Wednesday  29/06/2011/2011 Issue 14153

الاربعاء 27 رجب 1432  العدد  14153

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لست من الفريق المؤمن بأن الصحافة الورقية باتت تحتضر، وأن المستقبل هو للصحافة الإلكترونية فقط. لكني في الوقت ذاته مؤمنة بأن الصحافة الورقية في ظل المتغيرات التكنولوجية الحديثة والمتغيرة سريعاً باتت صحافة «رأي». ولنكن أكثر واقعية مع هذه المتغيرات وقادرين على مجاراتها. فالخبر لا مكان له في الصحافة الورقية لأنه يخرج متأخراً والقارئ وجده منشوراً في الصحف الإلكترونية والأسرع من هذا الفضائيات. لذا فقد خرجت الصحف الورقية من المنافسة على الخبر الذي هو العامود الرئيسي لكل عمل صحفي، سواء تقرير أو تحقيق أو مقال.

السؤال الذي بات يلح عليّ كثيراً في مستقبل صحافتنا، ونظراً لانتمائي لهذه المنظومة الإعلامية، هو: ماذا أعدت الصحف الورقية لصحافة الرأي التي تعتمد عليها حالياً بنسبة كبيرة، ومستقبلا -قد- يكون الاعتماد عليها وحدها؟ أقصد بصحافة الرأي للقراء غير المتخصصين، هم أنا وزميلاتي وزملائي كتاب الرأي والأعمدة اليومية أو الأسبوعية؟ وهل ستكتفي الصحف باستكتاب فلان صاحب القلم الرشيق والذي يملك شريحة كبيرة من القراء، أم تلك التي تمتلك أسلوباً مميزاً ومغايراً لكتاب الصحافة؟ لا أخصص في أسئلتي أحداً بل أتكلم عن الجميع.

الصحف في الوقت الحالي تجاري تسارع الصحافة الإلكترونية بمواقع وخدمات إلكترونية جيدة إلى حد ما للوقت الحالي، وتحاول بهذا أن تجاري الصحافة الإلكترونية في سباق محموم لمن الأقوى! هذا أيضا لا يكفي. وقبل هذا وذاك علينا أولا أن نكون صادقين مع أنفسنا لتلمس هذا المستقبل التكنولوجي السريع، ففي الولايات المتحدة الأمريكية وكبريات الصحف المشهورة هناك، قامت بتغيير أنظمتها الصحافية، ولأنها تعرف أن اعتمادها على كتاب الرأي صارت بعض مواقعها تتطلب دفع مبلغ مالي لقراءة مقالات كتابها. فكرة جيدة، إلا أننا لو نظرنا إلى إمكانية تطبيقها لدينا فنجد من الصعب أن يحصل هذا، لأننا ككتاب -صحافيون- وقبل أن يدفع القارئ مبلغاً ليقرأ مقالاتنا بحاجة إلى تطوير وعمل جاد من المؤسسات الصحافية ومعها، فنحن نكتب من منازلنا، أو مكاتبنا، واعتماد معظمنا على المادة المنشورة في الصحافة اليومية، فأين العمل الميداني؟ هذا العمل ضرورة للكاتب الصحافي خصوصاً «الخدماتي» اليومي أو شبه اليومي، ولا يستطيع أن يقوم بهذا إلا إذا كان يعمل ضمن فريق الصحيفة لا من خلال الكتابة والمراسلة عن بعد، لأن العمل الميداني يحتاج إلى تسهيلات من إدارة تحرير الصحيفة ونزول الكتاب من الأبراج العاجية إلى الميدان، وهذه المهام من المفترض أن تقوم عليها المؤسسات الصحافية التي لا زالت تتعاون معنا نحن الكتاب من منازلهم، فالكاتب من المفترض أن يكون له مكتب داخل الصحيفة، ويلتزم بدوام مكتبي وميداني لتجهيز مقاله، فمثلا إن كان الصحافي ينقل الحدث فأعتقد أنه من الضرورة أن يكون برفقته الكاتب الذي سيعلق ويضع رأيه على هذا الحدث، لأن الكاتب حالياً يعتمد على ما يقرأه عن الحدث. أضع هنا بعض الأفكار التي تشغلني عن مستقبل صحافتنا، لأني على يقين بضرورة التطوير الواعي للنخبة التي تمتلك المساحة واللغة لتوجيه الرأي العام في أي قضية من القضايا. فكتاب الرأي هم مستقبل الصحافة الورقية، وتطويرهم وتغيير مجرى وطريقة عملهم ليس تقليلا فيهم ولا عيباً ينتقص منهم، بل هو ضرورة للبقاء، فلم يعيب كبار كتاب الغرب النزول للميدان بل وأحياناً السفر لأجل الحصول على المعلومة. نحتاج من مؤسساتنا الصحافية شيئا من التخطيط وصرف بعض المبالغ التي في النهاية ستكون استثماراً للصحيفة نفسها، ولهذا الوطن وقادة فكره.

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
مستقبل كتاب الصحافة من أجل الوطن وقادة فكره!
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة