Wednesday  05/10/2011/2011 Issue 14251

الاربعاء 07 ذو القعدة 1432  العدد  14251

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا تزال هناك جدلية عقيمة تتعلق بالعمالة العربية المُتبادلة، وخصوصاً عندما يستخدم العربي لغة الكرامة في رفض نوعية عمل معينة من جهة الدولة المُصدرة للعمالة، أو من جهة النظر بشكل دوني للعمالة عندما تقوم بأعمال معينة كالأعمال المنزلية تحديداً والتي تقوم بها النساء فينبض العقل الذكوري الشرقي بلغة عنيفة وغريبة! وهذه القضية أثيرت قبل هذه المدة عندما دار حديث حول إمكانية استقدام العمالة المنزلية النسائية المصرية للبيوت السعودية، وثارت ثائرة دوائر الإعلام المصري ضد هذا الحدث باعتبار أنه يمس الكرامة المصرية، في ظل اعتبار ما يُعتقد أن هناك رؤية دونية داخل المجتمع والبيت السعودي لهذه النوعية من الأعمال. بل وصل الأمر أن دفع بعض أفراد المجتمع المصري بإعلان مدفوع في إحدى الصحف عن طلب خادمة منزلية «سعودية» من باب التهكم. ونفس الجدلية القائمة في المجتمع المصري إذ ذاك تحدث الآن في المجتمع المغاربي على الأقل في دوائر النقاش المحلية وفي مواقع الحوار الاجتماعي مثل الفيس بوك باعتبار أن العمل في البيت السعودي نوع من الإذلال!

وهذه المقدمة المحايدة للموضوع تأتي قبل التأكيد بأن العمل هو في حقيقته شراكة بين العامل ورب العمل، وأن ما يحكمهم هو القانون ونظام العمل الذي يكفل حق رب العمل في حفظ حقوقه ويكفل حفظ حقوق العامل، والحكم في النزاع بينهما فيما لو حدث نزاع.

وبغض النظر عن نوعية العمل فإن العمل في أصله شرف وترفع عن مذلة السؤال والفقر، ولذلك لا أرى أي عيب في العمل بأي شكل ما دام أنه عمل شريف وقانوني ويقوم في ظل حماية الدولة سواء في المغرب أو في السعودية.

باعتقادي أن اللعب على وتر الكرامة ليس إلا بقايا الجهل العربي، فمن حق العاملة المغربية أن تجد فرصة عمل شريفة سواء في السعودية أو في أوروبا أو في أي مكان إذا كان هذا المكان يحفظ لها كرامتها وحقوقها ويجعلها في غِنى عن السؤال والفقر، في ظل قانون يحميها من أي استغلال أو امتهان أو تعرض بأي شكل من الأشكال أو أي نوع من أنواع المهانة، وهذا ما طالبت به في مقالي المنشور في هذه الزاوية قبل أسبوعين، والذي كان عنوانه «المغربيات في بيوتنا».

سؤال يلح في ذهني، ماذا لو حصلت أي مغربية أو مصرية على فرصة العمل في دول شرق آسيا أو في أوروبا كعاملة منزلية هل سيتحرك الضمير العربي ضد هذه الإجراء أو أننا لا نقبل هذا الشيء للمجتمع العربي ونقبله من المجتمعات الأخرى؟ وكذلك في الطرف الآخر، هل المجتمعات النفطية الخليجية والسعودية منها تنظر إلى عمل الأجنبي نظرة توقير واحترام وشراكة وهدوء وليس نظرة دونية استغلالية في ظل إعطائه كافة حقوقه المشروعة والتعامل الإنساني المنطقي؟

إن وجود سعوديين معارضين يستندون على أرائك «الهايدبارك» في لندن، يلعبون على وتر الكرامة العربية في ظل رغبتهم في الانتقام من بلدهم، أو وجود مغاربة ينظرون للأمر نظرة كرامة بغض النظر عن مصلحة أبناء بلدهم في الحصول على فرصة عمل شريفة، يبدو أمراً مقلقاً ونوعاً من الأنانية المفرطة! إنني أقدر لو طالب المغاربة أو غيرهم بقانون واضح يحمي عمالتهم بما لا يخالف قانون البلد المضيف، لكني أعتب كثيراً على أغنياء تلك البلدان وهم يحرمون أبناء بلدانهم من فرصة العمل الحر الشريف في بلد آخر بدعوى ظنون تعرض أبنائهم لظلم أو نظرة دونية دون وجود أدلة حقيقية!

واستكمالاً للقضية ذاتها، سأخبركم غداً عن البريد الإلكتروني الذي وصلني من مجهول، يتضمن مقالاً منقولاً لي عن كاتبة تنكرت لبلدها وتاريخه وأهله، وراحت تراقبنا وتلوك الحسرة قلبها على أفراحنا.. ونلتقي على خير.

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
المغربيات وتناقض العقل الشرقي
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة