ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 12/07/2012 Issue 14532 14532 الخميس 22 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

فجع الكثيرون في الخرج والرياض عندما سمعوا نبأ وفاة الأستاذ والمربي الشاعر عبدالعزيز العتي والمشهور بأبي عبدالمجيد صبيحة يوم الثلاثاء 22-7-1433هـ (رحمه الله رحمة واسعة)، وقد ولد الأستاذ عبدالعزيز في الدلم ببيت حريص على العلم عام 1366هـ ودرس في مدارسها ليلتحق بسلك التدريس عام 1384هـ وتدرج في زلفه.. ليدير مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية.. حتى التحق بإدارة التربية والتعليم في الخرج عام 1401هـ مديراً لشؤون الموظفين، ثم مديراً للشؤون الإدارية والمالية بالإدارة حتى تقاعد.. وشاعرنا من الطلائع الأولى في الحركة الأدبية في الخرج بدأ في نظم الشعر يافعاً لما يجاوز الخمسة عشر ربيعاً بشعر يدل على نضج مبكر وفكر أصيل وشاعرية متدفقة، وهو شاعر استكمل أدواته الشعرية، وجمع إلى السليقة الموهبة وإلى اللغة الموسيقى، ولقد تميز شعره بالصدق والعاطفة والصفاء والخيال، ويتأتى ذلك من حرارة عاطفته وصدق إحساسه، فهو كما يصفه واصفوه، شاعر يملك أزمة البيان وأعنة اللغة، ويقول عنه الشاعر مصطفى السروجي:

أيا عبدالعزيز العتي

رعاك الله من خل وفي

أخي أدب وشعرك ذي معان

وجرس ناعم عذب شجي

ملكت زمام ناصية القوافي

وأرسلت القصيد بدون عي

وزينت المجالس باللآليء

وأطربت الحسان بكل حي

ويقول الشاعر عبدالرحمن الملاحي:

عتي اسمع كلاماً شيقاً عجباً

من صاحب لا يروم الإثم الكذبا

الله يعلم أن الشعر يكرهني

لأنني انتقي من قلبه الذهبا

ما كل شعر إذا قيل يطربني

لو أن صاحبه للفن منتسباً

لكن شعرك قد سر الفؤاد به

كما يسر بغيث صار منسكباً

والأستاذ عبدالعزيز من أكثر الشعراء تعلقاً ببلده الدلم، فلقد وصفها بشعر قيل عنه إنه من أجمل ما كتب عن الدلم.. أعجب كثيراً من الناس، حتى قيل إنه (شاعر الدلم) كتب قصيدته التي عنوانها: (ترسانة الجود) والتي منها:

سفر من العز والأمجاد والقيم

تزهى به صفحة الماضي عن الدلم

حييت يا دلمي في خرجنا علماً

قد ارتدت حلة خضراء بالنعم

ترسانة الجود والخيرات يا بلدي

يا معقل الصيد والأحرار من قدم

لا المدح قصدي ولا التعريف يا دلمي

فأنت أشهر من نار على علم

لكنني عاشق يحلو الحديث له

عمن يحب وعفواً إن نبا قلمي

قد شدني المظهر الخلاب فانطلقت

أوزان شعري وراء اللحن والنغم

هذي بلادي فإن حاولت أمدحها

فلن أفيها ولو أن المداد دمي

كما وصفه البعض بـ:(صناحبة الدلم) وهو لقب أسبغه عليه صاحب المعالي الشيخ الأديب - راشد بن صالح بن خنين - المستشار بالديوان الملكي (شفاه الله وعافاه) في أبيات له عندما اطلع على قصيدة شاعرنا عن الدلم، ونورد بعضاً من أبيات معالي الشيخ راشد؛ حيث يقول:

فخر العتي ويا صناجة الدلم

أهلاً وسهلاً لقد أغنيت عن كلمي

أثلجت صدري وكل القاطنين بها

حب المغان من طبعي ومن شيمي

لافض فوك ولاضيعت مقوله

وأصل نشيدك مشكوراً بلا سأم

وشاعرنا له إنتاج أدبي غزير جميل خلال الأربعين عاماً الماضية، لكنه به شحيح وعليه ضنين، فهو محفوظ بين دفتي ديوانين لم يطلع عليها أحد بعد، ولعل في طبع شاعرنا ما ساعد على تأخر ذيوع صيته بين الناس، فلم يكن حريصاً على رفع صوته في سوق الشعراء، وارتفاع اسمه بين الأدباء، ولكنه جعل شعره أغاني لنفسه يغرد بها وحده ويستمتع بها.

وقد طرق شاعرنا جميع أغراض الشعر بتميز، فله مراسلات إخوانية غاية في الطرافة والصدق، وله في المناسبات الوطنية أناشيد جميلة، وله في الوجدانيات ما يشجيك إن أردت الشجو، ويعزيك إن طاب لك العزاء، ويطربك إن راق لك الطرب، ولي أمل بأنه في قادم الأيام سيتاح - بإذن الله - الاطلاع على هذين الديوانين بعد طباعتها وإخراجهما لمحبي الشعر والأدب الرفيع، وذلك من قبل أبنائه البررة، وإلى جانب امتلاكه لناصية الشعر فهو قريب من الجميع.

لقد فتح قلبه قبل داره لمحبيه الذين يزورونه فيكرمهم ويؤانسهم بطرائف الشعر والمعلومات التاريخية التي تمت للحركة الأدبية في الخرج بصورة عامة.

كما أنه مشارك ذو فاعلية في تأسيس منتدى الدلم الثقافي ومشارك فيه نهاية كل شهر، وقد ساهم كذلك في الاجتماعات التحضيرية لافتتاح النادي الأدبي بالخرج برئاسة محافظ الخرج في مقر المحافظة حتى صارت الموافقة بافتتاح اللجنة الثقافية بالخرج التابعة للنادي الأدبي بالرياض.

(رحم الله شاعرنا وأستاذنا أبا عبدالمجيد رحمة واسعة وجعل في ذريته الخير والبركة).

أمين اللجنة الثقافية بالخرج
 

العتي (رحمه الله) شاعر الخرج وداعاً
عبد العزيز البراك

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة