ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 16/04/2012/2012 Issue 14445

 14445 الأثنين 24 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

ثمة نصوصٌ لا يخذلك عندها الإلهام، ولا تتعب كثيراً في أن تتنقل بين أفكارها طيفاً طيفاً.

ذلك باختصار ما يحدث عندما تكتب عن شيخ الأندية السعودية نادي الشباب.

فالشباب نخلة نجدية ساهم في سقايتها كل منتمٍ لوطن الشمس والماء والتمر، حتى إن أينعت عاماً وراء عام، ذهب «خلاصها» حلواً هنيئاً في فم كل متذوق لتراث وعمق وتاريخ هذه الأرض الطيبة.

هل عيروا الشيخ بالعقم، أم بتبني العيال؟

الشيخ الوقور الذي لفظ الخبث وأعاد كتابة التاريخ بيده لا بيد عمرو، ظل طوال عمره ينجب، لكنه ينتقي أبناءه وينميهم، حتى إذا ما شبوا واستطالوا، صار أحدهم بألف مما يعد معيروه.

إن أنعمت النظر، يمنة ويساراً، فثمة أتباع ومقلدون لكل الفرق، حشدتهم السنون لأنهم وجدوا آباءهم على أمة، فاقتدوا بهم مقلدين يرثون الـ»تشجيع»، أما أبناء الشباب، فإنهم يظهرون كما يظهر المثقف في بني قومه، مختاراً مقتنعاً، وواثق الرؤية بطلاً.

إن محبي الشباب، وحدهم الذين ذهبوا إليه طوعاً واقتناعاً حتى صار عشقاً لا يضاهى، فتجدهم أنى وليت وجهك في هذا الوطن المبارك نخباً تتلألأ حباً وإخلاصاً لقضيتهم.

قبل سنوات خلت، قال الأديب اللغوي الأريب الأديب أبو بكر بن دريد يصف الشيب:

فكان كالليل البهيم حل في **** أرجائه ضوء صباح فانجلى

وشيخ الأندية السعودية، يأخذ من وصف بن دريد الكثير، إلا أنه لا يخشى المشيب، بل ظل شباباً يبدل جلده آناء الحب وأطراف الفن.

في الملاعب هو الشاب النحيل الذي لا يشق له غبار، وخيل لا يكبو له حافر، وأما في صفحات التاريخ فهو الشيخ الوقور المهيب المتعفف.

إنما الأمم بشبابها، وإنما الكرة السعودية بشيخها، رأينا رأي العين ماذا فعل الشباب في ربيع العرب، كما رأينا شيخ الأندية هنا كيف ظل طوال سنواته ينشر الربيع، ويؤتي ماءه سحاً غدقاً على صحراء الكرة السعودية منذ أن خرج أولاً للدنيا في العاصمة الرياض، باسم شباب الرياض.

إن مشكلة الشباب الأزلية «عند شانئيه»، أن خصومه لا يجدون له ذراعاً تلوى، ولا كعباً تقتله، ذلك لأنه يظل ركناً حصيناً يذهب إليه المقتنعون الواعون فقط.

أما من ناصبوه العداء، فليرحم الله ضعفهم، وإن غرتهم كثرتهم، وليقل الله عثرتهم في حق الشيخ الوقور، الذي ساق بعصاه الفرح هدية كريمة معتادة لمحبيه، وترك للتاريخ أن يعيد ويكرر، إنه الشباب يا سادة.

كتبها من كان في عجلة من أمره، مر سريعاً على تاريخ قومه فرأى فيهم شاباً يعرفه منذ عقدين ولا يشيخ، فأحب أن ينصفه، فـ لله درك ياشباب.



alhazzaa@elaph.com - @youssefalhazzaa
مدير تحرير صحيفة إيلاف في الخليج
 

كما يخطو الشيخ الوقور، أكتب حباً وشباباً
يوسف الهزاع

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة