قيَّض الله سبحانه وتعالى بدعوة كريمة من الإخوان في إدارة سجون منطقة القصيم أن أكون ضمن الحضور في الحفل الذي أقامه نزلاء الجناح المثالي في سجن بريدة بمناسبة اليوم الوطني للمملكة. ولقد كنت في قمة السعادة وأنا أتابع فقرات الحفل الذي كان مميزاً في كل تفاصيله وجزئياته. وقد رغبت أن أسجل انطباعات وأعرضها موجزة فيما يلي ليطلع عليها الجميع:

1- تشريف الحفل بحضور أعلى سلطة في المنطقة، وأعني هنا صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم وسمو ونائبه -حفظهما الله تعالى- وهذا له دلالات كثيرة أهمها اهتمام ولاة الأمر -حفظهم الله تعالى- بهذه الفئة الغالية من أبناء هذا المجتمع وتشجيعهم ليعودوا بعد قضاء محكوميتهم أفراداً صالحين يساهمون في بناء مجتمعهم وأسرهم. الدلالة الأخرى التي لا تقل أهمية هي انعكاس هذا الحضور والرعاية على نفسيات ومعنويات هؤلاء الشباب أثناء الحفل وفي مستقبل أيامهم. وقد رأيت ذلك جلياً على وجوههم حيث علت ابتسامة الرضا محياهم، وكأني بهم يعاهدون أنفسهم بأن يكون وجودهم هنا هو بداية لانطلاقتهم وتميزهم.

2- ارتجل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم كلمة كانت في الحقيقة شاملة وضافية، أثنى فيها على هذه الفئة في المجتمع، الذين زلت بهم الأقدام ليستقروا في هذا المكان، وعلى ما قدموه خلال الحفل، وأكد لهم بأن وجودهم هنا إنما هو للإصلاح والتهذيب ومعالجة أخطاء الماضي، كما أكد أهمية متابعتهم بعد خروجهم حتى ينخرطوا كشباب عامل منتج ليكونوا لبنة صالحة لأسرهم ومجتمعهم.

3- عند التجول في عناصر ومكونات هذا الجناح المثالي من صالات فسيحة ومهاجع مريحة وأماكن ترفيه وغير ذلك، لا تملك إلا الدعاء لصاحب الفكرة ولمن جعلها واقعاً ملموساً وللقائمين عليها هذه التجربة الناجحة التي لا أظن أن نجاحها خافٍ على كل القائمين على مثل هذه الإصلاحيات، وبالتالي فإن تعميمها وإيجاد أجنحة مشابهة لها في كل إصلاحيات المملكة سيكون انعاكسه إيجابياً وفوائده غير محدودة، فالنزلاء في السجن العام تجدهم يتنافسون للحصول على مكان في هذا الجناح وفقاً لشروط انضباطية معينة.

4- كلمة إعجاب وتقدير لكل القائمين على تنظيم الحفل خاصة أو الإشراف على الجناح المثالي عامة ابتداءً من مدير عام سجون القصيم العميد صالح القرزعي وانتهاءً بالمشرف الديني على الجناح الشيخ حمد الصقعبي مروراً بجميع العاملين أفراداً وضباطاً على هذا التميز والنجاح، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما يقدمونه في ميزان حسناتهم، وأن يكون التوفيق حليفهم، وأن يبارك في جهودهم، إنه سميع مجيب.

* رئيس مؤسسة الشيخ ابن عثيمين الخيرية