Thursday 24/11/2011/2011 Issue 14301

 14301 الخميس 28 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يتوالى فشل النظام السوري يوما تلو الآخر، فبعد فشله الموروث عن والده في إقامة أي عمل إصلاحي -حقيقي- للشعب السوري، فشل كذلك في إقامة كيان شعبي مدني متواءم مع متطلبات المرحلة واحتياجات شعبه. وبعد قيام الثورة في 15 مارس، فشل في أي احتواء ونجح في شق رقعة البغض والكره والضغينة، ليس لأنه لا يريد ذلك بل لأنه لا يستطيع فعل أي أمر إيجابي فمن تربى على القتل والتعذيب والتدمير والتشريد والاعتقال التعسفي لا بد وأن يخرج بهذه الأفعال المشينة، وتوقع أن إراقة الدماء وبشاعة التمثيل بالجثث ستوقف الشعب السوري عن ثورته، وأخطأ في القياس لأن الدماء السورية التي غطت الآن خارطة سوريا ستستمر إلى أن تنتصر، لأن العزيمة أمام استرداد الكرامة لا تقبل المساومة، وإن كان بشار الأسد لا يهمه موت الشعب -كله- ليبقى هو على مقعد الرئاسة، فإن الشعب قد رهن روحه قيد الشهادة في سبيل التحرر من جلاوزة الظلم وشبيحة الجور والرعب والتخويف.

فشل النظام السوري مستمر، حتى وهو على حافة السلم فأجزم وهذا بأمر الله -سبحانه وتعالى- أن أيامه باتت في العد التنازلي، وحينها لا يتوقع الأسد نهاية كنهاية معمر القذافي، لأن كل طاغية ستكون نهايته بقدر جرائمه، ونهاية القذافي -ثلج وبرد- بالنسبة لنهاية الأسد الذي سيدفع ثمن تاريخ وحشي (أسدي) زاد عن أربعة قرون.

فشل النظام السوري لا ينحصر في تلك الأفعال وحدها، بل حتى في تخبطه الإعلامي فكل أبواقه لم أجد فيهم متحدث واعٍ واحد، مع العلم أن سوريا تشتهر بالثقافة والمثقفين، وتاريخها الثقافي يمتد لقرون رغم حالة الانحدار التي عاشتها تلك البلد العريقة في العقود الأخيرة إلا أن هذا لم يؤثر على ثقافة السوريين الذي تجد صغيرهم قبل كبيرهم يملك في ذهنه بحوراً من الثقافة وسعة الاطلاع. استشهد في هذا السياق كثيرا بأهل الفن في سوريا، إذ أنه في الغالب حينما نسمع أو نقرأ لفنان نجد ثقافته ضحلة، عدا فناني سوريا. مع ذلك لم يتمكن النظام السوري من استئجار ولو شخص واحد متمكن سياسياً وثقافياً ولديه القدرة على الحديث بأسلوب -مؤدب- فكل من خرج رافعاً بوق الدفاع الفاشل لا يختلف كثيراً أسلوبه وهمجيته عن -الشبيحة- الذين يجوبون الشوارع يقتلون وينحرون ويمارسون أبشع الجرائم يومياً. ومثالاً على ما ذكرت، وليس حصراً لأن الأمثلة كثيرة وتحتاج إلى كل ورق العالم لرصدها، ما شهدناه قبل أيام على قناة إم تي في اللبنانية في لقاء جمع المدعو فايز شكر التابع لحزب الله، مع مصطفى علوش عضو كتلة المستقبل، سبحان الله شتان ما بين الأول والثاني، لم يتمالك الأول نفسه أمام النقد الموضوعي للنظام الأسدي، فلم يجد إلا كأس الماء ليقذف بها المتحدث الذي أمامه، لم أتفاجأ بصراحة فهذه أخلاق القوم وهذا هو أسلوب الشبيحة! هذا عدا ردح يوسف أحمد وشريف شحادة وبقية الجوقة.

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
الفشل السوري الموروث
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة