ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 15/07/2012 Issue 14535 14535 الأحد 25 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

لقد سعدت بالحضور والمشاركة في الملتقى الذي نظمه مركز الملك عبدالله للغة العربية بغرض مناقشة توجهاته المستقبلية واستقراء مختلف الآراء التي تسهم في بناء عمل المركز؛ فقد كانت الحلقة النقاشية مفيدة، وكانت الجلسة الأولى بعنوان «مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية.. آفاق الريادة والتميز»، وفي جلسات أخرى تمت مناقشة عمل المركز، وأبرز المبادرات لتفعيل عمله، وأوجه التميز المطلوبة من المركز، وكيفية الاستفادة من تجارب المراكز المماثلة، ومناقشة خطة العمل المقترحة للمركز.

لقد ابتهج كل غيور على اللغة العربية بوجود المركز؛ فهذه البلاد هي منبت لغة الضاد ومتنزل القرآن الكريم ومهد الإسلام وموئل الفصحى، وسماها القرآن الكريم اللسان العربي الفصيح، ولقد صمدت خلال قرون طويلة بفضل انفتاحها المستمر على الثقافات والحضارات، وسيكون من أهم الأهداف التي يسعى المركز لتحقيقها المحافظة على سلامة اللغة العربية وترسيخها وتطويرها ونشرها وتعزيز مكانتها ووضع المصطلحات العلمية والأدبية وتوحيد نشرها وتقديم الخدمات اللغوية للمؤسسات والهيئات والأفراد. ولا شك أن اللغة كائن حي، يولد ويعيش، ويعروه ما يعرو الكائنات الأخرى؛ فيتغير ويتبدل ويجاهد فيصمد ويبقى.

إن ما تعانيه اللغة العربية اليوم من ازدواجية في اللغة، وما تتعرض له الفصحى من هجوم لمفردات عامية، بدأت تزخر بها، وما يجري على ألسنة الناس اليوم مما هو بعيد عن الفصحى بل لا أصل له ولا أساس، كما أن بعض وسائل الإعلام من صحف وإذاعة وتلفاز في بعض البلدان العربية تساعد في ذلك بما لا ينتمي لأصولها وجذورها وشيوع الكثير من المصطلحات والأسماء الأجنبية التي تنتشر بيننا اليوم في هذه البلاد مهد الفصحى، يُعتبر عقوقاً للغة في عُقر دارها. إن اللغة وعاء العلم والمعرفة والمعلومات، وهي أداتها؛ فلنعمل على توطين المعرفة وتعريب التعليم العالي ضمن خطة محددة لترجمة المصطلحات والمراجع، والتنسيق مع مجامع اللغة العربية التي قامت وتقوم بجهد في هذا الميدان من خلال التكنولوجيا المتقدمة والارتباط بشبكة المعلومات الدولية ومراكز المصطلحات العالمية.

إن الأمل كبير تجاه هذا المركز لتطوير مناهج اللغة العربية، وإجراء البحوث والدراسات اللغوية ودعمها، وعقد الندوات وكل ما يعزز مكانة اللغة العربية والحفاظ عليها والنهوض بها؛ فاللغة هي الواجهة الحضارية للأمة، وضَعْفها ضَعْف للأمة، وإن اللغة العربية التي حملت كل أعباء الحضارة قديماً لا يعجزها حمل كل أعباء الحضارة والعلم والتقنية في عصرنا الحاضر.

ورعاها الإله صوتاً رفيعاً

لنداء التوحيد يبني السلاما

بك كل التجديد كل ثراء

بك إنا لقد رفعنا الهاما

تحية للمركز والقائمين عليه. وبالله العون والتوفيق.

عضو جمعية التاريخ والآثار بجامعات دول مجلس التعاون
 

رؤى وانطباعات حول مركز الملك عبدالله للغة العربية
عبد الله حمد الحقيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة