Sunday  17/07/2011/2011 Issue 14171

الأحد 16 شعبان 1432  العدد  14171

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هو طبيب سعودي على وشك التخرج من جامعته، لكنه اضطر تحت ظروف قاهرة، إلى (الكَدّ) على سيارته الخاصة_ أي نقل الركاب بأجرة- لكي يعيش هو وزوجته. الطبيب الكدّاد، كتب إلي – بل إليكم وإلى المعنيين في التعليم العالي- يشكو هذه الظروف الصعبة، التي عصفت به هو و(1500) شاب سعودي مثله. فماذا نحن فاعلون لأبنائنا هؤلاء..؟

* يقول الطبيب الكداد: أسألك بمن جعل لك هذا القبول عند الناس أن تنفعنا بكلامك وقبولك لدى الناس. موضوعي هو موضوع (1500) طالب سعودي؛ يدرسون بجامعات في اليمن، مستقبلهم أصبح معلقاً على المجهول. كانت هناك لجنة من وزارة التعليم العالي السعودي جاءت إلينا مباركة لوجودنا في هذه الدولة، طلبة دارسين ومعلمين معارين للدولة، وعند سقوط أوراق الخريف العربي- لا الربيع العربي كما يزعمون- توقفت دراستنا بتاريخ 10-2-2011م، وأمام كذب الجامعة على الملحق الثقافي، بأننا سنكمل الدراسة عما قريب- (هكذا تقول والمخفي أعظم)، طالت المدد، وكثرت التأجيلات، ثم تم تشكيل لجنة لمعالجة أوضاع الطلبة المتضررين من العودة من اليمن- (وكلنا متضررين) - ويوم أصحابناكما تعلم بسنة، ونامت لجنتنا نومة أهل الكهف، وقامت من سباتها عندما تحرك أكثر من 20 طالباً من كل مناطق المملكة للقاء وزير التعليم العالي الذي كان خارج المملكة، والذي قابلنا بعده نائبه الذي عُين قريبا، والذي بدوره أحالنا إلى د.ناصر الفوزان، مدير شؤون الابتعاث، بخطاب مهم وعاجل، وللأهمية والاستعجال، (خوفا من الشوشرة)..!

وبعد يوم طويل عريض، أخبرونا بأن القرار جاهز، ولكن ينتظر التوقيع من وزير التعليم العالي، والذي هو خارج المملكة. وقبل أسبوع فقط، تم إصدار قرارات اللجنة التي جاءت على شكل إعلان هام للطلاب المبتعثين في دولة اليمن. تقول : نظراً للوضع الحالي في دولة اليمن الشقيقة، والذي أدى إلى تعليق الدراسة في الجامعات اليمنية حتى إشعار آخر، يرجى من جميع المبتعثين في دولة اليمن، اتباع الإجراءات التالية لمعالجة أوضاعهم:

1- التقدم بطلب تأجيل البعثة لمدة ستة أشهر.

2- الاختيار بين: الانتظار لحين اتضاح الأمور، (مع ملاحظة ما قد يترتب عليه من الانتظار لفترة طويلة). أو الانتقال إلى إحدى الجامعات السعودية الحكومية أو الأهلية بالمملكة. أو يعطون منحة داخلية. أو الانتقال إلى إحدى الجامعات الحكومية في الدول العربية: (مصر- الأردن- البحرين- الإمارات)، لمبتعثي تخصص الطب و طب الأسنان. أو الانتقال إلى إحدى الدول الغربية من دول البرنامج، المشمولة في برنامج الابتعاث، ما عدا (بريطانيا و ماليزيا)، ويمكن لمبتعثي تخصص الطب وطب الأسنان، تغيير تخصصهم إلى تخصص آخر من تخصصات البرنامج، على أن تكون له علاقة بالتخصصات الطبية.

* عند مراجعة بعض من هم في تخصصي بالطب البشري للوزارة، فوجئ بأحدهم من المسئولين يقول له بصريح العبارة: (تتوقعون يا طلبة الطب البشري، أن أتعالج عندكم، وأنتم متخرجين من اليمن، أموت ولا أتعالج عندكم)..! المضحك المبكي في الأمر، أن هذا المسئول في الوزارة، هو أحد الذين حضروا إلى اليمن، ضمن اللجنة المذكورة أعلاه، لمتابعة سير العملية التعليمية للطلاب هناك، فإذا كان هذا هو تصورهم عن الدراسة بجامعات اليمن، فلماذا يجعلونها من الجامعات الموصى بها قبل خمس سنوات..؟ ثم يأتون اليوم ويتهكمون بنا.. حسبنا الله ونعم الوكيل.

* إن جامعتنا التي كنا ندرس بها في اليمن، تطبق نظام الدراسة الحديث لدراسة الطب منذ أربعة عشر عاماً، وهو الذي لم يطبق في جامعاتنا إلا قبل أربعة أعوام في جامعة واحدة هي جامعة القصيم، وهذا الأمر هو الذي صعّب التحويل إلى الجامعات التي نبحث عن أمكنة فيها الآن لاختلاف طرق الدراسة.

* ولأني مبتعث في تخصص الطب، وقد أمضيت خمسة أعوام، فقد فوجئت بأن الدول المسموح الانتقال إليها: هي (مصر- الأردن- البحرين- الإمارات)، وعند ذهابي لمصر للملحقية الثقافية بها؛ فهمت من المسئول هناك، بأن الخطاب الموجه يفيد بنقل الطلاب إلى الجامعات الحكومية فقط، ثم زاد في الطين بلة وقال لي حرفياً: (أنت جاي وقد طردت قبلك ثلاثة طلاب، مافيه قبول إلا من الصفر بالجامعات المصرية)..! قلت له: أنا في السنة الخامسة. قال: (مشكلتك)..! قلت: يا أخي (جب ورقة التحويل وأنا أدبر نفسي). رفض بشكل قاطع؛ وعدت للسعودية وأنا كلي تحسر وكمد. والله إني قد تكبدت وصرفت كل ما قد جمعته من بواقي مكافآتي، واستدنت فوقها (13000) ريال، ثم اضطررت أن أعمل وأكد على سيارتي الخاصة بين المدن، حتى أوفر ما يكفي معاشي وزوجتي، على أن أتكفف من الناس.

* تصور.. يريدون تحويلنا إلى الإمارات، ويوصوننا بجامعة زايد، بينما هي مخصصة أصلاً لطلاب الإمارات وحدهم، والجامعات الحكومية في الأردن مغلقة للتكدس.

* لعلك أخي الكريم، تخاطب التعليم العالي في مقالك، بأن يسمحوا لنا بالانتقال إلى أي مكان، وأن نحضر القبول فقط، وأن يوقفوا الضحك علينا، وقولهم بأنهم انزلوا قرارات، وهي صورية لتسكيتنا، وأن يعيدوا لنا صرف المكافآت التي أوقفت من هذا الشهر، إلى متى نتحمل الديون، وإلى متى نظل معلقين بجامعات دولة الشؤم، التي بعد أن درست بها خمس سنوات، وجدت نفسي (كدّاداً) لا أكثر ..!! أخوك (طبيب كداد).

* ومني عن الطبيب الكدّاد وزملائه الـ (1500) مبتعث إلى جامعات اليمن، إلى معالي وزير التعليم، وإلى المعنيين في وزارة التعليم العالي، حتى لا نفاجأ بـ (1500) كدّاد برتبة طبيب، يجوبون الشوارع بسياراتهم الخاصة، لا يكافحون الأمراض، ولا يعالجون المرضى، ولكنهم يضايقون سائقي التاكسي في المدن، فيخطفون منهم أرزاق أطفالهم..!

assahm@maktoob.com
 

بقلم: (طبيب كَدّاد)..؟!
حماد السالمى

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة