنا فإن الوزارة يهمها نشر نشاطات القطاعات من خلال إعلام قوي وفاعل في هذه الأجهزة.. ونحن نرحب بأي تعاون له علاقة بالمواطن من خلال حلقات الوصل بين وزارة الثقافة والإعلام والقطاعات الحكومية.

وقال الهزاع: إن الصيغة النهائية للائحة النظام الالكتروني في مراحلها الأخيرة من حيث اكتمال مواد اللائحة، وقد تم نشرها في صحيفة أم القرى، وقد أعطينا مهلة لأصحابها للحصول على تراخيص.

د. فائز الشهري أجاب عن سؤال عن واقع التربية الاعلامية، فقال: على حد علمي المنهج الرسمي لا يحتوي على ما يمكن أن يسهم في دعم ما يسمى بالتربية الاعلامية.. والمنهج غير رسمي في حالة خصام دائم مع وسائل الاعلام.. لعدة أمور.. وعلينا أن نعود وأن نبحث ما يحل هذه الاشكالية وهذا المفهوم بين الإعلام والتربية، والوسيلة الاعلامية اليوم لم يعد بيد التربية التعليم أو وزارة الإعلام أصبح الشاب اليوم وسيلته بيده من خلال المواقع والقنوات المتعددة.

وحول سؤال عن الاستفادة من مواقع كراسي الجزيرة في بعض الجامعات السعودية في مجالات التدريب؟ أجاب المالك: بالطبع، هناك كراسي الجزيرة في هذه الجامعات، وهذه المواقع تقيم كثيراً من الدورات ولدينا الاستعداد للتعاون في هذا المجال.

د. فوزية البكر.. أجابت عن أحد الأسئلة قائلة: أنا أعتقد بأن الإعلام التربوي لا يملك إلا أن يعمل على وضع استراتيجيات جديدة للتعامل مع المتغيرات وضرورة إيجاد استراتيجية مشتركة ما بين وزارة الإعلام ووزارة التربية من خلال تدريب العاملين في مجال الإعلام التربوي في كافة المجالات.

خالد المالك، أجاب عن سؤال عن إمكانية اتفاقيات وشركات إعلامية قائلا: لابد إذا أردنا تحقيق مبدأ المشاركة، لابد أن تكون هناك اتفاقيات بين الوزارة والمؤسسات الإعلامية، ولابد من البحث عن آلية جديدة للوصول إلى نتائج تعزز هذه الرغبة، وما لم نسع إلى طرق جديدة فسوف نستمر في هذه الندوات ولن نحقق أهداف ونجاحات مثل هذه المشاريع.

وأضاف المالك قائلاً: لا يعيب الصحف الورقية أن تهتم بالدعاية وبالاعلانات في هذه الصحف.. لأنها تعتمد اعتماد كاملاً في دخلها على هذه الاعلانات.. والإعلان هو جزء من نجاح الصحيفة.. وقال بأننا دائماً نعمل ونتعاون مع كافة القطاعات في نشر أخبارها حتى لو لم تكن مرتبطة بالرعاية، خاصة إذا كانت تغطيات لها أهمية، ونحن دائماً ننوع في موادنا ونعطيها أهمية، خاصة المواد التي لها جمهور من القراء.. ولها حيوية ونشاط مهم.

وحول سؤال للأستاذ عبد الرحمن الهزاع عن نسبة قضايا التربية والتعليم في مجال أخطاء النشر، أجاب الهزاع بأنها قضايا لا تذكر ولا تشكل من القضايا التي تصل للوزارة سوى 15% ولا تتجاوزها أبداً.

السبيل لـ(الجزيرة)

وقال للجزيرة د. عبد العزيز السبيل، المتحدث الرسمي بوزارة التربية والتعليم، بأن هذه الندوة لها أهمية كبيرة، وهي بالتأكيد هذه الندوة هي ندوة إثرائية تحدث فيها عدد من المختصين بخبرتهم الصحفية الطويلة الثاقبة من حيث الجوانب الإعلامية، وأكد السبيل بأن من تحدثوا في هذه الندوة هم بلاشك ثروة سوف يستفيد منهم العاملون في حقل الإعلام التربوي لخبرتهم الطويلة والتربية في المجال الإعلامي خاصة في مجالات القضايا القانونية والفنية.. موضحاً بأن الجوانب النظرية التي طرحت كان لها فائدة على العاملين في حقل الاعلام التربوي.. وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام.. وأكد السبيل أن القائمين على الحقل التربوي الإعلامي هم القادرون على صنع الرؤى المستقبلية للوزارة.

وأضاف السبيل: سوف يخرج عن هذه الندوة مجموعة من التوصيات ومجموعة من الرؤى سوف يتم عرضها على المختصين لإقرارها وتنفيذها على جميع إدارات التعليم.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة