ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 12/07/2012 Issue 14532 14532 الخميس 22 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

رحمك الله يا شريفة وما عند الله خير للأبرار

رجوع

 

رحم الله أختي الغالية شريفة محمد الزمّام أرجو الله أن تكوني من الأبرار، والله يقول وما عند الله خير للأبرار وأشهد أنكِ - إن شاء الله - من الأبرار ولا أزكي على الله أحداً. وكذلك زوجك الصالح ابن التاجر الصالح الشيخ عبد الرحمن إبراهيم الراشد الحميد يشهد بذلك حيث سرنا قوله: أبشركم أن أم نادر رحمها الله لم تترك قيام الليل منذ تزوجنا قبل أربعين عاماً أو تزيد، وما رأيت أحرص من هذه النبيلة على بذل الفضل من مال أو طعام إلى درجة أنها لا تدع اللقمة الباقية من الموائد دون أن تبحث لها عن من يأكلها في ليل أو نهار، ولعلها بذلك تطبق أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بإفشاء السلام وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام. وكان والدها - رحمه الله - يقول: ما رأيت أطول من سجود ابنتي شريفة. أسأل الله أن تكون من رفقاء الحبيب - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، حيث قال لمن سأله أن يكون رفيقه بالجنة، أعنّي على نفسك بكثرة السجود.

أخيتي الحبيبة منذ دخولك المستشفى الخاص الكبير ببريدة سائرة على قدميك، وإشارتهم عليك بإجراء العملية، والاتصالات لا تنقطع والزيارات لا تنقطع، والدعاء إلى عنان السماء يرتفع بأن يرفع الله عنك الداء. ولكن قدر الله وما شاء فعل، فحل القضاء ولا راد لقضائه وأصابتك مصيبة الموت. والموت مصيبة بنص القرآن الكريم قال الله تعالى {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أو آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إذا لَّمِنَ الآثِمِينَ} (106) سورة المائدة.

صباح السبت 3-8-1433هـ دخلت على زوجتي بدرية الرشودي وهي مرتبكة، وقالت أبو محمد (تقصد أخي عبد الله) يتصل يقول: صحي أبو عبد الله وقولي له يتصل فوراً، اتصلت وأخبرني بأن الغالية انتقلت إلى رحمة الله. بكيت واسترجعت، وأم عبد الله زوجتي بدرية تعزي وتسترجع وتذكرني بما جاء في القرآن والسنة بالأمر بالصبر والاحتساب وأن هذا طريق الناس كلهم. وأم نادر والله ما تشوف إلا الخير من ربها، ونشهد أنها من أهل الخير وكنت أول الليل عندها في مستشفى الحرس الوطني بالرياض حيث نقلت إليه بطائرة الإخلاء بجهود مشكورة من إمارة القصيم وإمارة الرياض، وابن أختها النبيل عبد العزيز المهنا.

لن ننساك يا شريفة كيف ننسى من لم نرها إلا مبتسمة طول الوقت، واصلة للرحم لم تنقطع عنا اتصالاتك الأسبوعية وهداياك المتواصلة ولا برك وصلتك، فالحمد لله أنك تركتِ ذكراً حسناً وأولادا وبنات صالحين.

إن الله أخذ منا في سنة واحدة، أخي سليمان - رحمه الله - وأخي محمد - رحمه الله - وأختي شريفة رحمها الله.

فأرجو الله أن يغفر لنا ولهم، وأن يبارك لنا في الباقين: الأخ ومحل الوالد فهد متعنا الله ببقائه وطول عمره على الطاعة، وعبد الله وفيصل وبندر، ونورة محل الوالدة والجوهرة محل الوالدة، وصيتة ومها والبندري ونوف حفظهم الله جميعاً. ويا أخية، حزننا عليك كثير، وفرحنا لك كثيراً عندما رأينا كثرة المصلين عليك في جامع الونيان ببريدة وكثرة من شيعك وكثرة من دعا لك وكثرة من أثنى عليك خيراً وعدد الرؤى الطيبة التي رآها أناس لا نعرفهم.

أختم هذه الكلمة بالشكر والتقدير والدعاء لكل من عزّانا في مصابنا من أهلنا وأقاربنا وجيراننا ومجتمعنا الكريم، ونسأل الله أن لا يريهم مكروهاً في عزيز لديهم، وأن نكون وإياهم ممن قال الله فيهم {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}. اللهم اغفر لشريفة، ومن دعا لشريفة بالمغفرة ممن يقرأ هذه الكلمة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

صالح محمد الزمام

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة