ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 12/07/2012 Issue 14532 14532 الخميس 22 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

شكّل (الريال الأول) بالنسبة لي صدمة وتحدياً، وقناعة بمفاهيم ومعطيات جديدة لهذه المهنة، فقد أعطاني إياه (مقيم آسيوي) داخل سيارة متواضعة وكان وحده، أي أنه لم يكن يقدّمه رياءً لينظر إليه الآخرون، بل عمل خالص بينه وبين ربه..!

إذاً (القاعدة الأولى) التي ينتهجها ويتعلّمها (المتسوّل) هي: لا تحقرن من السيارات واحدة، فقد يأتيك رزقك ممن لا تنتظره، وهنا تفسير لطريقة وحركة تنقّل (المتسوّلين المحترفين) بين السيارات، فهي حركة (حلزونية مدروسة) تضمن مشاهدة جميع السيارات لهم، ليتيحوا الفرصة لمن يريد أن يقدّم شيئاً قبل أن تنطلق السيارات مجدداً عند الإشارة الخضراء..!

تجربتي قادتني (لقناعة غريبة) فأصحاب السيارات الفارهة لم يتعاطوا معي بالشكل الذي كنت أنتظره منهم، فليسوا كرماء كما كنت أظن، وقد يكون الوعي لديهم أكبر أو الأمر له علاقة بكثرة من يتقدّم لهم للسؤال عند إشارات سابقة حتى أصبح لديهم مناعة، فلم يعيروني اهتماماً كما يفعل أصحاب السيارات الصغيرة والمتواضعة، بل إنهم أقل تفاعلاً ولا يكلّفون أنفسهم حتى بالنظر إلى السائل.. أترك الحكم لكم!

كان لزاماً أن نقوم بتغيير موقع العمل، فانتقلت لإشارة أخرى وتقاطع قريب من (برج المملكة)، السيارات هنا أكثر وفرص الفوز والظفر (بغلة مرضية) أكبر..!

بالفعل الزجاج الخلفي (يُفتح) لتقدم لي المرأة في الخلف (5 ريالات) ورقة واحدة، حيث يبدو أنها أشفقت علي مع ارتفاع درجة الحرارة، (القاعدة الثانية) النساء أكثر تعاطفاً وكرماً، (القاعدة الثالثة) المتسوّل سريع الحركة للعودة لجانب الشارع، فقد كدت أتعرض للدهس لأن الإشارة أضاءت خضراء وأنا في منتصف السيارات وقد أصبح المسار الأيسر خالياً، حيث الرصيف والسيارات أكثر سرعة..!

المجتمع بكل شرائحه وفئاته يتعاطون مع المتسوّل (بشفقة ورحمة) لقد تربينا على ذلك وديننا يحثنا على عدم نهره أو زجره، لا تثريب على من أراد مساعدة سائل، فمن حق (أي شخص) تقديم الصدقة لمن يريد ويراه مستحقاً، ولكن المؤسف هو ما لمسته من غياب دور الحماية والمكافحة وتبلّد الإحساس بالنسبة للجهات الأمنية الأخرى التي تمر من أمامي ولا تحرّك ساكناً، بل إنني لو تجرأت وطلبت المساعدة منهم لربما قدَّموا لي شيئاً..!

رغم أنني (غير محترف) فقد جمعت خلال ساعات (ستين ريالاً) دون عناء، ولم أكن أدّعي (الإعاقة) مع قناعتي بأني فوّت فرص كسب أكبر لعدم وجود الخبرة والتمرس الكافية بالتأثير على الآخرين..!

فهل اكتشف أحد أني محتال..؟! وكيف تصرفت..؟! غداً ختام التجربة..

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net
fj.sa@hotmail.com
 

حبر الشاشة
عندما كنت متسوّلاً 2-3
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة