ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 11/04/2012/2012 Issue 14440

 14440 الاربعاء 19 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

أعلنت وزارة التعليم العالي إنشاء الجامعة الالكترونية، وذلك بغرض تقديم برامج التعليم عن بعد عبر وسائط إلكترونية، وجاء في تفاصيل الإعلان بأنها ستبدأ العام القادم بعدد محدود من البرامج وستحل محل برامج الانتساب والتعليم عن بعد القائمة حالياً بالجامعات. التعليم عن بعد سواء سمي بالانتساب أو الالكتروني أوالمفتوح يعد أحد صيغ التعليم المنتشرة في العالم ويقدم بطرق مختلفة مع كون الفكرة الرئيسة تتمثل في عدم ضرورة حضور الطالب إلى الجامعة والحصول على المواد التعليمية عبر وسائط مختلفة، أهمها الوسائط الالكترونية من انترنت ومحاضرات الكترونية سواء مباشرة أو مسجلة وقراءة ذاتية، إلخ.

بعيداً عن التفاصيل التقنية والتعليمية فإن هذا النوع من التعليم تقدمه بعض الجامعات السعودية ومع التطور التقني في وسائط الاتصال تزداد كفاءة وخبرة فيه. وأحد أسسه التي يغفل عنها البعض تتمثل في أنه يعتمد على برامج أكاديمية قائمة يتم تأسيسها ومصطلح الكتروني أو عن بعد ما هو إلا ممثل لوسيلة وطريقة تقديمه. وبالتالي فإننا لا نجده شائعاً وجود جامعات الكترونية متميزة مستقلة بذاتها عن برامج أكاديمية قائمة. على أن بعض الجامعات قامت بإنشاء اتحاد بينها يسهل نقطة الوصول للمتلقي لبرامجها المختلفة ويسهل تشاركها في استخدامات التقنيات ذات العلاقة. مثال ذلك اتحاد جامعات جنوب داكوتا الحكومية الست.

فكرة الجامعة المفتوحة أو الالكترونية (كما تم تسميتها وربما يحتاج الاسم مراجعة لغوية وعلمية) فكرة جيدة لتنويع مصادر التعلم وإتاحته لكافة شرائح المجتمع، لكننا لا نرى إلغاء ما هو قائم من برامج الانتساب والتعليم عن بعد التي تقوم بها الجامعات حالياً، وبالتالي فقد سنوات من الخبرة. إضافة إلى ذلك، فإن تأسيس الجامعة الالكترونية لبرامج جديدة يعني أنها تحتاج هيئة تدريسية لإعداد مناهج جديدة وبدلاً من أن يمنح خريج برنامج التعليم عن بعد شهادة من جامعة ما معروفة وذات خبرة ، سيمنح شهادة من جامعة الكترونية قد لا تعترف بها الجهات التوظيفية.

الجامعة الجديدة في حالة إلغائها برامج الانتساب والتعليم عن بعد القائمة حالياً ستقلص مساحات التنافس والتنوع بين الجامعات في هذا الشأن، وبالتالي تؤثر على محفزات الجودة، كما ستصعب على منسوبيها الطلاب حضور الامتحانات (التي تتطلب الحضور) وبعض المحاضرات التي تسمح بها بسبب تمركزها. كما أنها ستضع أعباء وتكاليف مادية جديدة كبيرة على التعليم العالي؛ لأنها ستبدأ من الصفر وستخسر إمكانات الجامعات القائمة.

أقترح إعادة دراسة تفاصيل عمل وطريقة أداء الجامعة الوليدة، وتحديداً أطالب بأن لا تكون على حساب إلغاء برامج التعليم عن بعد والانتساب بالجامعات، بل أن تكون سنداً لها بالتحول إلى ما يشبه إتحاد برامج التعليم عن بعد مثل ما هو حاصل في تجربة جامعات جنوب داكوتا المشار إليها أعلاه، بحيث تقدم الدعم التقني للجامعات وتشكل بوابة الكترونية موحدة للقبول فيها ولتوحيد أوتنسيق طرق التعليم عن بعد الإلكترونية، فهذا أجدى. بمعنى آخر أن تكون جامعة مساندة لما هو قائم بالجامعات وليس جامعة مستقلة بتنفيذ برامجها الأكاديمية.

يجب أن نتذكر أنه لا يوجد نموذج واحد في شأن التعليم العالي الإلكتروني والعبرة ليست بالمسميات الكبيرة والجديدة وبالميزانيات الضخمة، بل بوجود الرؤية والهدف الذي نرجوه من مثل هذه الجامعة.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
الجامعة الإلكترونية: وجهة نظر
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة