Thursday  05/05/2011/2011 Issue 14098

الخميس 02 جمادىالآخرة 1432  العدد  14098

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

قضية الأحواز هل من مجيب؟!!
د. صالح بن عبدالله بن محمد الحمد*

رجوع

 

الأحواز منطقة عربية تقع على ساحل الخليج العربي الشرقي ومن لا يعرف قضية الأحواز هذه، ولا أشك أنهم كثر من مواطني الدول العربية وللأسف وتحديداً مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي؛ فالأحواز يعود تاريخها إلى عصور سحيقة تجد ذكرها في التاريخ العربي والإسلامي كما في كتاب «البداية والنهاية» و»تاريخ الطبري» و»آثار البلاد وأخبار العباد» وغيرها كثير، والأحواز

هي جمع كلمة حوز وهي مصدر للفعل «حاز» بمعنى الحيازة والتملك والحوز كلمة متداولة بين أبناء الأحواز فيقولون هذا حوز فلان أي أن هذه الأرض ملك فلان، ولقد سُكنت الأحواز من قبل القبائل العربية قبل الإسلام فهناك قبيلة آياد العراقية وبنو أغار وربيعة وبنو ثعلبة وبكر وبنو حنظلة وبنو تميم وبنو مالك وبنو لغم وتغلب، وبعد انتصار القادسية قام أبو موسى الأشعري بفتح الأحواز وظل إقليم الأحواز تحت حكم الخلافة الإسلامية تابعاً لولاية البصرة إلى أيام الغزو المغولي ثم نشأت الدولة المشعشعية واعترفت الدولتان الصفوية والعثمانية باستقلالها ثم نشأت الدولة الكعبية وحافظت على استقلالها، وبعد تأهيل كفر كارون وإعادة فتحه للتجارة وإنشاء خطوط سكك حديدية مما جعل مدينة الأحواز تصبح نقطة تقاطع تجاري وأدى شق قناة السويس في مصر لزيادة النشاط التجاري في المنطقة حيث تم بناء مدينة ساحلية قرب القرية القديمة للأحواز وسميت ببندر الناصري ثم حكمها الشيخ خزعل الكعبي الذي غير اسمها إلى الناصرية.

وبعد عام 1920م باتت بريطانيا تخشى من قوة الدولة الكعبية، فاتفقت مع غيران على إقصاء أمير الأحواز وضم الإقليم إلى إيران حيث منح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الأمير خزعل على ظهر طراد بريطاني حيث أصبحت الأحواز وعاصمتها المحمَّرة محل نزاع إقليمي بين العراق وإيران وأدى اكتشاف النفط في الأحواز وبالأخص في مدينة عبادان الواقعة على الخليج العربي مطلع القرن العشرين إلى تكالب القوى للسيطرة عليها بعد تفكك الدولة العثمانية. وبعد ذلك عادت تسميتها الأهواز بعد سقوط الأسرة القاجارية إثر الاحتلال الروسي لإيران وتولى رضا بهلوي الحكم في إيران ولم ينفك النزاع قائماً على الأهواز بعد استقلال العراق حيث دخلت الحكومات العراقية المتلاحقة مفاوضات حول الإقليم وعقدت الاتفاقيات بهذا الصدد.

دخل الجيش الإيراني مدينة المحمَّرة في عام 1925هـ لإسقاطها وإسقاط آخر حكام الكعبيين وهو خزعل جابر الكعبي وكان قائد القوات الإيرانية هو رضا خان ويعد السبب الأصلي لاحتلال هذه المنطقة من قبل إيران إلى كونها غنية بالموارد الطبيعية النفط والغاز والأراضي الزراعية الخصبة حيث بها أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يسقي سهلاً زراعياً خصباً تقع فيه مدينة الأهواز فهي المنتج الرئيسي للمحاصيل مثل السكر والذرة حيث تساهم هذه المنطقة بنصف الناتج القومي الصافي لإيران وأكثر من 80% من قيمة الصادرات في إيران سكان المحمَّرة ومعظم منطقة الأحواز قبل الاحتلال كانوا عرباً ومنذ الاحتلال وحتى هذا اليوم يسعى المحتل الإيراني إلى زيادة نسبة غير العرب في الأحواز وتغيير الأسماء العربية الأصلية للمدن والبلدات والأنهار وغيرها من المواقع الجغرافية في منطقة الأحواز بما في ذلك محاولة تغيير مسمى الخليج العربي وأهم المدن العربية بهذا الإقليم ناصرية، الخفاجية، الحويزة، البستين، عبادان، المحمَّرة، الفلاحية، ميناء خزعل، القنيطرة، الصالحية، ميناء بنو العباس، ميناء القواسم، وهناك عدة جزر عربية أهمها جزيرة قيش السياحية وجزيرة أم غزلان بالإضافة إلى عدة مدن عربية وغيرها كثير، وبالرغم من أهمية هذا الإقليم التي احتلته إيران واستفادت منه كثيراً لاسيما من الناحية الاقتصادية والسياسية إلا أن هذا الإقليم يعتبر مهمشاً وغير مهتم به من قبلهم، وقد مارست الحكومة الإيرانية ضد أبناء هذه الأرض العربية أنواع وأشكال الاضطهادات منها عدم السماح لهم بالدراسة بلغتهم وهجّر كثير منهم إلى ديار الفرس ليحقق سياسة التفريس ضدهم وهجّر كثير من الفرس إلى الأحواز ليغير التركيبة السكانية العربية في هذه الأرض بالإضافة إلى مصادرة أراضي الفلاحين الأحواز لتؤسس فيها شركات للفرس المهاجرين إلى الأحواز وشركة قصب السكر إحدى هذه الشركات، ومن لم يقبل ببيع أرضه للحكومة بسعر زهيد هدد وسجن أو قتل وهناك مصداق حي في قرية قلعة الطرفية، حيث رفض أهل القرية أن يبيعوا أراضيهم للحكومة فهجم رجال الشرطة عليهم وقاموا بضربهم ورميهم فجرحت النساء وسجن الرجال واستشهد عدد كبير منهم.

كما أن على الأحوازيين حظرا بالحديث بلغتهم فإن التلميذ بالمدرسة على سبيل المثال لو تكلم بلغته بالصف وبِّخ بالرغم من أن الحكومة التي تدعي أنها إسلامية قد استندوا لكتابة دستورها بالقرآن الكريم (العربي).

أما النطق بالعربية بالدوائر والشركات الحكومية والبنوك فمحظور تماماً ومن تكلم بهذه اللغة القرآنية ذكره زملاءه الفرس أن اللغة الرسمية طبق الدستور هي الفارسية ناهيك عن ما يحصل له من تهديد بالطرد من الوظيفة وعدم ترقيته ومحاسبته، وكذا من ارتداء اللباس العربي في الأماكن الحكومية والشركات وذلك في حكومة يرتدي قائدها لباساً عربياً وقد شددت الحكومة على من يلبس الثوب والكوفية حتى لو لم يكن في الدوائر.

كما أن المواطن الأحوازي لا يمتلك الحق في تسمية مولوده كما يشاء بل غصباً عليه أن يختار اسماً من قائمة أسماء قد هيئت من قبل في طهران ووضعت في دوائر الأحوال الشخصية وأصبحت كالقانون لا يمكن تخطيها.

هذا قليل من كثير مما يمارسه هؤلاء الأعداء الفرس تجاه هؤلاء الإخوة العرب على مر التاريخ، ولقد قام الإخوة العرب الأحوازيون بعدة ثورات وانتفاضات مطالبة التخلص من الاحتلال الفارسي الصفوي من أبرزها:

- ثورة المحمَّرة التي تقع على ضفاف شط العرب وقد استشهد الألوف من أبنائها عام 1979م.

- انتفاضة 15 أبريل في عام 2005م وقد استشهد الألوف وجرح المئات واعتقل الكثير من أبناء هذه الأرض العربية وما زال الكثير منهم يزرح في الزنزانات الإنفرادية ويمارس ضده أبشع التعذيب.

- انتفاضة جمعة الغضب وهي ذكرى للانتفاضة الأولى الآنفة الذكر في نفس التاريخ 15 أبريل 2011م.

ولقد سقط عدد كبير من القتلى في مواجهات مع قوات البسيج وفي مدينة الحميدية وحدها سقط ستة شهداء.

وماذا بعد؟؟

أين المنظمات الدولية عن ما يجري في إقليم الأحواز العربي.

- أين مجلس التعاون الخليجي؟

- أين الجامعة العربية؟

- أين الأمم المتحدة؟

- أين منظمات حقوق الإنسان؟

- أين الكتاب والمنصفون العرب وغير العرب مما يجري في الأحواز؟

- أين القنوات الإخبارية التي لم تذكر شيئاً وللأسف عن هذه القضية ولم تسلط عليها الضوء مثل ما حصل في بعض البلدان الأخرى؟

- أين المحللون المترززون المرتزقة من العرب الذين يقطنون دائماً في القنوات الطائفية وهي العالم والعراقية والمنار والجديد والكوثر وبلادي وخلافه؟

إنه آن الأوان لمساعدة هؤلاء الإخوة وإبراز قضيتهم إلى خير الوجود واستقلالهم عن هؤلاء الصفويين الحاقدين وعلى مجلس التعاون الخليجي تحديداً تقع مسؤولية عظيمة وكبيرة لاسيما أن الفرس كثيراً ما تدخلوا في شؤوننا الداخلية وكثيراً ما نعقوا في قنواتهم المستأجرة ضدنا وكثيراً ما استأجروا المرتزقة لينعقوا بهذه الفضائيات ضدنا أيضاً فإلى متى وإلى أين؟

أليس من الأجدر أن ننتهز مثل هذه الفرص ونضع الأمور في نصابها ونحاول مد العون لإخوتنا الأحوازيين العرب.

ثم همسة أخيرة لمنظمات حقوق الإنسان التي دائماً ما حاولت التقصي عن أشياء لم تحدث مطلقاً في بعض بلداننا العربية. أين هذه المنظمات من حقوق عرب الأحواز؟

في الختام ليعذرني القراء عن هذه العجالة الركيكة التي لم أستطع تبيان أكثر مما أوضحت. آمل من الله العلي القدير أن يوفق شعب الأحواز العربي المسلم للتخلص من الاحتلال الإيراني عاجلاً غير آجل. والسلام عليكم.

d.salehalhamad@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة