ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 12/07/2012 Issue 14532 14532 الخميس 22 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

قال الفراء عند قوله تعالى {لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} [الصافات-47]: «لو قلت: لا غولَ فيها كان رفعًا ونصبًا. فإذا حلت بين (لا) وبين الغول بلام أو بغيرها من الصفات [حروف الجر أو الظروف] لم يكن إلاّ الرفع»1. وهذه لمحة موجزة عن (لا النافية للجنس) التي نجد خير تحرير لها في حاشية الصبان2، ومنه نفهم أنها تدخل على النكرة المتصلة بها الدالة على جنس برمته فتنصبه من غير تنوين تخفيفًًا أو لتركبها معه أو لتضمن الاسم الحرف (من) الدال على الاستغراق، وتكون نافية للجنس نصًّا إن كان مدخولها واحدًا لا مثنى ولا جمعًا، فهي بهذا تنفي عن كل أفراد الجنس أن يتصف بالخبر، ذكر الخبر أو حذف اقتصارًا، تقول (لا مسلمَ يشرك بالله) فتكون نفيت عن كل مسلم اتصافه بالشرك فبرأته من ذلك، ومن هنا سميت لا التبرئة.

وما فصله الصبان أتوقف في بعضه؛ لأنّ (لا النافية للجنس) إن دخلت على مثنًى فهو لا يخلو –عندي- من إشكال لمعاندة التثنية للجنس فالتثنية عدد؛ ولعل نفي المثني نفيَ جنس إنما يكون في المقترنين المؤلفين وحدة يمكن أن تكون جنسًا، كما في قول الشاعر:

تَعَزَّ فلا إلفين بالعيش مُتِّعَا *** ولكن لوُرَّاد المنون تتابُعُ

ومثل ذلك: عينين، يدين، أذنين، زوجين، شريكين، حليفين، صديقين، رفيقين، بخلاف مثل رجُلين فلا اقتران بينهما، ولذا يكون نفي (رجلين) للإثنينية، ويحتمل في المقترنين نفي الإثنينية أيضًا إن دلّ دليل. تقول (لا عينين أدق من عيني فلان) فهذا نفي لهذا الجنس، وإن أردت نفي الإثنينية قلت (لا عينين راقبتا المباراة بل ملايين العيون). وأما الجموع فهي كالمفرد في دلالتها على الجنس فساغ نفيها، تقول (لا رجالَ في القاعة بل نساء).

ومثل (لا) النافية للجنس (لا التميمية) المهملة، أو (لا الحجازية) الناصبة خبرها، كما تنصبه (ليس)، فهما تنفيان الجنس ولا فرق بين الواحد والجمع في ذلك، تقول (لا رجلٌ في الدار بل امرأة) وتقول (لا رجالٌ في الدار بل نساء)، فتكون نفيت جنسًا وأثبت آخر، وقد يحتمل نفي المفرد لا الجمع نفي الوحدانية، ولا يتبين ذلك إلا بقرينة، تقول (لا رجلٌ في الدار بل ثلاثة رجال) فتكون نفيت الوحدة.

ولما كانت (لا) النافية للجنس داخلة على المفرد دخول حرف الجر كان لابد من مباشرتها له فإن فصل بينها وبين الاسم بطل عملها، وإن يكن الفاصل جارًا ومجرورًا؛ فليس يغتفر الفصل به اغتفاره مع اسم (إنّ)، ووجب مع الفصل رفع الاسم وحسن تكرارها على نحو ما مرّ من المُثُل.

 

مداخلات لغوية
عن لا النافية للجنس
أبو أوس إبراهيم الشمسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة