ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 13/07/2012 Issue 14533 14533 الجمعة 23 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يقول صلى الله عليه وسلم: “إنّ الله يبعث على رأس كل قرن من يجدّد للأمة دينها” ونرجو أن يكون المجدد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والأئمة من آل سعود حتى الآن، ممن ينطبق عليهم رحمهم الله، هذا الحديث، لأعمالهم حول تنقية العقيدة، من الشوائب، ومحاربتهم للبدع والخرافات، التي أدخلت على جوهر الإسلام.

تحقيقاً للحديث الشريف الذي فيه “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” والحديث القدسي يقول الله سبحانه: “أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد”حديث صحيح.

والشيخ محمد بعدما آزره الإمام محمد بن سعود رحمهما الله، عندما التقيا في الدرعية، عام 1157هـ، فقد اجتهدا ثم تلاهما الأئمة من آل سعود بتصحيح العقائد، ومحاربة البدع، وحماية الحرمين الشريفين من البدع المحدثة، وتطهير البلاد من المحدثات، والأضرحة، وكل ما يخدش جوهر العقيدة الصحيحة، فصارت البلاد من ذلك الوقت وحتى الآن، مَضْرِبَ المثل لقيام ولاة الأمور بحراسة العقيدة، وهذا أمر معروف للقاصي والداني، رحم الله من توفي وأعان من بقي وسار على الدرب، وقد قُلْتُ هذا لما وقع عليه نظري من ترجمة لحياة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-، وهي مختصرة نحسبها أول ترجمة له: فقد جاء في كتاب: “الأعيان الأخيار في أسلاف الرجال” تأليف السيد الشريف أبي عبدالله: محمد أسعد بن هاشم الحسيني الجعفري البلوي، الدمشقي الحنفي الشهير بالعبجيّ المتوفى عام 1174هـ (ص31) أي قبل لقاء الدرعية، بين الشيخ والإمام محمد بن سعود، وبحمده تعالى توالى عِطْر زهرة دهرنا، بذكر الشيخ الجليل: محمد بن عبدالوهاب بن سليمان (وقد جاء في المخطوط “سلمان”)، القاضي المصلح في عَصْرِه، ومنور فكره، صاحب العُيَينَةْ، فبرز نجمه، في تطهير عقيدة الدين القويم، مما اعتراها من البدع أو الشرك، والظلام المبين، فحج إلى بيت الله الحرام، في بكة المطهرة وزار المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، واصطحب شيوخ مشايخ علوم الفرائض: عبدالله بن إبراهيم بن سيف، والهمام محمد السّندي، المدني غفر الله لهما ولأئمة المؤمنين أجمعين.

وقد طُبِعَ الكتاب سَنَة 2012م، بتحقيق الأستاذ بلال أبو حوية، بدون اسم الناشر، عن نسخة كتبها المؤلف بخطه سنة 1173هـ، أي قبل وفاته بسنة، أما العَبْجيّ الدمشقي، مؤلف هذا الكتاب، فقد ترجم له المرادمي في سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (4:109)، ونصُّ ترجمته له:

من العبجي بن محمد بن أسعد، الدمشقي الحنبلي، الشهير بالعبجي، خطيب جامع سنان باشا خارج باب الجابية، الشيخ الفاضل العالم النبيل، الزكي الجهبذ، أبو عبدالله شمس الدين، ولد بدمشق ونشأ بها وأخذ عن فضلائها، فنوناً من العلم كالشهاب أحمد بن علي المنيني، والعلم صالح بن إبراهيم الجنيني، والشريف موسى بن أسعد المحاسني، والشمس محمد بن عبدالحي الداودميّ، ومحمد بن أحمد قولقَسزْ، واختص بالأخذ عن الأخير بالفقه والتفسير، وحضر دروس الحديث، تحت القبة على العماد إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي، ونبل قدره واشتهر بالذكاء والفضل أمره، وفاق أقرانه بالذكاء المفرط، فدرس بالجامع الأموي بكرة النهار وبين العشاءين، وأخذ عنه جماعة من الطلبة، وانتفعوا به، وتوجه آخر عمره لدار السلطنة الكلية، قسطنطينية، ومكث بها مقدار نصف سنة، ثم عاد إلى دمشق فلم تطل إقامته حتى توفي وله شعر لطيف، ينبئ عن قدر في الفضائل منيف، منه قوله مضمّناً:

قالوا دع الزهد واشطح في هوى عرشا

طلق المحيا شهيّ الثغر أشْنَبِهِ

فقلت قد عِشتُ خالي البال منفرداً

وكلّ شخص له عقل يعيش بِهِ

ومن ذلك قول الأديب محمد سعيد السمّان:

جاء المؤنّب ينهى عن مكابدتى

وُجْداً أذاب فؤادي في تلهّيه

دع ما تعاني فسمعى صمّ عن عَذلٍ

وكلّ شخص له عقل يعيش به

وكانت وفاة المصنف، سنة 1174هـ، عن نيف وخمسين سنة، ودُفِن بتربة الباب الصغير رحمه الله تعالى. ويستفاد من هذه الترجمة، أن هذه شهادة لشخص معاصر للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فقد توفي قَبْلُ بأكثر من ثلاثين سنة، ولم ينقل عنه شيئاً مما كذَبه عليه أعداء الدعوة بعده.

- شهرة الشيخ في حداثة سنة، ونبوغه فيه، فإن العبجي، كان مجاوراً في المدينة ثم رجع إلى دمشق، وصار مدرساً فيهاً، وخطيبا في جامع سِنان، ثم سافر إلى الآستانة نحواً من عام مما يدل على أن معرفته بالشيخ محمد بن عبدالوهاب كانت قبل وفاته، وكان سن الشيخ وقتها (لم يحدده) وبذلك يتبين خطأ بروكهارت حينما قال: (ولم يلتفت أحدٌ إلى ابن عبدالوهاب حتى استقر - بعد كثير من التجوال في جزيرة العرب - مع أسرته في الدرعية، وجعل بين قوسين هكذا:

(موادّ لتاريخ الوهابيين، لبروكهارت ص10): ثم قال: بعد هذه المقدمة عن المترجم وللشيخ: ويبدو عكس ذلك، فإن فترة بقاء محمد في المدينة، من الفترات التي اكتمل فيها تكوينه العلمي والذهني، وقد أشار “جورج رنتز”: إلى أن الشيخ محمداً، لزيادة تعليمه ذهب إلى المدينة، وأن أحَدَ مُعلميه في المدينة كان من نجد - لعلّه يعني شيخه النجدي عبدالله بن إبراهيم بن سيف، وقد توسع في التعريف بالشيخ ومن تأثر به وبدعوته في ديار الإسلام، وساروا على نهجها واتساعها في الجزيرة العربية، حيث وصلت شمالا: العراق وبلاد الشام مع اليمن جنوباً (الأعلام لخير الدين الزركلي الطبعة الثانية ج7 ص137 - 138).

وعن شيخه ابن سيف قال: الذي أظهر له سلاحاً، يقول: إنه أعده لتخليص قلب الجزيرة، وهذا السلاح يتمثل في بيت مملوء بالكتب (ص55).

ثم أورد كلمات باللغة الإنجليزية ليس لها دخل في ترجمة الشيخ -رحمه الله-، هذه الترجمة الموجزة، وقال: بواسطة كتاب الشيخ محمد بن عبدالوهاب حياته ودعوته، في الرؤية الاستشراقية، للدكتور ناصر بن إبراهيم بن عبدالله التويم ص70، إن هذه قد تفيد في توقيت رحلة الشيخ رحمه الله إلى الحجاز.

وقد ذكر المستشرق لاوست، أنه لا توجد إلا معلومات قليلة، حول توقيت رحلاته، وقال: إنه أدى الحج، وجلس بمكة ثم توجه إلى المدينة، وبعد ذلك ذهب إلى البصرة، ولكن لا يعلم تاريخ ذهابه، ويبدو أن مغادرته البصرة كانت في عام 1152هـ (بواسطة كتاب الشيخ محمد بن عبدالوهاب: حياته ودعوته، في الرؤية الاستشراقية للدكتور ناصر التويم ص59).

فالشيخ مظهراً للسنة والدعوة إليها، قبل رجوعه إلى نجد، بل وقبل ذهابه إلى البصرة لطلب العلم بدليل ما حصل له في البصرة، وأنه خرج فأدركه الظمأ، فيُسر له صاحب حمار مكاري، فحمله وسقاه وأوصله إلى الزبير، وأنقذه الله، واسم هذا الرجل حميدان الذي أركب الشيخ على حماره وسقاه.

فقد ولد الشيخ عام 1115هـ وتوفي على المشهور عام 1206هـ وليس عام 1205هـ، أما العبجي فقد وُلد عام 1120هـ، وتوفي عام 1174هـ، أما التقاء الشيخ محمد بالإمام محمد بن سعود رحم الله الجميع، ففي الدرعية عام 1157هـ.

وهذا الكتاب الذي مرت به هذه المعلومات من مقاصد مؤلّفه تراجم المنتسبين لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، من العلويين والجعفريين وغيرهم، والشيخ محمد بن تميم وليس نسبه من العلويين ولا الجعفريين، ولكنه جاء بذكره عرضاً، ولو كان معادياً لأحدٍ منهم لما ذكره معهم، وهذه لا تعتبر ترجمة للشيخ بالمفهوم العام، ولكنها نتف من سيرته، تعني لفت النظر إليه، مثلما نورده عن شيخه في مكة فنقول: ففي مجال دراسته في مكة، وبروز الهمة في سلامة العقيدة، يروي عنه بعض مؤرخي نجد: أنه رحمه الله لما ذهب إلى مكة، في أول طلبه للعلم، وكان شيخه يجلس للطلبة صباحاً، فإذا انتهى درسه وعند قيامه يقول: يا كعبة الله، فأراد تنبيهه بأدب ورفقٍ، فقال يوماً قبل قيامه، وبعدما انفض الطلاب عنه: أحب أن أسمع عليك شيئا من حفظى، فوافق وقرأ عليه سورة قريش، وقرأ الآية متعمداً {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} - بلفظ فليعبدوا هذا البيت، بدون رب فنبهه الشيخ ورددها ثانية وثالثة بهذا الغلط قائلا مالك أنت طالبٌ ذكي، فقال لقد تأثرت بك، والطالب يتأثر بشيخه، فأنت كلما قمت قلت يا كعبة الله، فقال له شيخه: سيكون لك شأن فارفق في الدعوة وإقناع الناس، ودعا له، واعترف الشيخ للطلبة، وهذا من أول ما بان عليه في مجال الدعوة.

فرحم الله الشيخ محمد والإمام محمد بن سعود ثم أبناء الإمام؛ حيث صدقوا في قيامهم بالدعوة ونشرها، وغفر الله للملك عبدالعزيز الذي ثبت في التجديد، ووحّد شمل الأمة، على ركائز متينة من العقيدة، فسار بنوه على منهجه السلفي والدفاع عن العقيدة، وفق ما كان يتمثل بهذا البيت مع إجراء تحريف بسيط، لمعنى عميق، حسب رواية الريحاني.

نبني كما كانت أوائلنا “م” تبني ونعمل “فوق” ما عملوا

كما ذكر ذلك الريحاني في كتابه عنه.

 

أقْدَمُ تَرْجَمَةٍ للشيخ محمدٍ بن عبدالوهاب - فيما نَعْلمْ 1115 - 1206هـ
د.محمد بن سعد الشويعر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة