ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 12/07/2012 Issue 14532 14532 الخميس 22 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

جدلية التطور تقول إن أي قرن يُصنع في القرن الذي يسبقه.

عالم القرن الحادي والعشرين هو، بالدرجة الأولى، عالم ازدهار. عالم مذهل. تطوره يتم بسرعة، تُجبر الإنسان والمجتمع، على “الاستقرار” - أجل! الاستقرار-

في التغيّر والتغيير.

عالم على حدود الخوارق، لأنه يتحرّك على حدود ذاته. إنسانه مُهدّد، باستمرار، بالفناء والتلاشي، إن هو غفل لحظة واحدة عن التقدم، بتخطّي نفسه وإمكاناته.

التعليم، وتقدّم الثقافة وإثراؤها، أهم عوامل الازدهار في القرن الحادي والعشرين.

إن رأس المال البشري - أي الثقافة ومنها التقنيات والعلوم الحديثة - هو أهم من رأس المال المادي واليدوي للازدهار في هذا القرن، وفي القرن المقبل. والتقدّم في الزمن، يزيد المتأخرين تأخّراً، والمتقدّمين تقدماً. التقدّم هو حقيقة البقاء، لا مجرد نظرية تُقال، أو شعار يُرفع.

لقد طالت كثيراً القيلولة، ويجب الإعلان عن قيام ثورة الأدمغة، لأن الرهان على التفوّق الكمي هو رهان على الركام. ولعلنا نلاحظ أن تأثير البعد الكمي يتلاشى تدريجياً، بعدما دخل العصر في ما يُمكن أن نُسميه النزاعات، أو الحروب، الإبداعية. ولا يمكن لمليارات من البشر أن يبقوا، ولو دقيقة واحدة، في غرفة الانتظار. في الدول المتقدمة ينظرون إلى ما وراء القرون المقبلة، لماذا لا يُبادر سكان العالم الثالث للنظر إلى ما وراء الدقائق المقبلة.

إن الفجوة الحضارية التي اختبأت، في الماضي، وراء أيديولوجيات وأفكار مختلفة، يُفترض أن تختبئ، في الحاضر وفي المستقبل، وراء التكنولوجيا.

خبراء المستقبل يقولون إن القرن المقبل سيكون قرناً سريالياً. وعندما يتعاطف أحدهم، وهو الدكتور جورج ليغمان، مع العالم الثالث، يقول إن سكانه سيشهدون، في ذاك القرن، تغيّراً فيزيولوجياً هائلاً: ستكون أسنانهم ضخمة وبطونهم ملأى بالغبار.

الآن يشترى سكان العالم الثالث الحليب والقمح والأرز، والفواكه والخضار والألبسة الداخلية.. والأغاني. من يعطيهم الهواء والماء في المستقبل؟

) عندما يتصاعد الدخان من أفواه المصانع عند الآخرين، يتصاعد الكلام من أفواه سكان العالم الثالث. أشياء كثيرة “تُمارس” بالكلام. كل مستقبل العالم الثالث موجود في الأفواه. ولكن ما إن تُفتح هذه الأفواه، حتى لا يظهر أي شيء. إنه الفراغ الكبير.

الأطفال الذين يغدون صباحاً إلى المدرسة، بلا نَفْس، مسلوخين عن أهلهم، حاملين حقائب تزيد عن أوزانهم. حزانى بفطور حزين. يدرسون مناهج أشغال شاقة، ليصعدوا صفّا صفّا، ثم صفّا فصفّا فصفّا، إلى آخر السلّم، حيث يتخرجون إلى البطالة الصريحة، أو البطالة المُقنّعة. إن لم يكن إلى الكفر والخيانة. إن لم يكن إلى الجريمة.

Zuhdi.alfateh@gmail.com
 

في الفجوة الحضارية.. المتألّقة
زهدي الفاتح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة