Friday 21/10/2011/2011 Issue 14267

 14267 الجمعة 23 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

من الواضح أن الثقافة التشكيلية ما زالت طرية كطينة ذلك النحات التي لم تكتمل بناية تمثاله بعد, لا من حيث القدرة النقدية ولا القيمة الفنية، وكلاهما ما زال يبحث عن ذاته بعيدًا عن الآخر..؟!

هنا فجوة باتساع الأفق بين الناقد والفنان، فالناقد ينظر للحراك التشكيلي من مكان عاجي، يتأمل من بعيد

وينتقد من بعيد، فالنقد ما زال يهيمن عليه أسلوب المجاملة أو العدائية، فهما وجهان لعملة واحدة، إلا ما رحم ربك من النقاد الموضوعيين.

لا تستغربوا..! أن أصف النقد بتلك العملة، فالرؤى النقدية لدى الناقد مؤدلجة سلفًا، والنقد الموضوعي البَنَّاء بات عملة نادرة.!؟

إن بعض النقاد السعوديين يفتقرون إلى تجديد الأدوات النقدية ومواكبة التسارع الحاصل لدى التشكيليين، وبقوا في مكانهم مراوحين ولم يطوروا الفكر المفاهيمي للبارا سيكلولوجي باللوحة التي أخذها التشكيلي بأفكاره إلى ما وراء ألوان الضوء، وهنا اتسعت الفجوة بينهما...!!

بيد أن هنا اجتهادات جادة في الحالة النقدية السعودية منذ عقدين من الزمن، وقد مروا بمراحل ربما تكون شبه ناضجة، ويعتمدون على الأسس النقدية الغربية، وهذا ليس بالخطأ؛ لكون النقد العربي العام للفنون البصرية لم يؤسس نظريات نقدية لتلك الفنون الخاصة بالتشكيل العربي، وبات يعتمد أيضًا على الأسس الغربية، وهذه التبعية ربما تعود لأسباب عدة، منها أن المشهد الثقافي الغربي مَرَّ بتطورات ومراحل عديدة على مستوى التحرر الفكري من هيمنة الكنيسة والثورة الفرنسية والتطور الصناعي والتكنولوجيا، وتلك المحطات التي مَرَّ بها الناقد الغربي لم تمر بها الحالة الثقافية العربية، وكان النقد العربي تابعًا للأسس الغربية ليس في النقد التشكيلي فحسب، بل في جميع المشاهد الثقافية.

والسبب الآخر يعود إلى عدم تفرغ الناقد السعودي ليبحث ويطور وينظر قدراته النقدية، فهو مشغول بأولويات الحياة، من العمل وتبعاته، ومطالب الأسرة والمعيشة، ومن ثَمَّ أعطى وقتًا أقل من القليل ليرتقي بالثقافة النقدية لديه, وفي أثناء هذا التيه - إن جاز التعبير - الذي يحياه الناقد، قَدِمَ جيل جديد من التشكيليين الشباب والشابات بأفكار جديدة وأدوات لم يستوعبها الناقد, الذي أخذ ينتقد وينظر بشكل أو بآخر يصيب لونًا ويخطئ ألوانًا أخرى، وهذا التيه لدى النقاد لا يبرئ ساحة بعض التشكيليين من الاشتراك بها.

فالعديد من التشكيليين توجهوا إلى المدارس الحديثة ولم يتقنوا أسس التشكيل كقيمة أكاديمية علمية، منهم على سبيل المثال من ذهب للتجريدية وقد تجردت لوحاته من كل شيء..!؟ ما أدى بالناقد إلى تلك المتاهة.

الشاهد هنا.. أن النقاد اجتهدوا، فبعضهم أصاب وبعضهم الآخر لم يصب، فهو إنجاز.. في ظل غياب الدعم العلمي والمادي من وزارة الثقافة التي هي أصلاً تفتقر إلى الدعم العلمي والمادي مقارنة بالوزارات الأخرى..؟!!



jalal1973@hotmail.com
 

البعد السابع
انتقاد النقد
جلال الطالب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة