ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 22/01/2012/2012 Issue 14360

 14360 الأحد 28 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

الفيصل هيبة وتواضع!
متعب صالح الفرزان

رجوع

 

يقول إبراهيم بن خميس - رحمه الله - في كتابه (أسود آل سعود): إن الحديث عن مزايا الملك فيصل بن عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- وصفاته النبيلة وخصاله الحميدة لست أنا وحدي الذي انفرد بمعرفتها أو السماع عنها، بل إنها الحقائق التي يعرفها الجميع.

الخصال الحميدة قد يكتسبها المرء بالتعود وإلزام النفس بالتمسك بها، وقد تكون طبعاً أصيلاً من طبائعه وهبة من الله عزَّ وجلَّ، والفارق بين الطبع والتطبع يعرفه الجميع وخصال فيصل أصيلة. إنها طباع حباه الله بها، واعتاد الناس عليها، حتى أنك لو عددتها أو رويتها من دون ذكر اسمه لعرف السامع أنك تتحدث عن فيصل بن عبدالعزيز، تواضع شديد في الملبس والمأكل، بل وفي الحديث.

وزهد في مظاهر السلطة والعظمة والأبهة يصل إلى حد النفور من كل تمييز للنفس عن الغير اللهم إلا في الحالات الاستثنائية التي تقتضيها الرسميات والبرتوكول، ومراعاة مشاعر الآخرين واحترام آرائهم ولو كانت مخالفة لرأيه، إنها دون ريب النتيجة المنطقية للثقة الكاملة بالله ثم بالنفس.

كان - رحمه الله - بابه مفتوحاً للجميع، لا تعقيدات، ولا عقبات، ولا قيود، ولا شروط، يستقبلك بابتسامة هادئة وكلمات صادقة تشعرك بالاطمئنان والثقة في تحقيق ما قدمت من أجله ما كان إلى ذلك من سبيل، وكما في المكتب وفي الطريق، لا حائل أو حاجز يحول بين الناس وبينه في المساجد، لا مقصورة خاصة لفيصل ولا مكاناً خاصاً يحجز خالياً حتى حضوره، بل إنه ليجلس في أول مكان خال يجده بين صفوف المصلين، مسكن لا يمتاز عن غيره، بل تمتاز بيوت الكثيرين عنه بالضخامة والأبهة وفاخر الأثاث، ولكنه يقيناً يتميز عن غيره في شيء واحد هو مائدة الطعام التي يترأسها ظهيرة وعشية لا لعظمتها ولا لندرة أدواتها وغرابة أثاثها أو فخامتها، بل إنها مائدة عادية إلا أنها تتسع لأكثر من مائة يشاركونه الغداء أو العشاء، أكثر من مائة لا تستطيع أن تميز بينهم الضيف أو الغريب أو الأمير أو الوزير أو طالب الحاجة أو الخَوي أو الكاتب الصغير، إنها مائدة الجميع، لا حاجب يسأل أو يحجز أو يمنع، فالمائدة العامرة لكل من حضروا وقتها وما من أحد يعد نفسه ضيفاً وهو على مائدة فيصل.

وفي بيته سيارة عادية لا فرق بينها وبين سيارات الغير، لا رقم خاصاً، ولا لون مميزاً، ولا علامة تفرق.

وعلى ذكر السيارات يقول إبراهيم بن خميس - رحمه الله: عندما نُصب ولياً للعهد بعد وفاة أبيه - عبدالعزيز رحمه الله - وكان فيصل في زيارة لإحدى الأسر الخليجية، فقال له بعض الحضور على سبيل المداعبة: سيارتك هذه يا فيصل لم تعد لائقة لك بعد أن أصبحت ولياً للعهد! وأجابهم فيصل: (بسيطة إذا كان ولي عهدكم فيصل بن عبدالعزيز فأنا فيصل بن عبدالعزيز، أما إذا كنتم تريدون لولاية العهد سيارة فخمة فما عليكم إلا أن تشتركوا جميعاً في قيمتها وتشتروها وتضعوها في إحدى «كراجاتكم» وأن تحافظوا عليها من الغبار).

يقول إبراهيم بن خميس: تقدمت إلى فيصل ذات يوم بشكوى خاصة تتعلق بخلاف أحاطت به ظروف جعلتني أعتقد أني مُعرض للظلم لا سبيل إلى اتقائه أملاً أن يتدخل في الأمر ليروّع المختلفين معي بعدما شرحت له ما أردت، فقال بالحرف الواحد: (يا إبراهيم.. أنت وغيرك عندي في هذا السبيل سواء، وهذه أمور تجارية، فعليك إذا كان لديك ما يثبت حقاً لك أن تقدمه للسلطة المختصة وأنا وراء ذلك الحق إن كان لك فستأخذه مهما كانت الظروف، وإن كان عليك فسآخذه منك لغيرك، أما إن كان خصمك من أجهزة الدولة فبالإمكان النظر في الأمر).

المرجع: كتاب (أسود آل سعود)

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة