ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 12/07/2012 Issue 14532 14532 الخميس 22 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

لطيفة أم محمد العودة في ركب الصالحات

رجوع

 

ما أجدر أمهاتنا الصالحات بأن نكتب عنهن، إذ إنهن بأعمالهن الصالحة نبراس يضيء الطريق للأجيال القادمة، وما أجمل أن نحدث وننقل للقراء بعض نماذج من هؤلاء الأمهات الصالحات، ولاسيما الحريصات منهن على عمل الخير، وعلى بذل المعروف للناس.

فمن هؤلاء النساء اللاتي نحسبهن من الصالحات - والله حسيبهن - لطيفة بنت عثمان العيدان (أم محمد العودة) امرأة صالحة من عباد الله، أراها من بقايا السلف، تعلق قلبها بإذاعة القرآن الكريم، وأحبت علماءها، ودعاتها، ومشايخها، والعاملين بها، عرفتها قبل سنوات عديدة، كانت تحب إذاعة القرآن وتتصل بنا لتسأل عن البرامج والتلاوات ولا يزال لسانها يلهج بالدعاء للعاملين بالإذاعة على جهودهم، كان لسانها لا يفتر عن الدعاء، والذكر، والاستغفار، والدعاء للمسلمين عامة، ولأهل العلم، والعاملين بإذاعة القرآن الكريم خاصة، تقضي أيامها في الصلاة، والذكر، والعبادة، منذ مدة قليلة علمت أنها ابتلاها الله في صغرها بفقد البصر، ومع ذلك فإنه - سبحانه - قد عوضها عن ذلك بحب الخير، وبذل المعروف، والإحسان إلى الخلق.

كنت مسافراً وفاجأني - أثناء السفر - خبر موتها، ورحيلها عن دنيانا والله لم أتمالك نفسي، ولم تحملني قدماي، وما قدرت على الوقوف، ظللت استرجع وأردد: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، لقد كانت هذه المرأة الصالحة مثالاً لحب الخير، وبذل المعروف، وتلمس المحتاجين، والعطف على الفقراء والمساكين، وقضاء حوائجهم، والسعي على الأرامل واليتامى فكم فرجت عن محتاجين، وكم بذلت من أجلهم, لا يقر لها قرار حتى تقضي لهم حوائجهم، ولا يهدأ بالها حتى تطمئن على بلوغ المعروف إليهم، وكانت أعمالها الصالحة لا يقدر عليها أكثر الرجال المبصرين، أصيبت في الأشهر الأخيرة بمرض لم يمهلها طويلاً، لكنها كانت صابرة تحتسب الأجر من الله، ورزقها الله في مرضها بر الأبناء بها، وإحسانهم إليها، رحلت أم محمد العودة عن عالمنا إلى جوار ربها، وصلي عليها بمسجد الراجحي يوم 8-8-1433هـ، جمع غفير من المسلمين، يدعون لها ولموتى المسلمين بالرحمة، ثم ووري جثمانها الثرى بمقبرة النسيم، في حضور جمع من أولادها والأقارب والمسلمين، وكنت مسافراً وقتها، لكني ذهبت للمقابر، وصليت عليها، ودعوت لها بالرحمة، فيالها من أم عظيمة لم أشاهدها، وإنما شاهدت أعمالها وأفضالها ومعروفها، فرحمة الله الواسعة على روحك يا أم محمد العودة، سقى الله قبرك، وغفر ذنبك، وأدخلك مدخلاً كريماً.

عبد الكريم بن صالح المقرن - الرياض

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة