Wednesday  12/10/2011/2011 Issue 14258

الاربعاء 14 ذو القعدة 1432  العدد  14258

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

استمعت بإنصات إلى خطبة الشيخ حسن الصفار، التي جاءت بعنوان: «حادث العوامية والتعبئة الطائفية»، هذه الخطبة ليست الوحيدة التي استمعت إليها حول هذه الأحداث، إلا أنها الوحيدة التي استوقفتني لعدة أسباب، من بينها: ربطه بين حادث العوامية وفتنة الطائفية، في الحقيقة تعجبت من هذه الأطروحة التي لا تمت إلى الواقع بصلة، ومردها وجود بعض الحساسية المفرطة لدى - البعض - ولم أتصور أبداً أن يكون الشيخ منهم! والجميع يعلم أن بلادنا من ضمن الدول التي ابتليت بداء الإرهاب وطالها ما طال غيرها من التطرف والعنف الذي يأتي باسم الدين والجهاد تارة، ويأتي باسم الولاء الخارجي تارة أخرى. ومع ذلك ومنذ أن ابتلينا بهذا الداء الذي أدانه الجميع وتألم منه الجميع، ويعلم الجميع أيضاً من أين خرج وما هي منابعه التي يقوم رجال هذا الوطن على تجفيفها واجتذاذها، فلم نسمع شيخاً واحداً قد قال في خطبته: «إن البيان الرسمي يدين السنة؟» ولم يعترض أحد على محاكمة ومعاقبة تلك الفئة الضالة التي نبذها الكل، والتي بتصرفاتها وعنفها لا تمثّل أحداً من السنة التي قامت على المنهج المحمدي، ولم نسمع أحداً قال عن مثولهم لأخذ جزائهم إن هذا الفعل يفتح الباب للنيل من أهل السنة، لأنهم يثقون بأنفسهم ويدركون أن سنّة محمد - صلى الله عليه وسلم- أرقى وأكبر من هذه التصرفات الإرهابية الشاذة.

في كل حدث إرهابي تُبتلى به بلادنا، نهب ونقف على قدم وساق جميعنا كأفراد مجتمع واحد ولكل دوره لصد مثل هذه التصرفات، وشذب الأفكار المتطرفة، ولم يقلّل أحد لا في منبر ديني ولا في وسيلة إعلام من أي حدث إرهابي مهما كان حجمه، وأستغرب أن أسمع الشيخ حسن الصفار وهو يقلّل من الحدث الإرهابي الذي ابتليت به «العوامية» ويعتبر أن هذا الحدث قد أخذ بعداً طائفياً، وهنا أعيد في تساؤلي: لماذا لم نرَ الأحداث الإرهابية السابقة قد أخذت بعداً طائفياً؟ وأضيف إلى تساؤلاتي: لماذا يرى الشيخ أن هذه الأحداث تأخذ طابع التعميم؟ ولماذا نحن في الأحداث السابقة التي اقترفها الموالون للقاعدة لم نأخذها من باب التعميم؟ وفي تساؤل عجيب من الشيخ يطرحه في الخطبة ذاتها، يقول: لماذا على مشايخ ومثقفي ووجهاء الشيعة أن يقدموا الولاء ويتبرأوا مما حدث؟ وهنا أؤكد أنني لم أسمع أو أقرأ أي نداء لتقديم الولاء، ومع ذلك جرت عادة بعض القبائل التي خرج من بينها من ينتمي للفئة الضالة أن يذهبوا للسلام من باب المحبة على قادة هذا البلد ويتبرأوا من جرائم أبنائهم، وهذا ليس بالإجبار بل هو أمر اختياري، ومع ذلك لم نسمع منهم أحداً قد قال: «لماذا تعاملوننا كالمجرم؟».

في وقفتي هذه مع الشيخ حسن الصفار، فإن هذا المنحنى في هذا الخطاب قد يزيد الجفوة التي حذّر منها في بداية خطبته، وقد يأخذ أبناء هذا الوطن إلى منحدرات لا تُحمد عقباها. لأن هذا الوطن قام على أيدي رجال صادقين، ونهوضه بصدق المحبة وعمق الولاء وتجاوز الاختلافات، وكلي ثقة بأن الإرهابي لا يُمثّل إلا نفسه.

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
الإرهابي لا يُمثّل إلا نفسه
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة