ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 16/02/2012/2012 Issue 14385

 14385 الخميس 24 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

يروي لي أحد الأصدقاء، بأنه كان مع صديقين له في رحلة طويلة بالسيارة إلى جازان، ولأن السفر البري طويل وممل، دخلوا في نقاش وجدال حول أكبرهم عمراً (الفراغ يفعل أكثر من ذلك)، ولأن الجميع يخفون أعمارهم، وليست المرأة وحدها، قرر صديقي أن يخرج كل واحد من الثلاثة بطاقة الأحوال التي تخصه أمام الجميع، كي تتم مقارنة أعمارهم علناً، دون كذب ولا مواربة. المهم أنهم حينما أخرجوا بطاقاتهم، اكتشفوا أنهم في عمر واحد، يا للغرابة، حتى لا توجد بينهم أيام ولا ساعات، وكأنما ذلك إحدى قصص كافكا الفانتازية، فكلهم كانوا من مواليد 1رجب 1379 من الهجرة، فما حكاية مواليد 1-7 في السعودية؟

بكل أمانة، لا أجد مبرراً واحداً لحكاية توحيد تواريخ الميلاد لجميع الشعب، خاصة الجيل القديم، قبل الولادة بالمستشفيات وتسجيل الولادة باليوم والساعة، فهل هذا اليوم يرتبط بميزانية البلاد؟ طبعا لا، هل هو يرتبط مع توحيد المملكة، طبعاً لا، هل هو يرتبط بفتح الرياض مثلاً، أيضاً لا، بل وحتى لو ارتبط بإحدى هذه المناسبات لا يعد تبريراً إطلاقاً لتوحيد يوم ولادة السعوديين جميعهم، وكأنما الأمهات آنذاك لا يلدن إلا في يوم 1-7 من كل عام.

أحياناً حين أفكر، تنتابني نوبة ضحك، وأنا أقول لو كان التاريخ بالميلادي مثلاً، وأصبح كل الشعب السعودي مولود في 1 يوليو، وكلهم من برج السرطان، رغم أنني لا أؤمن بالأبراج غربيها ولا صينيها، ولكن تخيلوا أن الشعب السعودي الرائع يؤمن بذلك، وأنه يؤمن بخصائص الأبراج، ويقتنع بأن من خصائص برج السرطان أنه هادئ ومسالم ورومانسي، ويقتنع بأن الشعب السعودي بأكمله شعب رومانسي (قوية شوي)، وتخيلوا أن كل فرد يقيم حفلة عيد ميلاده في اليوم ذاته، كم هي غريبة أن يحتفل الشعب كله بيوم ميلاده، فعادة الشعوب أن تحتفل بمناسبة وطنية، كتحرير الوطن من احتلال، أو الانتصار على عدو، أو ما شابه، لا أن تحتفل بعيد ميلاد الشعب!

أحياناً أشعر أننا سنصل يوماً بمواليد 1-7 إلى عزل فئوي، كمواطني 48 مثلاً، فنجد في الإعلانات: على مواطني 1-7 التقدم إلى دائرة الأحوال المدنية، وعلى مواطني 1-7 مراجعة مديرية الجوازات، وهذا الأمر لا ينطبق على مواطني 1-7 ومن في حكمهم... إلخ.

بعيداً عن السخرية والتندر بهذا الأمر الغريب، أفكر أحياناً، لماذا لا يسمح نظام الأحوال المدنية بحريّة تحديد يوم ميلاد كل مواطن من مواطني 1-7 كي يقرر مصير يومه؟ لماذا لا يترك الأمر للمواطن بشأن اليوم، على أن لا تتغير السنة في بطاقته، حتى لا يظهر لنا من هؤلاء من يريد (تصغير) عمره، فيرمي عشر سنوات خلف ظهره، كي يبقى موظفاً حتى سن السبعين عاماً، فأعتقد أن تغيير اليوم والشهر فحسب لا يؤثر كثيراً، لكنه يخرج مواطني 1-7 من مأزق توحيد الأعمار، صحيح أن ذلك سيسبب ازدحاماً كبيراً، لأن جيل الستينيات وما قبلهم، هم ممن دونت تواريخ ميلادهم باليوم ذاته، لكن الأمر سيحسم هذا الاستخفاف، ومسخ الإنسان الذي لا يعني مولده شيئاً.

وبذلك ستزول نكتة أننا لو وقفنا أمام الشعب السعودي، وصحنا بهم: مولود 1-7 يرفع يده؟ لوجدنا نصف الشعب يرفع يده، ليس تحية للعلم والنشيد، وإنما للتناسخ والتشابه المفروض عليه!

 

نزهات
مولود 1-7 يرفع يده؟
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة