ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 12/07/2012 Issue 14532 14532 الخميس 22 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

الشيخ أحمد الأسير داعية لبناني من مدينة صيدا مسقط رأس الرئيس رفيق الحريري. لمع اسم هذا الشيخ أخيراً وبرز في الساحة السياسية اللبنانية لمواقفه المناصرة لانتفاضة السوريين وتأييده لهم في مواجهة نظام الأسد الذي ذاق منه اللبنانيون بمختلف طوائفهم الأمرين؛ كذلك نقده العنيف لحزب الله، الذي يصر على أن يطلق عليه اسم (حزب المقاومة) تفادياً لتسميته (بحزب الله)؛ ويرى الشيخ الأسير أن احتفاظ هذا الحزب بسلاحه وميليشياته رغم أنف الدولة اللبنانية، وعمالته لطهران، هي أس المشكلة وبيت الداء.

كذلك موقفه الناقد بقوة للزعيم السني اللبناني سعد الحريري، الذي يراه قد (فرَّ) من المواجهة، ولم يصمد في لبنان، مكتفياً بقيادة الطائفة من خلال الخطب الحماسية المنقولة تلفزيونياً، معتبراً أن الزعيم السياسي (لا يفر) ويترك طائفته تواجه مصيرها لوحدها، وإنما يبقى يناضل معها حتى وإن كلفه نضاله حياته كما فعل والده رفيق الحريري.

كذلك عُرِفَ بانتقاداته المتكررة لمفتي الجمهورية محمد رشيد قباني الذي يرى أن مواقفه المائعة واللينة والضعيفة في مواجهة حزب الله وأمل لا تليق برجل الدين السني الأول في لبنان.

كما اتخذ موقفاً غاضباً من مساس أحد مشايخ الشيعة بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فاضطر الشيخ الشيعي إلى التراجع وتوضيح أنه لم يقصد الإساءة.

أحمد الأسير هو إمام وخطيب مسجد بلال بن رباح في صيدا، والده كان مُطرباً ثم ترك الغناء، وأمه شيعية من صور؛ لم يكن يخوض في القضايا السياسية، بل كان يأبى أن يعمل في السياسة، فهو يرى أن عمل رجل الدين هو الدعوة إلى الله، التي يجب أن يصرفَ إليها كل جهده، غير أن الفراغ الذي حدث بعد وفاة رفيق الحريري، وعَجْز ابنه سعد الحريري أن يملأ مكان ومكانة والده، لافتقاده للكاريزما والقدرة على الخطابة والتأثير، و وجوده الدائم خارج لبنان، واستئثار حسن نصر الله بالساحة اللبنانية منفرداً دون منافسة، وتهميش أهل السنة في لبنان، كل هذه العوامل مجتمعة اضطرت الشيخ الأسير - كما يقول - إلى العمل السياسي مُجبراً.

بزوغ نجم الشيخ الأسير بهذه السرعة يعود إلى أنه يملك كاريزما تجذب إليه إعجاب الآخرين، فضلاً عن أنه خطيب مفوه، و واقعي؛ يتعامل مع الساحة اللبنانية وتشكلاتها الطائفية بشروطها لا بشروطه؛ فمن ثوابت خطابه السياسي تطمين المسيحيين على أن (التعايش) في لبنان بين جميع الطوائف على أسس المساواة والمواطنة هو أسٌ من أساسات خطابه؛ كما أنه يؤكد أن خلافه مع حزب الله ليس طائفياً، وإنما سياسياً، فوالدته كانت ومازالت شيعية، وتمارس معتقداتها بحرية كما يقول.

وقد كان للمظاهرة التي نظمها الأسير وأنصاره في العاصمة بيروت مناصرة للثورة السورية، واحتجاجاً على قمع الرئيس السوري للسوريين، أول عمل سياسي زفه إلى الأضواء في المشهد السياسي اللبناني، فقبل مظاهرة الأسير كانت قوة أهل السنة والاحتجاجات ضد الأسد مقتصرة على طرابلس وماحولها، حيث يتمتع أهل السنة بأغلبية سكانية فضلاً عن حضور سياسي طاغي.

أعضاء تيار المستقبل الذي يمثل أهل السنة في لبنان وَجَدوا في الظاهرة (الأسيرية) منافساً حقيقياً لهم قد يسحب البساط السني من تحت أقدام التيار، فصوبوا عليه سهامهم، و وصموه بالتطرف وإيقاد المذهبية، غير أن الحقيقة التي لا يريدون الاعتراف بها تكمن في أن الفراغ الذي أحدثه غياب زعيم سياسي متمكن عن الطائفة السنية هو الذي صنع أحمد الأسير، وسيصنع حتماً غيره إن غاب ؛ فالفراغ السياسي دائماً وأبداً لا بد وأن يأتي آخرين لملئه، سواء الأسير أو غيره كما علمنا التاريخ.

إلى اللقاء.

 

شيء من
أحمد الأسير جاء ليملأ الفراغ
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة