ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 12/07/2012 Issue 14532 14532 الخميس 22 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

هنيئًا صدور: «أطلس أماكن المعلقات»
أول موسوعة من نوعها في وطننا العربي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هاجس الأطلس:

كنت ومنذ أكثر من أربعين سنة كلما مررت خلال دراستي الجيولوجية ورحلاتي الاستكشافية الجيولوجية في مختلف أرجاء شبه الجزيرة العربية؛ بمنطقة، أو جبل، أو معلم جغرافي ورد ذكره في دواوين الشعر العربي، فكرت في وضع أطلس مصور بتلك المواقع يجمع بين كلمات أبيات الشعر وصورة ذلك الموقع ليقترب عند المتلقي ما أراد الشاعر بذكره لذلك المعلم، وليقرن هذا الأطلس الصورة بكلمات الشاعر ليتضح مراد الشاعر، وإبراز أهمية المكان موقعًا، ووصفًا، وتضاريسًا.

بدأت في تنفيذ الفكرة وجمعت مادة أدبية ومصورة كثيرة، ونشرت مؤخرًا، في مجلة ترحال «مجلة السياحة والآثار السعودية» مقالًا مصورًا حول «الجواء أرض الحب والحرب معًا»، الجواء مرابع عنترة وابنة عمه عبلة، وكان المقال من مواد الأطلس الذي كنت اعتزم إصداره، والمقال هو من أوائل ما قمت بنشره في هذا المجال.

اندثار مسميات:

واجهتني مشكلة التأكد من تحديد عدد من المواقع التي وردت في عيون وشواهد الشعر العربي لاختلاف الجغرافيين والمؤرخين في تحديدها، وإدعاء سكان كل منطقة فيها اسم موقع مشابه لاسم ورد في الشعر العربي، أنه هو الذي قصده الشاعر، ونظرًا لتشابه الأسماء، واندثار القديم منها، وتغيّر مسميات الأماكن عبر الزمن، فقد غدا من العسير تحديد الكثير من تلك المواقع التي تغنى بها الشعراء.

لأطلس المملكة دور:

من خلال رحلاتنا الكثيرة، ضمن برنامج «تحديث أطلس المملكة العربية السعودية» الذي تتولاه وزارة التعليم العالي، عبر مختلف مناطق المملكة كنت وبقية أعضاء الفريق العلمي المكوّن من مجموعة من المتخصصين منهم في علوم المساحة اللواء الركن المتقاعد الدكتور عبدالعزيز العبيداء، والخرائط الأستاذ عبدالله العنيزان والدكتور عبدالله الوسيدي، والجغرافيا الدكتور إبراهيم الأحيدب والدكتور عبدالرحمن النشوان ، والتاريخ والآثار الشيخ عبدالله الشايع، كنا نمضي الكثير من الوقت في نقاشات حول موضوعات تخصصاتنا، وكان أكثر الأمور جدلًا ونقاشًا هو تحديد مواقع المسميات القديمة، واستبدال أسماء أماكن من مدن وقرى وغيرها حُفرت في ذاكرة التاريخ والأدب بأسماء ولكنها -وللأسف- استبدلت بمسميات حديثة لا تمت لتاريخها بصلة.

لا أطلس:

نقاشات الفريق العلمي وخاصة تلك التي يتطرق لها ويسهب في تمحيصها شيخنا الشايع جعلتني أحجم عن إصدار «أطلسي» الذي كنت قد جمعت مادته منذ مدة وأعددت مسودته بعنوان: «الأطلس المصور لمواقع تراثية: تاريخية – أثرية – جغرافية - أدبية»، وذلك لأني خشيت الانغماس في مغامرة جدلية مع أهل الصنعة من جغرافيين ومؤرخين.

الدار ليست بدارها:

أدركت عِظم الاختلاف في تحديد المواقع، فأصبحت كلما مررت «بديار ليلى» أمر بها مرور الكرام دون أن «أقبل هذا الجدار أو ذاك»، فقد لا يكون هذا ولا ذاك جدارها، وإنما أكتفي بتصور أن هذا الموقع علّه هو المقصود، وأكتفي بالوقوف – في خيالي - مع الشاعر على هذه الأطلال والأماكن، وأعيش مع كلماته أتحسس من خلالها مشاعره، ولوعته، وحنينه، .. ثم أمسح ما تساقط من دموعه، وأنصرف لألتقط مطرقتي الجيولوجية لأفحص عينة صخر هنا وأكسر أخرى هناك.

تعزية .. بأطلس:

أسعدني الأخ العنيزان ما أهداني من إنجازه والراشد للتحفة الرائعة «أطلس أسماء الأماكن في الشعر العربي – المعلقات العشر»، فهنيئًا لهما هذا الإنجاز، وهنيئًا للشعراء ممن ذكروا هذه الأماكن، وهنيئًا للشعراء المعاصرين، وهنيئًا للجغرافيين والمؤرخين والمهتمين بتراث هذه الأمة.

أسعدني هذا الإنجاز لتحقيقه لأمنية كنت أحلم بإنجازها.

أسعدني لأنه يحيي ذكر مواقع تعرضت وتتعرض للاندثار.

أسعدني لأنه يربط الأدب بالجغرافيا، والتاريخ، وحتى الجيولوجيا.

أسعدني بأنه يربط الكلمة بالواقع.

أسعدني أنه يحقق للشاعر مراده مكانًا ووصفًا.

أسعدني أن من أنجز هذا الأطلس هما باحثان لهما باعهما الطولى في التأليف وخبرة طويلة في هيئة المساحة الجيولوجية، وخاصة في دراسة وإعداد مختلف أنواع الخرائط مكتبيًا وتحقيق مواقع المسميات طبيعيًا ميدانيًا.

وفق الله الراشد والعنيزان للأجرين، الاجتهاد والإصابة، فإن ما قاما به ليس بالأمر الهيّن، ولقد كان «أطلسهما» تعزية لي وعوضًا عن إصدار «أطلسي».

د. عبدالعزيز بن عبدالله بن لعبون - مستشار جيولوجي نفط- عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة