ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 10/07/2012 Issue 14530 14530 الثلاثاء 20 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الذين يستسلمون، مُدمنين، لجاذبية وإغراء الإنترنت، طوال معظم ساعات الليل والنهار، يستخدمون اللغة لتفريغ الإنسان من.. الواقع، فتحولوا مُصابين بالتهاب في الحقيقة، بعد انهيار الجدار الأخير لإطلال الروح، التي تتفكك وتنفصم، وتوشك على الاندثار،

عبر الفايسبوك والتويتر والبريد الإلكتروني والهواتف الذكية..

دراسة أجرتها (جامعة بوث) لإدارة الأعمال في شيكاغو، كشفت عن أن “إدمان التغريد عبر موقع تويتر أو تفقد البريد الإلكتروني، أكثر خطرًا من إدمان الدخان والكحول”، وذلك في بحث خاص عن قياس قدرة البشر على “مقاومة رغباتهم”، بلغ حدّ المقارنة بين النوم وممارسة الجنس، وبين رغبة الناس في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وبينت الدراسة أن “الرغبة في تناول القهوة أو التدخين أو الكحول سجلت معدلات منخفضة، مقارنة بالرغبة في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي”، التي باتت متوافرة بسهولة، ومن الأصعب مقاومتها، نظرا إلى أنها توفر للمستخدمين شعورًا بأنها رغبة لا تكلفهم كثيرا.

“وكالة الصحافة الفرنسية” سلّطت الضوء على المدوّن الفرنسي (تيري كروزيه)، 48 عاما، الذي ابتعد عن “شهيته التكنولوجية”، بعد سنوات من إدمان الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أنه خاض “عملية فطام جذرية لايستطيع القيام بها سوى قلة من مدمني الإنترنت”.

المدوّن الفرنسي المُدمن اضطر إلى الإقدام على خطوته الجريئة في أعقاب نقله إلى المستشفى لإصابته بنوبة قلق ناتجة من “إرهاق تكنولوجي”، قرر على أثرها الابتعاد عن “كل ماله علاقة بالبريد الالكتروني و التويتر والهواتف الذكية، وقررتُ أن أتحدث عن تجربتي”. وكانت النتيجة كتابًا من 300 صفحة عن “كيفية العيش بلا إنترنت بعد إدمانه”.

لا يفصل (تيري كروزيه) في كتابه الإدمان التكنولوجي عن حالات الإدمان التقليدية، كاشفا أنه “لدى استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي، كنتُ أسعى دائما إلى زيادة الجرعة لأشعر بمتعة أكبر. وعندما أنشر رسالة لا تُثير أي ردود فعل، كنت أشعر بالغضب، وأردتُ أن أتلقى مزيدا من ردود الفعل”.

إن أي إدمان لا يشمل مواد كيميائية، هو مجازي بالطبع، وليس حقيقيا.

الفارق شاسع، بالتأكيد، بين حالتي الإدمان. في إحدى الحالتين ينبغي التعويض عن التبغ أو القهوة أو الشاي، وفي الأخرى يكون الفطام نفسيا، لا أكثر.

تسييج الإنسان بإدمان الإنترنت، لساعات غير محدودة، تتزايد باستمرار، هو إضعاف يؤدي إلى هزال الإنساني في الإنسان.

إن هذا الضرب من الإدمان، مطرقة تُستخدم بإتقان، لتحطيم الروح، التي لم تعد فوق الأشياء.

Zuhdi.alfateh@gmail.com
 

تأمـّلات في مطرقة الإنترنت
زهدي الفاتح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة