ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 16/01/2012/2012 Issue 14354

 14354 الأثنين 22 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

محبة الله
نواف بن توفيق العبيد

رجوع

 

حينما تسأل كل مسلم هل تحب الله جل وعلا؟..

سيقول وبكل ثقة ودون تردد نعم.. لأنه يعلم أن هذا الأمر معلوماً من الدين بالضرورة، فلا يمكن أن يتم إيمان عبد بدون هذا الأمر، لقوله عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين).

وقوله صلى الله عليه وسلم في حلاوة الإيمان: (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.. الحديث).

ولكن السؤال الأهم من ذلك:

ما دليل محبتك الله؟..

لأنّ الكل يدعي هذا الأمر فالموحد والمبدع، بل ربّما الكافر يدعي محبة الله ستجد أن الغالب يتوقف عند الجواب على هذا السؤال، لأنه ربّما كان في السؤال شيء من الغرابة، فهل محبة الله تحتاج إلى إثبات ودليل؟..

الجواب:

نعم.. ألم تسمع إلى قول الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}، فعلق الله جل وعلا محبته بإتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن لم يطع الرسول صلى الله عليه وسلم ويهتدي بهديه ويتقرب إلى الله جلا وعلا عن طريقه فإنه لا يحب الله وإن ادعى محبته سبحانه وتعالى؟..

وقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، فمن لم يكن ذلك فإنه لم يسع إلى محبة الله جل وعلا، وغير ذلك من الآيات الدالة على هذا الأمر.. فمحبة الله جل وعلا من أعظم الأمور التي يجب على كل مسلم الحرص على نيلها، فتلك المنزلة منزلة كبيرة، لا يمكن الوصول إليها عن طريق الادعاء باللسان دون العمل والبذل والمجاهدة للنفس والشيطان، فكما أسلافنا يمكن لكل شخص أن ينطق بمحبة الله سبحانه وتعالى بلسانه ولكن العبرة بقوله صلى الله عليه وسلم (البينة على من ادعى).

فإذا كان الأمر كذلك فقد يتوارد على البال..

كيف للإنسان أن يثبت محبته لله جل في علاه؟..

الجواب:

تنال محبة الله وتثبت بتوحيده سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة ونفي الشريك عنه والإيمان بأسمائه وصفاته دون تحريف أو تعطيل وسؤاله بها، وإخلاص العمل له جل وعلا، وتصديق أنبيائه -عليهم السلام- ومحبتهم والتصديق بجميع كتبه والإيمان بقضائه وقدره، واتباع سنة محمد -صلى الله عليه وسلم-، والسير إلى الله عن طريقه، فكل الطرق غير طريقه مغلقة لا يمكن الوصول إلى الله بها، كذلك الدفاع عن دين الإسلام والدعوة إليه، لأنه الدين الحق الذي لا يقبل الله سواه: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ}.. والصبر على الأذى فيه، والبراءة من أعداه من المشركين والمنافقين وعدم موالاتهم ومحبتهم، فكيف يمكنم الجمع بين محبة الله ومحبة أعداه قال تعالى: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَُ}.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة