Tuesday 22/11/2011/2011 Issue 14299

 14299 الثلاثاء 26 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

انتخابات أدبي جدة بين الرفض والقبول

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جدة - صالح الخزمري

لا يزال حديث المثقفين في جدة هذه الأيام حول انتخابات نادي جدة الأدبي التي كانت مفاجأة من العيار الثقيل كما يصفها البعض ويعتبرونها لعبة انتخابية، كما يراها د. يوسف العارف وعبد الله الدوسي وزينب غاصب، في حين يعتبرها آخرون ظاهرة صحية وفرصة للدماء الجديدة معتبرين أن الحكم عليهم يعد مبكراً، كما يرى ذلك عبد العزيز قاسم وعبد العزيز الشريف ويتفق معهما د. أبو بكر باقادر ونجلاء مطري وصالح السهيمي ولعل أبرز من ناصر المجلس الجديد وأشاد بقدراته العلمية والأدبية من واقع التجربة القريبة د. محمد خضر عريف، كما أن هناك إشادة واسعة بالشجاعة التي كانت سمة عدد من أعضاء المجلس القديم حيث لم يرشحوا أنفسهم واكتفوا بما قدموه وتركوا الفرصة للدماء الجديدة.

اللائحة التنظيمية لم تسلم هي الأخرى بل يجب إعادة النظر فيها حتى تتيح المجال دون تقيد بالدرجة العلمية والتخصص.

كل الآراء سنجدها تقترب حيناً وتبتعد حيناً عن بعضها من خلال التحقيق التالي الذي استطلعنا فيه آراء عدد من المرشحين لعضوية مجلس الإدارة بالنادي.

بداية يؤكد الإعلامي عبد العزيز الشريف: على أن اللوم يقع على من أوجد شرط الأكاديمية للعضوية، وأضاف أن المرشحين لمجلس الإدارة ليست مشكلتهم ونقول لهم مبروك وننتظر ما يقدمون ولا نكون اقصائيين ولا نحكم عليهم من أول سنة بل ننتظر ولا نحكم مسبقاً واللجنة نزيهة، وأضاف الشريف أنه يفترض على إدارة الأندية الأدبية أن تعمل لائحة موحدة لكل الأندية الأدبية.

ويشاركه د. أبو بكر با قادر - وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الدولية سابقاً - في مباركته للمجلس الجديد. ودعا الله لهم بالتوفيق وأضاف أننا في الفترة الراهنة لا نستطيع الحكم عليهم ولكنها فرصة لهم يجب أن تعطى ومن ثم يكون الحكم عليهم ويمكن محاسبتهم بعد عام ومن حقهم علينا أن نساعدهم حتى يحققوا المطلوب، وأضاف أن لعبة الانتخابات شيء آخر وما دام أنهم لم يخالفوا القانون فمن حقهم ولا يمكن أن يكون كل شيء على هوانا ونحن نحاكم الناس بتصرفاتهم وليس بنواياهم.

مسألة التكتلات وقفت عندها الشاعرة زينب غاصب: وقالت هناك تكتلات دارت في الكواليس كما تحدث رئيس النادي وأدت إلى ما أدت إليه، والضحية مثقفو ومثقفات جدة، فهل يعقل أن لا يرشح سوى ثلاث سيدات في مجلس الإدارة وهذا العدد لا يليق بنادي جدة وهو أول ناد فتح أبوابه للمرأة وشجعها وكنا نطمح أن تكون رئيسة النادي امرأة ومعها عدد لا يقل عن نصف الأعضاء من السيدات وعزت الأزمة الحالية إلى خلل في اللائحة التنظيمية والتي تتضمن شرط دخول الجمعية العمومية للحاصلين على بكالوريوس في اللغة العربية.

في حين ينفي أ. د. محمد خضر عريف: المفاجأة التي تحدث عنها الكثير حول انتخابات النادي معتبرا أن ما تمخضت عنه انتخابات نادي جدة الأدبي لم يكن مفاجأة لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، مضيفا أنه من المعلوم ان معظم أعضاء مجلس إدارة النادي السابقين لم يرشحوا أنفسهم للانتخابات واكتفوا بعضوية الجمعية من أجل إتاحة الفرصة للدماء الجديدة، وقد قدر لهم هذا الموقف الشجاع وهذا الإيثار وهذا الحرص على مصلحة النادي قبل كل شيء.

أحمد الشدوي - القاص المعروف - من خلال قرأته لواقع نتائج انتخابات النادي وما أثار اشمئزازه ما كتب حول التشكيك في صحتها، بل إن البعض وصفها بالمسرحية الهزلية. ويقسم الشدوي المؤيدين إلى: - المحسوبون على الفريق الجديد ومعهم الحق في ذلك، والمتطلع للتغيير والمحب للمفهوم ذاته دون الخوض في تفاصيل الحراك الثقافي، والشامت في المجلس السابق وهم رواد السلبية في العمل الثقافي.

أما المعارضون فهم ما بين مؤيد للمجلس السابق في توجهاته، وما بين خائف مشكك في كل عمل جديد. أما المتحفظون فهم أصحاب نظرية البين بين وهذه النظرية جديرة بالاحترام ما لم تكن في الشق السلبي منها، أي أنهم لن ولم يشاركوا في اي تفاعل ثقافي.

ويصف الشاعر عبد الله الخشرمي - رئيس المركز العربي للثقافة والإعلام الانتخابات عموما بأنها ضرب من العمل السياسي المشروع للإنسان يمارسه على كافة المستويات ليختار من يرى أنه الأجدر بتحقيق اهدافه. ولا شك ان ذلك لم يتحقق بوضوح على مستوى معظم انتخابات المجالس الأدبية, لبساطة التجربة ولكونهم أعانهم الله حديثي عهد في هذه البلاد بالعمل الديموقراطي ولكنها تجربة تظل رائدة مارسها نادي جده منذ أكثر من ثلث قرن.

وانتخابات جده سواء اسعدت أو اتعست البعض إلا أنني أرى - بعد ان تقصدت ابتعادي عن خوض غمارها منتخبا او مرشحا حتى أكون شاهداً لا شهيدا!!!! - أرى ان انتقال رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني من كرسي الرئيس الى كرسي العضو يعد انتصاراً له وللتجربة التي أكدت حرية الاختيار حتى لوغضب الصديق الدكتور القحطاني، وهذا ما أكدته له وقلت ان ذلك يعد انتصارا لك لا هزيمة كونك انتقلت كرئيس الي عضو في النادي.

وأرى ان ما دار في كواليس المجلس لا الجمعية ضرب من التكتيك والعمل السياسي المصغر لا شأن له بالشأن الثقافي. والمشهد الذي قاده رئيس النادي حتى لو حاز على أعلى الأصوات لم يمكنه من الرئاسة، وهذا دفع عنه تهمة الرباطية والشللية. وكل ما أتمناه فعلاً ان يكون المجلس الجديد قادراً على إحداث نقلة نوعية هامة في مسيرة جدة الثقافية بعيداً عن النمطية والدروشة.

وأؤكد انني على استطاعة في حال انحراف مسيرة النادي التنويرية عن رسالته سوف نطالب بتوسيع دائرة الجمعية التعاونية ولن انافس على الرئاسة او غيرها _ قد رشحت من قبل لتولي نائب الرئيس للنادي واعتذرت - ..ولكني على استعداد للعمل في حال وجود انحراف في مسيرة النادي سأرشح الزميلة العزيزة د. أميرة كشغري لرئاسة النادي لتصبح اول سيدة ترتقي هذا المنصب تماما. وهذا مجرد طرح تحفيزي لأعضاء النادي الجديد الذي اثق في طموح أغلبهم حسب معرفتي الشخصية بهم ,,, وان كنت اتمنى ان اعيش واشارك في تحقيق حلم كهذا تماما كما حقق رئيس نادي جدة نصرا ديموقراطيا بترجله انتخابيا (لا نخبوياً) عن كرسي الرئاسة الى صفوف المناضلين الأعضاء!!!!

من جانبه ذكر القاص صالح السهيمي بأن انتخابات نادي جدة الثقافي جاءت غير متوقعة وتبدو غريبة نوعا ما عمّا ألفه المثقفون في المشهد المحلي، إلا أنها جاءت ممثلة للأطياف المتعددة؛ وبدا متفائلا لهذه التشكيلة فيما تحمله من إدارة واعية للثقافة المتنوعة.

وأضاف السهيمي: فلو أنا تأملنا المشهد الجديد للثقافة السعودية لوجدنا أن محاولة ارضاء جميع الأطياف، وتشكيل ثقافة جديدة سمة لاحقت الأندية الأدبية والثقافية منذ فترة ليست بالبعيدة، ثقافة تتجلى للمثقف التقليدي بغرابة مخيفة!!!، لذا فإن من المهم التركيز على الثقافة الجديدة بإعادة هيكلتها فيما يتوافق مع التطور المستمر للثقافات العالمية، وإن الجمود سمة ينبغي نفضها والابتعاد عنها بشتى الطرق.

هذا المشهد الجديد طال الأندية الأدبية من خلال وعي الإدارات الثقافية الجديدة في العديد من المناطق المترامية الأطراف...

كما صرّح بأن: النادي في جدة ناد معطاء وها هو يواصل مسيرته في ظل نخبة جديدة متنوعة في الفكر والثقافة، والإدارة الشابة الجديدة تسعى إلى أن تضيف شيئا جديدا في مسيرة العطاء الثقافي. لذا فإن المحك الحقيقي يكمن في مواصلة الإبداع وإدارة الثقافة في ضوء العمل المؤسسي الذي يجمع روح الفريق بعيدا عن التعصب وفكرة الاقصاء وينبغي على المثقفين مد يد العون للمجلس الجديد من خلال الالتفاف حول النادي وحضور فعالياته ورفده بالمنجز الثقافي المتنوع... لا أن نتقوقع على ذواتنا ونبكي حظوظنا السيئة!

وتستغرب نجلاء مطري من ردودِ الأفعالِ التي وردتْ من بعض المثقفين والأدباءِ، ومن الهجوم الذي كالوه لبعضهم البعض، قائلة أليست هذه هي الانتخابات وما تفرزه، ألم يطمحْ أعضاءُ الأندية الأدبيةِ إلى اتخاذ هذا الإجراء، إذن لماذا المفاجأة غير المتوقعة منهم، هل لأنَّ التوقعات كانتْ غير مرضية لأذواقهم ورغباتهم؟ البعضُ تقبَّلَ الأمر برحابة صدر من مبدأ أنَّ هذه هي نتائج أي انتخابات في كلِّ مكان في العالم، والبعض الآخر أخذ يكيل التهم والافتراءات حول أشخاص لا يعرف عنهم، وأعتقد أنَّ هذا قصور من المثقف حتى وإن كانتْ هناك مجموعة من التكتلات التي خططت بذكاء للوصول إلى المجلس، لكنِّي أرى أنَّ اللوم الأكبر يقعُ على المثقف، حيثُ إن بعضهم نأى بنفسه عن خوض غمار هذه التَّجْرِبة وظل في برجه العاجي، والبعض الآخر لم يخطط بدهاء، ولا يمكننا أن ننكرَ الخلل الواضح في اللائحة والذي حاولت - الدكتورة لمياء باعشن، والأستاذة سهام القحطاني - الإشارة إليه في إحدى المقالات والتنبيه على أهمية مراجعته وتغييره..

ثم إنَّه لا يمكن الحكم على شيء إلا بعد تجربته، لذلك أرجو من المثقفين أن يتمهلوا في حكمهم على التشكيلة الجديدة للمجلس، وأقول لهم: إنَّ غدًا لناظره قريب

الدكتور يوسف بن حسن العارف - عضو مجلس الإدارة السابق - بعث بثلاث رسائل ضمن الأولى تهنئته الخاصة للقيادة الإدارية الجديدة للنادي الأدبي قائلا: أعتقد أنهم أكاديميون وقادرون على العمل الإداري (فقط) لكن العمل الأدبي والثقافي فهو بعيد عن خبراتهم المكتسبة ولعلهم ينجحون في الاستفادة من المثقفين والأدباء الحقيقيين الذين تمتلئ بهم الساحة الثقافية في جدة وفي غيرها!!

الثانية عبر فيها عن توقعاته تجاه الانتخابات قائلاً: لم أكن أتوقع أن تنجح « اللعبة الانتخابية « التي أدارها الأكاديميون بهذا الشكل , لاسيما وأن المثقف والأديب المنشغل بالهم الفكري والإبداعي والأدبي معروف ومعلن لكن الرياح - دائماً - تجري بما لا تشتهي السفن!!

والثالثة قبوله بالأمر الواقع عندما يقول: وطبعي جداً لي - كمثقف - قبل بمبدأ الانتخاب الحر والنزهيه أن يقبل بهكذا نتيجة وسيظل العمل الأدبي والثقافي محركاً ودافعاً لنا للاستمرار على المستوى الشخصي والثقافي وليس على مستوى المؤسسة الأدبية.

من جانبه أكد الإعلامي عبد الله الدوسي أحد أبرز المرشحين لمجلس إدارة نادي جدة الأدبي بأن الانتخابات كانت نزيهة ولكن هناك اختفاء لأقلام خدمت الثقافة والأدب مثل القاص عبد خال وغيره بسبب وجود بعض التحركات التنظيمية والتكتلات القبلية والأكاديمية التي سبقت الانتخابات التي جرت في النادي الأدبي، وقبلها يقيني بغياب ثقافة الانتخاب وضآلة الوعي في مجتمع كمجتمعنا.

وقال الدوسي بأن عملية التصويت على أسماء 45 مرشحًا الغالبية العظمى منهم أسماء غير معروفة ثقافيًا وليس لها دور في المشهد الثقافي والعطاء الأدبي، وحيث خلت من الوجوه الثقافية المعروفة في المشهد الثقافي والإبداع الأدبي ومن رموز الثقافة في جدة إلا القليل منهم.

وبيّن الدوسي أنه من المتوقع أن الأعضاء الجدد يمتلكون الخطط والأفكار التي تساعد على رسم خريطة جميلة للثقافة والأدب والفن.

وبالمقابل بدا د. سعيد المالكي - نائب رئيس النادي الحالي - هادئاً في تعليقه مبدياً تفاؤله بقيادة رئيس النادي د. عبد الله السلمي والذي وصفه بالرجل الواعي الأنيق المؤدب العالم ومعه بقية الإخوة والأخوات في مجلس الإدارة والتناغم الحاصل بين أعضائه، وأضاف أنه سيكون لنا إن شاء الله خلال الأسبوع القادم اجتماع يتم من خلاله وضع اللبنات الأولى، وأضاف أن الانتخابات لا تلبي حاجات الشخص ولكنها تلبي حاجات مجموعة اتفقوا على واحد، وامتدح المالكي الانتخابات وقال إنها كانت حرة نزيهة منظمة وأداء الوزارة مبدع وحضور د. ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية أضفى الشيء الكثير، مضيفاً أن كل ذلك يدل على أن العمل منظم بشكل كبير.

الإعلامي عبد العزيز قاسم وعضو مجلس الإدارة المنتخب قال: برأيي أن الحكم سابق لأوانه، لا بد من إعطاء المجلس الجديد فرصة لإثبات حضوره، وهل سينجح ويقوم بالحراك الثقافي المطلوب، ويحيل النادي لخلية نحل من الأنشطة والفعاليات، أم سيكون بما عهدناه في مراحل سابقة، لا يتعدى الحضور نصف الصف الأمامي، وانغلقت على مجموعة من فئة معينة، بات النادي لها فقط.. الإنجازات التي ستتحقق هي التي ستقول بأن هؤلاء حققوا التطلعات أم لا؟

وأضاف أقول لكل من يلمز زملاءنا، طالبتم بالانتخابات، وجرت بما رأيتم، فرجاء اقبلوا بمن وصل لموقع المسؤولية، وثقوا بأنهم إن لم يكونوا على قدر المسؤولية، فإن الناخب الذي أوصلهم، هو أول من سيسقطهم في الدورة القادمة، وأضاف قاسم ان هناك اتهامات كثيرة تعقب كل عملية انتخاب، وكانت ثمة تهمة بأن هناك تكتلا خفيا، وقال به صراحة رئيس النادي السابق وعضو مجلس الإدارة الحالي د. عبد المحسن القحطاني، وأنا من جهتي فأربعة من الإخوة الفائزين ألتقي بهم لأول مرة بحياتي يوم الانتخابات، بل لم أسمع عنهم أبدا، والحديث عن التكتلات الخفية، والترتيب المسبق والطعون في النتائج هي من لوازم مناخ الانتخابات، وأشاد بموقف د. عبد الله مناع عندما أجري التصويت في النادي في دورة سابقة ولم يحظ بالرئاسة قدم استقالته بكل هدوء، وأضاف إنني أتفهم أن يحتج أي أحد، وأن لا يرضى بأي نتيجة،، ولديه آليات رسمية يمكن أن يلجأ إليها للطعن، ولكن دون أن يتهم الآخرين بالتآمر والغدر.

يقول الكاتب والإعلامي بخيت طالع الزهراني إن الضجة التي أثارتها نتائج انتخابات النادي الأدبي بجدة في أوساط الإعلام المقروء، وبشكل خاص عبر المواقع التفاعلية كالفيس بوك وتويتر تعد ظاهرة صحية ومأدبة تحاور حضاري جميلة، إذا اتكأت على معطيات المصداقية والعمق والتحليل الأمين، واستغرب الزهراني قيام بعض إيحاءات الغمز واللمز في الوسط الثقافي، مما يمكن أن تصل إلى ذمم الناس وشخوصهم، أو إن يتم تجيير المناسبة لتصفية حسابات قديمة أو للشماتة بالآخر، مؤكدا من الجانب الاخر دهشته من صرخات عدد من المثقفين في جدة امتعاضا ودهشة من نتائج انتخابات النادي الأدبي بجدة، والتي رأى انه ليس لها ما يبررها.

د. فتحية عقاب أستاذ مشارك بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز تقول طالب المثقفون والمثقفات والأدباء والأدبيات في الأندية الأدبية بإجراء الانتخابات لأعضاء مجلس إدارتها لأنها إحدى آليات الديمقراطية ولتكون صورة من صور المصداقية والموضوعية في المشهد الثقافي، وتم تحقيق ذلك من قبل وزارة الثقافة والإعلام التي حرصت على تهيئة المناخ الديمقراطي من خلال خطواتها الإجرائية، والوقوف بكامل أجهزتها لدعم خيارات المثقفين والأدباء وأعضاء الجمعية العمومية، وهذا ما ذكره الوزير عبد العزيز خوجة.ولأنها تجربة جديدة، يخوضها مجتمعنا للمرة الأولى، وهو يفتقر لثقافتها، وحيثيات الفكر الديمقراطي المؤسس لها، أثيرت في أوساطه الأسئلة والتوجسات والمخاوف تجاه هذه التجربة، فالإنسان الطموح يسكنه النجاح وتحقيق الذات، وهذا ما يكرس عنده البحث عن الفوز والهرب من الخسارة، فهما مرهونان بمستوى ثقة الإنسان بنفسه وما يملكه من ثقافة تقبل الآخر ومحاورته، ولهذا كانت صعوبة تقبل نتائج الانتخابات إذا تعارضت مع العاطفة أو المنطق، وهذا ما حدث في انتخابات جدة حيث سقطت قامات ثقافية معروفة برؤيتها الناضجة، وانتماءها للنادي، وتواجدها الثري، ومشاركتها الدءوبة، ومخزونها الأدبي والثقافي الذي يراه الأعمى، وتشهد عليه أروقة النادي الأدبي الثقافي، لذا كان خروجها غير متوقع وقسري وحدث جلل في المشهد الثقافي.

مما دعا الكثيرين في التشكيك القوي بالانتخابات، والذهاب إلى نظرية المؤامرة والتزوير والطعن بنتائجها،

محمد علي قدس عضو مؤسس وأمين نادي جدة الأدبي الأسبق يقول: حماسنا الزائد للمشاركة في انتخابات نادي جدة الأدبي الأخيرة، لأيماننا بأهمية إعطاء الدور لجيل جديد من مثقفي وأدباء جدة، إلا أن ذلك الحماس تبدل بخيبة أمل، حين بدت قاعة النادي الأدبي قبل مغرب يوم ال إثنين الماضي وكأنها تخلو من الوجوه الثقافية المعروفة في المشهد الثقافي والإبداع الأدبي ومن رموز الثقافة في جدة إلا القليل منهم، كان واضحا عزوف الأدباء والمثقفين والإعلاميين عن المشاركة في انتخابات النادي، مبعث تلك المخاوف أن تكون نتائج انتخاب مجلس جديد مخيبة للآمال وعلى غير ما يتوقع أدباء جدة. وجرت عملية التصويت على أسماء 45 مرشحا الغالبية العظمى منهم أسماء غير معروفة ثقافيا وليس لها دور في المشهد الثقافي والعطاء الأدبي، عندها تذكرت إجتماع أدباء جدة ورموزها عند تأسيس النادي وإختيار أول مجلس لأدارته، وإختيار الرئيس والأغضاء وكانوا جميعهم من رواد الأدب في بلادنا ورموز مدينة جدة الثقافية وقد سرد تلك الأسماء الأديب المثقف د. محمد العوين في كلمته التي ألقاها قبل إعلان نتائج التصويت، وكانت النتيجة، بحق مخيبة، وقد توقع الذين انصرفوا عن المشاركة وقاطعوا الإنتخابات، أنها لن تكون في صالح أدباء جدة ومخيبة لآمالهم. وألقى الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للثقافة اللوم على اللائحة التي أدت لتغييب الأسماء المعروفة، وفوز الآخرين.

د. زيد الفضيل - كلتب وباحث :

لست من المناكفين للمجلس الحالي، وليس بيني وبين أعضائه الموقرين أي خصومة ثقافية، بل أنا على علاقة ودية بعدد منهم، كما لم أكن من المُرشحين لعضوية المجلس، بحسب ما أعلنته مسبقا في مقالي ما معايير الانتخاب في النادي الأدبي، على أني والحال كذلك أرغب بمعرفة ملامح مشروعهم المستقبلي للنادي، ليتمكن مثقفو العروس من تلمس طبيعة المرحلة القادمة

كما أني ومن بعد نتائج نادي مكة والمدينة، واليوم نتائج انتخابات نادي جدة. بدأ يتبلور في ذهني صورة ربيع ثقافي بملامح اليوم وتفاهماته، على غرار الربيع العربي السياسي، يجتاح أندية الغربية والطائف ليست ببعيدة عن ذلك.

تهنئتي للمجلس الحالي.

نبيلة حسني محجوب كاتبة صحفية: في البداية، لابد أن نحتفي بانتخابات أدبي جدة كتجربة ناجحة، وان اكتنفتها بعض العثرات نتيجة للثغرات في اللائحة وأخطاء في التطبيق، لكنها توجت بشفافية عالية وسلوك راق من أعضاء الجمعية العمومية مرشحين وناخبين، هذه حقيقة لا بد من إبرازها والتأكيد عليها وهي ليست غريبة على جدة وأبنائها، وما حدث داخل قاعة الاجتماع بعد انتهاء الانتخابات لاختيار الرئيس ونائبه، لابد أن تفصَل عن المناخ العام الذي جرت فيه الانتخابات، والتلقي الراقي الذي قوبلت به النتائج؛ لأن الأحداث الدراماتيكية التي صبحتنا بها الصحف في اليوم التالي هي التي أفسدت الحفل الانتخابي الجميل!

ثورة د. عبد المحسن القحطاني الرئيس السابق لأدبي جدة غير طبيعية ولا متوقعة إلا إذا كان ضامنا الفوز والبقاء على كرسي الرئاسة وهذا لا يتفق مع ديمقراطية الانتخابات وسرية التصويت وشفافية الاجراءات!

المفروض أن يكون د. عبد المحسن داعما لهذا النجاح والسلوك الحضاري الذي تمت فيه الانتخابات، وأن يكون سعيدا بحصوله على أعلى الأصوات لكن التمسك بالرئاسة أخرج د. القحطاني عن هدوئه المعتاد ودبلوماسيته المعروفة وأفسد الأمسية الجميلة بصراع الكراسي.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة