ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 16/01/2012/2012 Issue 14354

 14354 الأثنين 22 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

في زمن مضى نرى المشاركة الزوجية حاضرة بين الزوجين؛ ففي البادية حيث تشارك المرأة زوجها في الرعي وتربية الأغنام وحلبها واستخراج الصوف منها وغزله وصناعة الأقط وغيرها من المنتوجات المتعارف عليها في البادية، كذلك لها حضور قوي في الزراعة حيث تشارك المرأة زوجها في السقيا وتقليم الأشجار وجني الثمار من أشجار النخيل والفواكه، إضافة إلى عمل تشكيلات من عسبان النخيل مثل السلات والمكانس وأغطية الرأس.. هذه الأعمال التي أشرت إليها يؤديها الزوجان دون حياء وحساسية، ومتعارف عليها من الجميع، بخلاف عصرنا الحاضر الذي بدأ فيه العقوق للمشاركة الزوجية، وأعني بذلك الزوج على وجه التحديد، الذي تنكر لما حصل في بيئته في وقت ليس ببعيد عندما كانت المرأة مضحية بوقتها وصحتها في سبيل مساعدة زوجها؛ فأصبح بعض الأزواج في عصرنا الحاضر يطلبون من المرأة كل شيء، ولا يتيحون أن يعطوها كل شيء، فأحياناً عندما تطالب ببعض الحقوق يعتبرون ذلك مخالفة شرعية وتقليداً لبيئة غربية، وهذا يدل على الجهل بحقوق المرأة في الإسلام الذي كفل لها حقوقها كلها التي تضمن لها الحرية والعيش بطمأنينة واستقرار. ونبي هذه الأمة، نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - جعل المرأة نصب عينيه، وكرمها غاية التكريم، وقدمها على الرجل في الحقوق ثلاثاً، كما ورد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث سأله سائل: من أحق الناس بصحبتي؟ قال «أمك، ثم قال أمك، ثم قال أمك، ثم قال أبوك». هذا الحديث يجسِّد شأن المرأة ومكانتها في الإسلام، وفي الوقت نفسه يعطي رسالة للرجل في القبول والسمع والطاعة للالتزام بالتوجيه الرباني {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم، فالسيدة عائشة، زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأم المؤمنين - رضي الله عنها - رسمت الصورة التي يراها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المرأة المسلمة؛ لهذا نرى تعلقها بالعِلْم وعن قرب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث روت الكثير من الأحاديث مباشرة، وتفاعلت وواجهت الكثير من المواقف التي تعرض لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتي واجهها بالحكمة والصبر. ولا شك أن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تُعتبر النموذج الأول للمرأة التي قدمت نفسها إلى هذه الحياة من خلال العلم، ويكفي تكريمها من الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما قال «خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء». والدين يشمل كل ما له علاقة بحياة اإنسان (مادية ومعنوية وسلوكية وعاطفية واجتماعية، وكذلك ارتباط الإنسان بالدنيا والآخرة)؛ لهذا عائشة، أم المؤمنين، نوَّرت أمتها المسلمة بصور المشاركة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي يحيط بها أهل بيته عندما قالت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنه في خدمة بيته فإذا أذن المؤذن كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه». أيضاً المشاركة الوجدانية لرسول الله لأهل بيته عندما كانت السيدة عائشة تنظر إلى الأحباش وهم يغنون والرسول - صلى الله عليه وسلم - رافعها فوق ظهره؛ لتشاهدهم، وتسمع إليهم. هذان المشهدان الأول منهما يوضح مشاركة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأهل بيته، وهي شاملة، لم تُحدَّد بعمل معين، والمشهد الثاني المشاركة العاطفية والوجدانية، التي أسست بما يعرف بالرومانسية في عصرنا الحاضر؛ لهذا ليس عيباً أن يشارك الزوج زوجته في الطهي وغسل الملابس وتنظيف البيت والمساعدة في تدريس الأبناء، كذلك إتاحة الفرصة لها لحضور المناسبات العائلية والمدرسية والقيام بالجلوس مع أبنائه أثناء غيابها خارج المنزل.

ولا شك أن قيام الزوج بهذه الأدوار لا يقلل من قيمته بل بالعكس يوجِد أُلفة ومحبة بين الزوجين، ويخفف من الضغوط التي تواجهها المرأة داخل البيت، الذي - بلا شك - سوف ينعكس على الأبناء؛ لينعموا بحياة سعيدة.

 

المرأة والمشاركة الزوجية
منصور ابراهيم الدخيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة