Wednesday  22/06/2011/2011 Issue 14146

الاربعاء 20 رجب 1432  العدد  14146

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الأحد المقبل هو اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي أقرته الأمم المتحدة. أعلم أن مجتمعاتنا ابتليت بهذا الداء، وأعلم أن مكافحة المخدرات هي ضرورة ملحة في كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، إلا أن تخصيص الأمم المتحدة ليوم 26 يونيو هو بهدف زيادة الوعي لأن هذه الآفة هي مشكلة رئيسية في كل مجتمع.

وعلى الصعيد المحلي، فإن هناك جهوداً ملموسة في مكافحة هذا البلاء، ومع ذلك لازالت كثير من البيوت تئن تحت وطأة المخدرات، وشبابنا بلا شك مستهدف، والعصابات التي تصطاد صغار السن منتشرة في كل أرجاء البلاد، وتسير وفق مخطط ذكي لإغواء المراهق واصطياده من باب (خلك رجال وجرب!)، وإظهار صورة (الرجل) في مخيلته هو الذي يدخن ويحشش، ولا يخفى على هذه العصابات التأكيد للمراهق أن هذه الأنواع ليست (هيروين) ولا (كوكايين) ليدمن عليها ويفتضح أمره، بل هي مواد منعشة ومسلية وليست مخدرات. هذا هو المدخل الذي يستخدمه المروجون المُدربون على اصطياد شباب الأمة، وبعد.. يدخل المراهق في هذا النفق المظلم الذي لن يخرج من ظلمته، فلم يعد يؤثر فيه الحشيش لأنه اعتاد عليه، فيضطر لمخدر آخر مساعد، فيتجه إلى أنواع الحبوب والمشروبات، وبعد فترة لن يجدها تعطيه الشعور الذي يريد الوصول إليه، لأنه مدمن وهو لا يدري، ولأنه يحتاج لمواد مخدرة أكثر تأثيراً فلن يجد بعد هذا إلا الهروين والكوكايين، التي كان يخاف منها عندما كان في وعيه بداية الطريق ولم يعد يخافها لأنه وصل إلى مرحلة عدم الشعور بالخطر، ولماذا كان يخاف منها؟ لأن الإعلام والجهات ذات العلاقة قامت بعمل توعية كاملة حول تلك المادتين، والمراهق لا يتجه إلى المواد الأخرى إلا لأنه وكما يقول المروجون: (لا تسبب إدماناً) وهذه هي الفكرة السائدة، فلو اكتشف أحد الآباء أن ابنه يدخن الحشيش لن يكون وقع هذا الخبر مثل لو عرف أنه يشم هيروينا، مع أن الحشيش أو الحبوب أو الكحول قد لا يكون إدماناً في البداية، بينما في النهاية هو حالة إدمان لا تقل خطورتها عن إدمان تلك المادتين التي عرفنا خطورتها بسبب التوعية الإعلامية، التي قصرت في التوعية من المواد الأخرى، مع العلم أن تلك الأخرى هي المنتشرة في مجتمعنا وبسعر زهيد يستطيع أن يحتكم عليه المراهق، فالدخان الأزرق قد أزكم صفوف المدارس، والحبوب -أكاد- أجزم أنها أكثر من عدد الأرز!

بحق، أنا أتحدث عن هذا الموضوع بطريقة مبسطة، فقد مللنا الحديث الإنشائي، والأوراق العلمية، والمؤتمرات والندوات والمحاضرات. من يحضرها؟ المختصون، الموظفون. نحن نريد أسلوبا جديداً، ونهجا مختلفا في مكافحة هذه الآفة، طريقة بخطوات عملية بسيطة، نحتاج إلى برنامج وطني لا يقل حجما عن برنامج مكافحة الإرهاب، يُعمم على المدارس والجامعات وكافة المؤسسات الإعلامية والصحية والاجتماعية، نحن بحاجة لمناقشة المخدرات بطريقة مختلفة فقد أخفقنا في أسلوبنا القديم، والدليل أنها تنتشر وتنتشر، بل وصارت مدعاة فخر بين الشباب، هذا ما رأيته وأنا أتصفح ملفات بعضهم على الفيسبوك، الشاب لا يخجل وباسمه الحقيقي من وضع صورته وهو بين أقرانه ممسكا بسيجارة الحشيش، أما التعليقات فهي ما تحفزه أكثر على هذا العمل الذي أُوعز له بأنه بطولي، في هذا هل نقول (التربية) صحيح للتربية والنشأة دور لكنها ليست كل شيء، لأن الشاب تحديداً يصل إلى سن يخرج فيه من المنزل ويربيه الأقران، وتصطاده العصابات على هيئة شباب (حلوين) يوهمه بحلاوة الحياة وسط المخدرات، ونظرا لخطورة وألم هذه القضية، ولأن المساحة المتاحة لي انتهت، فسأكمل معكم غداً، ونلتقي على خير.

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
من المستفيد من انتشار المخدرات في مجتمعنا؟ (1-2)
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة