ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 15/07/2012 Issue 14535 14535 الأحد 25 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في عام 2005م كتبت عبر المنشود مقالين بعنوان (النجاح الفاشل)، أشرت فيهما لوضع التعليم المزري الذي ينذر بالخطر طالما أن مخرجات التعليم العام لا ترقى لطموحات الدولة ولتطلعاتها التي تستشرفها لنهضة البلاد.

وبعد تلك السنوات اعترفت وزارة التربية والتعليم أخيراً بتدني مستوى طلاب الثانوية العامة، وأقرت بوجود فجوة بين متوسط نتائج الثانوية العامة للطلاب هذا العام (2012م) ومتوسط نتائج اختبارات القدرات والتحصيلي.

وكانت الوزارة دقيقة حينما حدّدت مقدار الفجوة بـ 18.56 في أقسامها العلمية و15.01 في الأقسام الشرعية والعربية.. وتضمن تقريرها مقارنة بين نتائج 45 إدارة تعليمية على مستوى المملكة، حيث حقق طلاب المدارس الثانوية الأقسام العلمية متوسط نجاح 86.44 فيما لم يتجاوز متوسط اختبار القدرات 67.88 والتحصيلي 64.86.

وسجَّل التقرير تفوق طلاب محافظة الأحساء (الأقسام العلمية) من خلال تسجيل أقل فجوة بين نتائج الثانوية العامة ونتائج القدرات والتحصيلي، حيث بلغت الفجوة في القدرات 13.75 وفجوة التحصيلي 16.02.. فيما سجّلت محافظة شقراء أعلى نسبة بتسجيلها فجوة 29.36 بالتحصيلي و22.97 بالقدرات (الأقسام العلمية) تليها منطقة الحدود الشمالية 29.02. وفي الأقسام الشرعية والعربية تفوقت محافظة شقراء بمتوسط الفجوة بين نتائج الثانوية ونتائج اختبار القدرات بتسجيلها 8.82 وهي أقل نسبة سجّلت على مستوى المملكة هذا العام تليها محافظة الزلفي بـ 9.78 وبرغم أن الفجوة مخجلة إلا أنها أفضل من غيرها.

وكشف التقرير عن تسجيل المدارس في القرى والهجر البعيدة عن مراكز المدن معدلات مرتفعة في الثانوية العامة وصلت إلى 96%!! وإخفاقها في تحقيق نسب متوازنة بالقدرات والتحصيلي.

ويبدو أن الفجوة بسبب ضحالة الثقافة العامة للطلبة خارج حدود المنهج الدراسي، فضلاً عن أساليب أسئلة الامتحانات التي تعتمد على تلخيص المناهج وتقليصها إلى أقل من الحدود الدنيا كيلا يبذل الطالب جهداً في المذاكرة ولا يكلّ المعلم من التصحيح.

وقد هبت الوزارة مذعورة بعد تلك النتائج التي ما فتئ المخلصون يحذرون منها، فشكلت لجاناً في جميع إداراتها التعليمية لتلافي هذا الخلل وتقريب الفجوة إلى معدلات مقبولة لا تزيد عن 10% (وهي واسعة) وطالبت بإيجاد برامج علاجية ودراستها وتطبيقها لتقليص تلك الفجوة المفزعة. وكالعادة حمّلت مديري العموم بالوزارة مسؤولية تبنّي تلك الخطط وربطتها بمقياس أداء الإدارات التعليمية.

ولن يستقيم وضع الطلبة في ظل حرص الوزارة والأسرة على النجاح والحصول على الشهادة دون المرور على صراط التعليم، التعليم الحقيقي الذي يعني الجدية في التدريس من لدن المعلم، والتحصيل الجاد من الطالب لكي يتعلم ويستوعب ما يتعلمه، ويدرك ما تعلمه، ويكتشف نفسه، وينمي ذاته ويطور قدراته ويبتكر ويبدع.

أما ما تقوم به الوزارة من شكليات في تكريم الطلبة والمعلمين ومديري المدارس وحراسها على تفوقهم الوهمي أو حضورهم اليومي وتكثيف الزيارات الإشرافية فهو لا يعدو عن مظاهر براقة، ولكن (موية) اختبارات القدرات لابد أن تكشف (الغطاسين) في بحور الرمال.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
خيبة وزارة التربية
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة