Wednesday 16/11/2011/2011 Issue 14293

 14293 الاربعاء 20 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

لقاءات

 

الجزيرة تحاور الرجل الذي التصـق بسمو الأمـير سلطان على مدار 3 عقود
الفريق الخليفة: الـ24 ساعة تعني عملا متواصلا للأمير سلطان وآلاف من الأعمال الخيرية لا أحد يعلم عنها

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كشف معالي الفريق أول الدكتور علي بن محمد الخليفة، المدير العام السابق لمكتب سمو ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام (رحمه الله)، عن جوانب مشرقة مضيئة في نمط العمل اليومي لسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز (رحمه الله).

وقال الفريق الخليفة: إن الأمير الراحل يعتبر طيلة الـ24 ساعة في اليوم هي عمل متواصل، وشعاره الدقة المتناهية. فقد كان يكتشف أخطاء مطبعية لا تكاد تذكر من شدة دقته.

مشيراً إلى أن سموه يخصص معظم أوقاته لقضاء احتياجات المواطنين وإنهاء معاملاتهم، وجسّد (رحمه الله) الإنسانية في أجمل مضامينها في حبه لعمل الخير.

وقال: إن سموه كان يتحاشى الإعلان عن أي عمل خيري ويمتعض عندما يتم التعليق عليه، وهناك آلاف الأعمال الخيرية لم يعلن عنها ولا يعلمها سوى المعنيين بالتنفيذ.

وأكد الفريق علي الخليفة الذي عمل مع سمو الأمير سلطان لثلاثة عقود أن سمو الأمير الراحل -رحمه الله- تعامل مع مرضه بواقعية فهو مؤمن بقضاء الله ولم يكن خائفاً من لقاء ربه وإلا لما احتفظ بابتسامته المشرقة حتى آخر لحظاته.

حوار الفريق أول الدكتور علي الخليفة لـ(الجزيرة) تطرق لموضوعات عديدة وجوانب مضيئة في مسيرة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله-، كما تحدث الفريق الخليفة عن علاقته بسمو الأمير الراحل وكيفية تعامله مع المواطنين وأبنائه.. الحوار بدأ بالسؤال التالي:

معالي الفريق علي حدثنا عن بداية علاقتك بالأمير سلطان بن عبد العزيز يرحمه الله؟

- طبعاً بحكم عملي العسكري كانت بداية العلاقة عندما كنت مديراً لإدارة المشتريات الخارجية في وزارة الدفاع والطيران وكان التعامل حينها مباشرة مع سمو الأمير سلطان يرحمه الله إلى أن صدر تعييني مديراً عاماً لمكتبه في 10 رمضان من عام 1404هـ.

كيف كان سمو الأمير سلطان - يرحمه الله - يبدأ عمله اليومي؟

- الحمد لله الذي كل شيء هالك سواه، والصلاة والسلام على المصطفى والرحمة المهداة وبعد، فلقد مثل رحيل سمو الأمير سلطان - يرحمه الله - صدمة كبرى لي شخصياً وللملايين ممن عرفوا سموه طيلة حياته الحافلة بالعطاء خادماً لوطنه ومساهماً أساسياً في بنائه فضلاً عن إنسانيته وحبه لعمل الخير في محيطه وخارجه.

أما عن السؤال تحديداً فكما هو معلوم أن سموه كان يحتل مناصب متعددة في الدولة في ذات الوقت وأنا معْنيٌ في المقام الأول بعمله كوزير للدفاع والطيران، إذا ما تقرر مجيئه إلى المكتب فذلك يكون معلوم مسبقاً. يبدأ عمله باستقبال من يكون أمامه من المواطنين أو خلافهم إما للسلام أو لعرض الحاجات في أمور لا تكاد تحصر، ثم ينتقل سموه إلى مكتبه ليتعامل مع الوثائق الرسمية والطلبات الخاصة (المعاريض ملخصة) وكذلك في أحيان كثيرة لاستقبال الرسميين من مسئولي الدولة أو الضيوف الأجانب.

ما هي توجيهات سموه المعتادة لكم بصفتكم المسئول الأول عن مكتبه بخصوص المراجعين من العسكريين أو أبناء البادية أو المواطنين؟

- كان سموه لا يرد أحداً أيًّا كان وكانت توجيهاته المتكررة تؤكد على حسن استقبال المراجعين بكافة فئاتهم وكان يقول ـ وبكل أمانة أنقلها ـ إننا في خدمة الناس ولا نملك الكراسي التي نجلس عليها. والمكتب كما هو معلوم منظم في أقسام من أبرزها قسم الشئون الخاصة المعني باستقبال المراجعين من ذوي الحاجات والتعامل مع حاجاتهم وطلباتهم حسب الصلاحيات وتقديمها في بيانات مطبوعة لولي الأمر.

هل هناك أوقات معينة يحبذ فيها سموه أن يستقبل المراجعين؟

- كما هو معلوم أن لسموه يرحمه الله جلسة في مقره مرة في الأسبوع يستقبل بها المواطنين وهذا معروف لأغلب الناس. أما في المكتب فكما قلت أن ذلك يتم في مستهل قدومه للمكتب وأحيانا يواجه من يقدم له طلبات أثناء خروجه من طريقه إلى سيارته..

ما هي الأمور التي كان يحرص عليها سموه ويتابعها معكم؟

- بطبيعة الحال يحرص سموه على متابعة ما يتعلق بوزارة الدفاع والطيران من أمور رسمية فهذا عصب عمله ويوليه اهتماماً لم أرَ له نظيراً ولا يتقيد سموه يرحمه الله بوقت فطيلة الأربع وعشرين ساعة من وجهة نظره عمل، إلا أنه - وهذا شيء لن أنساه ما حييت - كان يقدر أنني ممن ينامون مبكراً فلم يكن يطلبني بعد ساعة معينة بل كان يتجه لمسئول آخر على مستوى القطاعات العسكرية أو ما شابه فجزاه الله عنّي خير الجزاء.

ما هي الأشياء التي كانت تغضب سموه؟

- في اعتقادي أن ما يغضب سموه هو ما يغضب سائر البشر من ذوي الشخصيات السوية، طبعاً التقاعس في أداء الواجب والإهمال واللامبالاة لا شك تغضب سموه، وأذكر مرة أن سموه رحمه الله كان في رحلة خارجية في أوروبا وطلبني هاتفياً فلم يجدني إلا بعد ست ساعات تقريباً وكان ذلك لأمر رسمي هام وكنت للأسف في ذلك الوقت في رحلة برية قبل عهد الهاتف النقال. وعندما أبلغت بأن سموه طلبني منذ ساعات اتصلت بسموه وكان غاضباً قليلاً وقال لي فيما معناه: يا أخ علي إذا كان كل منا لا يراعي مسئوليته فسنبقى دائماً خلف الأمم! تأثرت كثيراً آنذاك ولم أكن قد أمضيت عاماً في المكتب ولا أذكر - والحمد لله - أن ذلك تكرر خلال السبعة وعشرين عاماً التي تلت.

ما الموقف الذي شد انتباه معاليكم أثناء عملكم مع سموه؟

- إن ما يشد انتباه العامل مع سموه هو طاقته الضخمة للعمل رغم تعدد الأعباء الملقاة على عاتق سموه وكان يرحمه الله يتصف بالإنجاز ثم الإنجاز ثم الإنجاز مع الدقة المتناهية حتى أنه يرحمه الله كان يكتشف أخطاء مطبعية لا تكاد تذكر من شدة دقته وشعاره لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد. وظهر لي من خلال السنين أنه أخذ هذا الأمر مسألة إيمانية لا يحيد عنها. وقد روي مرة أنه استقى هذه الحكمة من السيد (جواهر لال نهرو) الزعيم الهندي وذلك عندما قابله في شبابه إما في أواخر الخمسينات أو أوائل الستينات الميلادية لا أذكر بالضبط..

وعندما تم تعيين نجله سمو الأمير خالد -حفظه الله- مساعداً لوزير الدفاع والطيران قبل سنوات كان ذلك عوناً وسنداً حقيقياً للأمير سلطان في التعامل مع المعاملات والوثائق التي تخص الوزارة.

للأمير سلطان سجايا إنسانية فريدة، هل لمعاليكم أن يحدثنا عن بعض هذه السجايا لقربكم منه رحمه الله؟

- الأمير سلطان - يرحمه الله - إنسان بمعنى الكلمة يجسد الإنسانية في أجمل صورها في حبه لعمل الخير ومن ذلك اكتسب رحمه الله لقب (سلطان الخير) لأنه نبع من ينابيعه ولعل خير من يجيب على السؤال المساكين من أرامل وأيتام مسح دموعهم إما بشراء مأوى لهم أو بتخصيص مصروف سنوي للآلاف منهم، على أني أضيف هنا سجية محببة لديه وهي إعطاء كل إنسان اعتباره مهما كانت منزلته في الحياة، ولا شك أن هناك من هو أقدر منّي على تجسيد شخصية سموه في الأمور الخاصة ممن هم ملازمون لسموه في مجمل الأوقات حيث إن لسموه مواقف إنسانية فريدة مع جميع من عمل مع سموه رحمه الله رحمة واسعة.

هناك بعض الأعمال الخيرية التي كان سموه لا يرغب في الإعلان عنها أبدا، هل من حديث لمعاليكم عنها؟

- أستطيع أن أقول وبأمانة وكما شاهدت إن ما كان يقدم سموه من عمل خيّر أيا كان إنما يقدمه لوجه الله وابتغاء مرضاته وألاحظ عليه امتعاضه عندما يتم التعليق عن ذلك في أي وسيلة إعلامية، وبالطبع هناك الآلاف وربما عشرات الآلاف من الأعمال الخيرية (ليست بمشاريع) لم يعلن عنها ولا يعلمها سوى المعنيين بالتنفيذ.

نريد من معاليكم أن يعدد لنا بعض الجوانب الإنسانية في شخصية الراحل وخاصة مع أفراد القوات المسلحة؟

- أفراد القوات المسلحة مواطنون وعليه فما ينطبق على غيرهم ينالهم ففيهم المحتاج سواء لمقومات العيش أو العلاج في الداخل أو الخارج ولم يكن سموه قائداً لهم فحسب بل أبًا حانيًا يتلمس احتياجاتهم ما أمكن ذلك.

سمو الأمير سلطان اعتاد أن يزور القوات المسلحة في أماكن تواجدهم خاصة في الأعياد، ما هي الجوانب التي كان الأمير سلطان يحرص عليها أثناء هذه الزيارات، ولم تكن ضمن ما تتناوله وسائل الإعلام؟

- في أيامنا هذه لا شيء يغيب عن الإعلام تقريباً، وسموه كان يحرص على نقل تهاني خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي لهم بالمناسبة وكان يؤكد دوماً على ضرورة التدريب ثم التدريب ثم التدريب مع توفر العتاد الحديث.

ما هي الأماكن التي يفضل سموه أن يرتاح فيها لقضاء أوقات فراغه داخل المملكة وخارجها بالإجازات والعطل؟

- هذا إذا كان لدى سموه أوقات فراغ !! الوثائق تلاحق سموه سواء كان داخل المملكة أو خارجها حتى أثناء إجازاته في أي من منتجعه في ثول والبحر في المنطقة الغربية أو في حفر الباطن أو الأرطاوية أو رأس مشعاب أو حتى في البر ولم يكن يشتكي من ذلك يرحمه الله أو يتضجر فلم تكن إجازاته إجازات بالمعنى المفهوم وأنا أؤكد ذلك، وحتى في الخارج سواء في أوروبا أو أمريكا أو أغادير لا يختلف الأمر فالوثائق تلاحقه من كل صوب سواء أكانت رسمية أو خاصة فينجزها ويعيدها على نفس الطائرة المقلة للبريد.

دائماً يكون جدول الأمير سلطان اليومي مزحومًا بالمواعيد، كيف كان يوفق بين العمل اليومي واستقبال الناس؟

- هذا سؤال جيد، المواعيد الرسمية سواء لمسئولين من الداخل أو زوار أجانب أو حتى رئاسة لجان وزارية أو مجالس إدارة أو ما شابهها فتكون على حساب وقت الأوراق. لكن سموه كان يتعامل مع هذا الأمر عملياً فإن بقي وقت للأوراق وإلا أمر بتجهيزها في حقيبة ذات رقم سري تعطى لمرافقيه في عربته الخاصة لتنهى في المساء ثم أجدها في صباح اليوم التالي أمامي على المكتب!.

ما هو أسلوب الأمير سلطان في استقبال المعاملات، هل كان يلخص له مضمون المعاملات أم يقرأها كاملة، وماذا عن حجم الإنجاز اليومي لهذه المعاملات؟

- كما هو معلوم أن وزارة الدفاع والطيران التي رأسها سموه لقرابة الخمسين عاماً هي مؤسسة كبرى ربما تعدل من حيث الحجم ثلث عبء الدولة الإداري ففيها القوات الأربع والطيران المدني والخطوط السعودية والأرصاد والبيئة فضلاً عن اللجان الدائمة ومجالس الإدارة وغيرها، وسموه لم يكن يعتمد على الخلاصات وإن وضعت فهو يقرأ النص، ولقد وهبه الله قدرة استيعابية كبيرة كما أن دقته واكتشافه للأخطاء مدعاة للإعجاب وكان سموه قد اكتسب خبرة إدارية واسعة من خلال عمله الطويل في الإدارة الحكومية.

هل يتابع الأمير سلطان شخصياً القضايا التي تظلم أصحابها، وكيف كان يوجه عليها؟

- شكاوي التظلم التي تقدم لسموه تأخذ طريقها بتوجيه إلى جهات التحقيق كالتفتيش المركزي وإدارات المتابعة وما في حكمها التي من مسئوليتها التحقق في المظلمة ثم الرفع لسموه بالنتيجة.

هل هناك مشهد إنساني أبكى الأمير سلطان وكنت حاضراً.. وما هو؟

- عشرات المشاهد الإنسانية تأثر سموه يرحمه الله بها على مشهد من غيري ومنّي لا سيما أثناء المناسبات خارج المكتب والزيارات السنوية للقوات في أماكن تواجدها وهذه المواقف كثيرة جداً وأذكر منها طفل معاق والده جندي ألقى قصيدة مؤثرة جداً ضمنها بطلب بيت وسيارة معاقين فتحقق له ما أراد.. وكما قلت المواقف كثيرة ولا أعتقد أن المجال يسعني لذكرها.

) كيف كان سمو الأمير سلطان وأنت قريب منه ينظر إلى تسليح القوات المسلحة؟

- كان طموح سموه أن يسلح القوات بأحدث منظومات السلاح وقد تحقق الكثير من ذلك بفضل الله ثم بجهوده يرحمه الله.

من المعلوم أن الأمير سلطان شخصية محبوبة ولها مكانة لدى الدول، كيف كان يقنع الدول التي يطلب منها السلاح لإتمام صفقات البيع وخاصة السلاح المتطور؟

- هذا صحيح من حيث إن سموه يرحمه الله كان شخصية محبوبة دولياً غير أن الدول المصدرة للسلاح لا تنظر من هذه الزاوية بل من زاوية مصالحها القومية، والمملكة تستورد السلاح بثمن باهظ والشركات المصنعة من خلال دولها مستعدة لبيع السلاح لأي كان مادام يدفع نقداً!!، وكثير من الدول الغربية المصنعة للسلاح المتطور تبدي استعدادها لبيع كل سلاح عدا السلاح النووي وتتنافس هذه الدول في هذا الأمر، صحيح أن هناك قيوداً لدى الأمريكان مثلاً بحجة أن الشرق الأوسط منطقة نزاع إلا أنهم يسيئون فهم دور المملكة التي هي بدون شك عامل استقرار وسلام في المنطقة من خلال مساهمتها في حسم النزاعات الإقليمية ولو على حساب مواردها.

هل طلب سموه يوماً من الأيام شراء سلاح ورفض، وما هي ردة الفعل لديه عندما كان يقرأ الرد؟

- كان يتعامل رحمه الله مع الرفض لمنظومة السلاح أو جزء منها بالإلحاح من خلال التفاوض والإقناع، أما في حال الإصرار على الرفض فيتم البحث عن البديل.

عندما تكون مع سموه وهو يشاهد ويرى مناظر القتل والحروب والدمار في عدد من الدول ماذا كان يقول في هذه اللحظة؟

- إنسان بقدر إنسانية سموه يتأثر بالقتل سواء فردياً أو جماعياً أينما كانت وحوادث الإرهاب في السنوات الأخيرة كانت مشاهد مؤثرة يتوجه سموه إزاءها إلى الله بأن يجنب هذه البلاد بلاد الحرمين كل مكروه.

كيف كان سموه يتعامل مع معاليكم، هل كان يغضب ومتى، وهل يتراجع عن غضبه سريعاً، وبماذا كان يوصيكم؟

- بصراحة تامة وبأمانة كان سموه -يرحمه الله- يعاملني كأخ له ولم أذكر يوماً أن غضب منّي عدا ما ذكرته من قبل عندما طلبني في الهاتف ولم يجدني وكان معه كل الحق حيث إن الخطأ كان منّي.. بل إنه ذهب أكثر من ذلك فحلف لي ذات مرة أني عنده من حيث المودة كخالد وفيصل.. وكان يوصي دائماً بضرورة تحمل كل إنسان مسئوليته فهي أمانة سيسأل عنها كل مكلف.

هل كان سموه يوجه بإنهاء ومعالجة بعض القضايا شفهياً وعن طريق الهاتف، سواء خلال العمل أو خارج العمل؟

- نعم.. كان سموه -رحمه الله- يستخدم كافة الوسائل المشروعة لغرض الإنجاز سواء بالهاتف أو برسالة شفوية ينقلها مرافق أو بأي وسيلة أخرى وليس فقط ذلك ولكنه يتابع الأمر حتى نهايته.

ابتسامته ماذا تعني لكم، هل هو مجامل، هل هذا على حساب العمل؟

- الابتسامة سمة من سمات الأمير سلطان يرحمه الله طيلة حياته يعرفها الناس وربما حسده البعض عليها. أما المجاملة فمن منا لا يجامل ؟! ولكن كيف تكون الابتسامة المشرقة على حساب العمل؟ العكس من ذلك هو الصحيح فهي تبعث على الثقة وتعزز الأمل والأمان. رحم الله صاحب تلك الابتسامة فقد كانت لا تفارق محياه أبدا.

معالي الفريق عملتم مع سمو الأمير سلطان مديراً لمكتبه لحوالي ثلاث عقود من الزمن ونلتم ثقته الكريمة في ذلك كيف رأيتم هذه الثقة وما هي أبرز الصلاحيات التي منحكم إياها سموه؟

- الحمد لله أولاً وأخيراً وسمو الأمير -رحمه الله- وضع ثقته في جميع من عمل معه وقد وجهني بضرورة مساعدة الناس في كل أمور الخير وبما لا يتعارض مع مصالح الآخرين كنقل المرضى بالإخلاء الطبي والشفاعات الحميدة وغيره من أعمال الخير وفق منظومة عمل محددة.

كيف استقبل معاليكم خبر مرضه لأول مرة، وكيف تعامل سمو الأمير سلطان مع مرضه، هل كان خائفاً من الموت، وهل كان يعمل ويوجه ويقضي حوائج الناس من سرير مرضه؟

- سموه كان يعاني منذ مدة وذهب في رحلات علاجية أكثر من مرة. لقد تعامل -يرحمه الله- مع مرضه بواقعية فهو مؤمن بقضاء الله ولا أعتقد مطلقاً بأنه كان خائفاً من لقاء ربه وإلا لما احتفظ بابتسامته المشرقة حتى آخر لحظاته، كما أنه لم يتوقف عن قضاء حوائج الناس - وأنا على ذلك شاهد - حتى غاب عن وعيه -رحمه الله رحمة واسعة- وجعل كل ما قدم من خير وعمل صالح ثُقلاً في موازينه ليوم العرض الأكبر. لقد حزنت كثيراً لموته ولم أكد أصدق فإنا لله وإنا إليه راجعون. عندما يرحل عظيم تبقى آثاره من خلفه واضحة للعيان إما على أرض الواقع أو في بطون الكتب أو في ذاكرة من خلفه لأجيال وربما لقرون عديدة. وكما دخل معمر القذافي مزبلة التاريخ لما قدم من سيء العمل على مستوى شعبه وغيره، فسيدخل سلطان بن عبد العزيز ـ الذي تزامنت وفاته مع وفاة الآخر ـ ساحة التاريخ المشرقة لما قدم من صالح الأعمال سواء في محيط أمته أم خارجه، وختاما لن أنسى صرخة الفتاة الفقيرة من بادية الطائف التي لخصت الرحيل بقولها (لقد أصبحنا أيتام! لقد أصبحنا أيتام!) وذلك عندما أيقنت من الخبر رغم وجود أمها وأبيها على قيد الحياة.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.

وكيف يرى معالي الفريق تعيين سمو الأمير سلمان وزيراً للدفاع بعد رحيل الأمير سلطان يرحمه الله؟

- لا شك أن سمو الأمير سلمان -حفظه الله- هو أهل لهذه المهمة وهو رجل صاحب خبرة عالية ودراية واسعة ويحمل سعة في الأفق وتجارب عديدة وسيكون -بعون الله تعالى- الرجل المناسب في المكان المناسب وأسأل المولى عز وجل أن يعينه على ما ولاة وأن يوفقه وسمو نائبه في إدارة دفة هذه الوزارة والمحافظة على تراب هذا الوطن الطاهر من كل عدو ومتربص.

في نهاية هذا الحوار هل من كلمة تريد إضافتها؟

- أسأل المولى عز وجل أن يغفر لسمو الأمير سلطان وأن يتغمده بواسع رحمته كما أسأله جل شأنه أن يوفق خلفه سمو الأمير سلمان حفظه الله وسمو نائبه الأمير خالد بن سلطان لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم والأخذ بيد القوات المسلحة والرقي بها والمحافظة على التركة الثقيلة التي خلفها الراحل يرحمه الله.

مقتطفات من اللقاء

- تم اللقاء في مزرعة (غضية) الخاصة بمعالي الفريق علي الخليفة في منطقة القصيم.

- توقف اللقاء كثيراً بسبب كثرة الاتصالات التي تلقاها معاليه معزية إياه في رحيل الأمير سلطان.

- هناك عدد من المواقف الخيرية لسمو الأمير الراحل يرحمه الله ولكن معاليه يرى بعدم النشر لأن سموه كان يريد بها وجه الله وسأل المولى عز وجل أن يجعل سموه أحد السبعة الذين ذكر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأن الله يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

- معالي الفريق لا يرغب في الحديث مطلقاً لوسائل الإعلام لكن مع جريدة الجزيرة الوضع مختلف.

- يروي معالي الفريق أنه قبيل السفر الأخير للأمير سلطان يرحمه الله ذهب لوداعه في قصره فكان اللقاء مؤثراً جداً بينهما وأسمعه الراحل كلمات لن ينساها معاليه ما دام حيا وكانت لحظات اختلطت فيها الدموع بالدعوات ولكن إرادة الله فوق الجميع.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة