Tuesday  12/07/2011/2011 Issue 14166

الثلاثاء 11 شعبان 1432  العدد  14166

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

من يستطيع أن يعطيني تفسيراً واحداً لزيادة أسعار الألبان؟ وما معنى ذلك بالنسبة للشركات وللمواطن؟ وماذا يعني ذلك لوزارة التجارة؟ وكيف ستكون آثاره على السلع الأساسية لدينا؟ وكيف يمكن إعادة الأسعار إلى سابق عهدها من خلال المواطن البسيط؟

إذا كان الخبير الاقتصادي عبدالرحمن الزومان يقول بأن زيادة ريال واحد فقط تعني مباشرة زيادة صافي أرباح الشركة الواحدة فقط 500 مليون ريال، فإن ذلك يعني بالمقابل خسارة 500 مليون ريال من جيب المواطن وميزانية الأسرة السعودية، فكم إذن ستكون الخسارة إذا جمعنا شركات الألبان معاً، واستنتجنا زيادة صافي أرباحها غير المشروعة بزيادة هذا الريال فقط!.

كيف نفسر ذلك، والدولة تمنح هذه الشركات الإعانات والقروض والأراضي المجانية والإعفاءات الجمركية، هذا غير المشتريات الحكومية المباشرة، إضافة إلى أنها لا تقتطع ضرائب أو رسوم من هذه الشركات كما يحدث في دول العالم، فمن سيوقف هذا الطمع والتحدي السافر؟ بل ومن سيضمن عدم ارتفاع أسعار السلع الأساسية خلال الأيام القادمة كالخبز والرز والسكر وغيرها؟.

هل ننتظر أن تتدخل وزارة التجارة كما تدخلت منذ سنوات، وأوقفت حرب الأسعار المتدنية بين شركات الألبان ذاتها، بحجة المحافظة على حد أدنى للأسعار كي لا تنخفض جودة المنتج؟ أم أنها ستقف مكتوفة اليدين؟ وهل يمكن أن يفعلها المجلس الاقتصادي الأعلى ويتدخل كي يعيد الأسعار إلى ما كانت عليه؟ أم سيصرح أحد المسؤولين، كما لو كان عضو مجلس إدارة في إحدى هذه الشركات، ليخبرنا بأن هذه الزيادة مبررة، وأن عدمها يعني إفلاس هذه الشركات وانسحابها من السوق؟.

في دول عربية استطاعت شعوبها أن تقتلع أنظمة سياسية متجذرة خلال سبعة عشر يوماً فقط، لا مجرد الوقوف في وجه الشغف بكأس لبن في ظهيرة صيف، فلو فعلها المواطنون هذه المرة، ووقفوا بقوة ضد شراء منتجات هذه الشركات لمدة عشرة أيام فقط، ستصاب هذه بخسائر فادحة، وستذعن بإعادة الأسعار إلى وضعها الطبيعي، بل وستتردد مراراً في المستقبل في زيادة الأسعار.

هل يفعل الفيس بوك هنا في مقاطعة شراء منتجات هذه الشركات ما فعله في دول عربية أخرى في التغيير السياسي؟ هل يثبت المواطن ولو لمرة واحدة أنه قادر على أن يفرض صوته ويحقق مصالحه مباشرة، دون انتظار تدخلات المؤسسات الرسمية في إعادة الأسعار؟ هل يفعلها ويحقق وفر مئات الملايين التي ستذهب مباشرة إلى هذه الشركات التي لا تعير أحداً أي اهتمام، ولا تنتظر إشارة من أحد كي ترفع أسعارها كما تريد؟.

قد يقول قائل، إنه مجرد ريال واحد فقط، لن يؤثر كثيراً على ميزانية الأسرة، لكنني أجزم أنه سيقود إلى مرحلة جديدة من غلاء الأسعار، سيفتح باب جحيم الأسعار على آخره، وما لم تكن شركات الألبان عبرة لغيرها، في الضغط عليها بالاستغناء عن منتجاتها، حتى تكف عن ذلك، فإن الأمر سيشجع الآخرين في زيادة أسعارهم، طالما أن الأمر لا يترتب عليه سوى لغط ومقالات منشورة هنا وهناك، ثم صمت ونسيان واعتياد على الأسعار الجديدة.

 

نزهات
ريال واحد يفتح باب الجحيم!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة