ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 23/01/2012/2012 Issue 14361

 14361 الأثنين 29 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

مع بداية عام جديد, يتطلع البعض لتوقعات الفلكيين. وفي كل عام لابد أن تصادف عبارة «هذه السنة ستتخلص من علاقات غير مجدية». قبل ثلاث سنوات تقريباً كانت من نصيب برج العذراء, فيما فاز بها الثور هذه السنة. فبغض النظر عن صدق المنجمين أو كذبهم, كيف يمكن في هذا الزمن أن تكون صديقاً مجدياً, حتى لا يطالك الجرد السنوي, حسب نبوءات المنجمين؟ وهل هناك حقا دورة حياة للصداقة؟. بحيث يمكننا التنبؤ بعمرها من خلال دراسة أسباب نشوئها مثلا, تماماً كما يدرس جذع شجرة ليُعرف عمرها. في هذا الوقت الذي أصبحت العلاقات أقل دفئاً, وفي ظل المدنية, والشبكات الاجتماعية, وبرامج التشاتنغ. تغيرت معايير الصداقة ومتطلباتها, واختلفت عن السابق كثيراً, بعد أن كانت تلك المنطقة الدافئة بين شخصين, منطقة للبوح والمؤانسة, أصبحت صداقة الهم المشترك, والمصلحة المشتركة والعدو المشترك أيضاً. ولي هنا أن أستنجد بقول امرئ القيس «إن الغريب للغريب نسيب» كمثال للهم الذي سيكون بمثابة جسر الوصل. فهل تنهار العلاقة لو أن الجسر انهدم؟.

ستقدم لك كتب تطوير الذات طرقاً ذكية ومتطورة لاكتساب الأصدقاء, في كتب هي الأكثر مبيعاً في أمريكا, لكني أوفر عليك الطريق, وأختصر عليك قراءة تلك الكتب: هي تقول لك, ابتسم, وامتدح.. وساعد الناس!.. لقد سطّحت معنى الصداقة!. حتى أنهم في اللغة الأجنبية يطلقون صفة «فرندلي» على كل من كان لطيفاً واجتماعياً وخدوماً. حسناً.. أولئك الجادون والمحبون للخلوات والتأمل أليس لديهم أصدقاء؟!.

أنا مثلاً لا أحب تلك الوجوه التي تبدو عليها ابتسامة بلهاء مزيفة طوال الوقت, وأميل لتلك التعابير الحقيقية, هؤلاء تكون ابتسامتهم أعذب, لأنها نادرة لكنها غزيرة كمطر صحراوي!.

الآن أصبح الأمر معقداً, وأنت يلزمك أسباب كثيرة لتحظى على أكبر عدد من الأصدقاء المهاجرة, أقول هكذا لأنهم أشبه بالطيور المهاجرة!. يكونون في حالة بحث دائب عن المنفعة والجدوى!. مهمّة الصديق الآن تشبه مهمة المسوقين وموظفي الاستقبال: لابد أن تبدو أنيقاً ومبتسماً وخدوماً دائماً. وأن توهم الزبون - الصديق بأنه دائماً على حق!. فلو تعرضت لطارئ نفسي وتكدر صفو مزاجك, أو تعرضت لنكسة مادية فتعذر عليك أن تمطرهم بالهدايا والخدمات, أو تبينت لك رؤى, وآفاق أخرى فصرت لا تشترك معهم في حب شخص ما, أو كراهة آخر.. فأنت بالقطع ستصبح غير مجدٍ, وسوف تخرج ماغي فرح من صندوق الساعة لتنبه صديقك أنه حان وقت الحصاد!.

إني أشفق على كل من لم يحظ على صديق حقيقي, أو لم يقدر معنى الحب غير المشروط. لأنه لا يدرك أن الحب غير قابل للتفسير والضبط والتنظير.. لأنه يبحث دائماً عن سبب أو مصلحة. لهذا ما يمكننا أن نجد سبباً لبنائه سوف تجد لنا الحياة سبباً لهدمه.

فـ{الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}.

 

إني أرى
سوف تخرج ماغي فرح من صندوق الساعة!
كوثر الأربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة