ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 18/07/2012 Issue 14538 14538 الاربعاء 28 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

تعقيباً على مقالة د. جرمان.. المساوي:
نعم كم أنت قاسٍ يا (قياس) وكم أنت متصلب وغير مبالٍ بالناس

رجوع

 

قرأت ما كتبه أخي الدكتور جرمان الشهري في عدد الجزيرة 14534 على صفحة عزيزتي الجزيرة ليوم السبت الموافق 24-شعبان 1433هـ، وكان بعنوان (وأخيراً تجاوبت وزارة التعليم العالي)؛ فأحببت أن أشارك برأيي المتواضع معقباً على الكاتب حول ما جاء به مقاله، بخصوص قياس والهبة التي تفضلت بها وزارة التعليم العالي على أبنائنا وبناتنا الطلاب، ولكن في البداية ليسمح لي أخي كاتب الموضوع وأستاذي الكريم محرر الصفحة أن يكون لي حديث ذو شجون مع صديقي اللدود المدعو «قياس» ابن التحصيلي، وأعترف في البداية بأنني لن أخرق الأرض أو أبلغ الجبال طولاً، ولن آتي أخي قياس بما لم تأتِ به الأوائل حيال هذه القضية، ليس لعيب في شخصي المتواضع، ولكنني أعرف تماماً بأن لصديقي قياس التحصيلي أذنين إحداهما من فولاذ والأخرى من معدن الكروم، علاوة على أن جميع أعضاء جسم صاحبي قياس متصلبة، وكأنها خشب مسندة، وجهازه العصبي في خبر كان، ولكنها أشجان وزفرات في صدري وبين أضلعي كان لا بد أن أجد لها متنفساً مع صديقي قياس؛ حتى لا تقتلني أو أجد نفسي طريحاً للمرض النفسي؛ فأنا بصراحة أريد أن أعيش في سلام وصحة جيدة بإذن الله، حتى ولو لم يكن قياس أحد أفراد عائلتي أو أصحابي المقربين.

وفي نهاية المقال سأعرج بتعقيبي على فكرة كاتب المقال فأقول مستعيناً بالله: آه يا قياس، ماذا أقول لك، وكيف سأتحدث إليك، وبأي طريقة أو لغة أعاتبك؟؟ هل أعاتبك بأسلوبك القاسي وسلوكك العجيب نفسه أم أرأف بك وأعاملك بالحسنى؛ لعلك تعود إلى رشدك، وتعطف علينا وترحمنا من هذا الوضع الذي أدخلتنا فيه.

كم أنت قاسٍ أخي قياس التحصيلي، وكم أنت متصلب المشاعر وغير مبال بأحوال الآخرين وظروفهم، أنت نرجسي أناني، لا يهمك إلا مصلحة نفسك، وكم ستجمع من الأموال في رصيدك المزعوم، أما مستقبلنا، طموحنا، أحلامنا فلا تهمك أبداً. درسنا وسهرنا وتعبنا واجتهدنا وقلقنا ولم تفكر بنا، ولم نخطر لك على بال. لم تعاملنا أخي العزيز من مبدأ ديني (لا ضرر ولا ضرار)، ظلمتنا كثيراً، وحطمت آمالنا، ودمرت مستقبلنا، وحولت أحلامنا الوردية إلى كابوس أسود مخيف، أرغمتنا على أن نكرهك، وهذا أمر طبيعي يا قياس؛ فمن يتسبب لك في الألم والمتاعب، ويصر على ذلك لا بد أن تكرهه، أو على الأقل لا تحبه. وبصراحة، لا أدري كيف ترضى عن نفسك أن تكون مكروهاً أو منبوذاً من قِبل الجميع إلا من رحم ربي، وأنت مسلم خلوق، وتخاف الله، وتعلم جيداً أن أقرب منزلة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة «حسن الخلق».

ثلاث سنين أخي قياس التحصيلي كراً وفراً، جهداً ومشقة، سهراً وقلقاً، أرقاً واضطراباً، تفكيراً متواصلاً، وأملاً كبيراً، وطموحاً عظيماً، وأحلاماً نريد أن نصل بها إلى عنان السماء بعد فضل الله، ولكن كل هذا لم يشفع لنا لديك. يا رجل، ماذا تريد أن نفعل أكثر من ذلك، وكل ما ذُكر أعلاه تحطم على صخرة قلبك الذي هو أشد قسوة من الحجارة؟ عزيزي قياس، لا نريد منك أن تجاملنا، ولكن أنصفنا فقط، وإن تعطفت علينا بقليل من الرحمة والشفقة والإحسان فمن عندك.

ثلاث بنات لدي يا قياس، ثلاث وردات يا قياس، حلمن كغيرهن من الناس الذين يحق لهم أن يحلموا، ولكن أعتقد فعلاً بأنه كان حلماً مستحيل التحقق في ظل قسوتك وجبروتك وصلفك.. أردن أن يخدمن هذا الوطن الغالي، وأن يرددن ولو جزءاً يسيراً مما مُنحْنَ من خير وعطاء وفضل بعد المولى سبحانه، ولكنك أبيت وتعنتَّ يا قياس.. توسلنا إليك فزدت غروراً، رجوناك فتعاليت علينا، طلبنا منك الرفق فلم يزدك ذلك إلا صلفاً ونكراناً.. أخي المدعو قياس التحصيلي، حقيقة قد ارتقيت مرتقى صعباً، لا يستطيع أن يصله أحد، وتفردت بالقرار أعظم من هتلر نفسه، ولم نعد قادرين عليك، زهراتي الثلاث جميعهن علمي، وبنسب تجاوزت التسعين في المئة، ذُبحت أحلامهن على مقصلتك يا قياس فلم ترضَ أن تمنحهن إلا درجات تجاوزت الستين، ولم تصل إلى السبعين، فقضيت على جهد اثنتي عشرة سنة في ثلاث ساعات، بالله ما هذا؟ فأصدرت أوامرك لهن بأن يتوسدن مخداتهن ويلتحفن بفرشهن، فذلك لديك أفضل كثيراً لهن من خدمة هذا الوطن، فربما جاء يوماً ذلك الفارس على حصانه الأبيض المعهود ويأخذهن؛ ليملأن له البيت صبية وعويلاً.

لم تُقبل بناتي يا قياس في مهنهن التي يرغبن، ولكنهن قُبلن في تخصصات أدبية أتحاشى ذكرها احتراماً لأهلها. تصور أخي قياس ماذا فعلت بأسرة كاملة؟ زدت همنا هماً ونكدنا نكداً وظروفنا سوءاً، وجعلتنا نكرهك مع كل نفس يتردد في صدورنا، ولكننا التففنا عليك، ولم نحقق لك أمنيتك؛ فاقترضنا (الريال بريالين) يا قياس، وتم تسجيل اثنتين بالدَّيْن، الذي ما زلت أعاني ويلاته حتى الآن. أما الثالثة فلا أدري ماذا أصنع بها، ربما بعد فترة من الزمن - بعد الشر عنها - سأضطر إلى أن أفتح لها ملفاً في الصحة النفسية؛ لتعالَج من الإحباط والاكتئاب بسبب أخيها قياس ابن التحصيلي. لعلك ترضى الآن وتفتخر بدمار أسرة بل أُسر كثيرة، وتصعد إلى بُرجك العاجي، وتصيح «لقد فزت»، وحتماً سيصفق لك من لم يكتوِ بنارك، وهم الذين لم يمروا عليك، أو يسلكوا طريقك، بل حتى لم يعرفوك ولم يعرفوا حتى ما هو معنى التسجيل الإلكتروني الموحد، وعندما بدأت الدراسة كانوا هم أصحاب المقاعد في الصفوف الأولى، ولهم ما يرغبون.

عتبي عليك كبير أخي العزيز، وأعرف بل متأكد أنك لا تقبل هذا العتب؛ لأن المئات قبلي سبق أن عاتبوك، ولكنك تتمتع - ولا فخر - بمبدأ «لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم»، واستمرت قافلتك الحديدية تدوس كل من واجهها إلا من رحم ربي وأنجاه من تحت عجلاتك.

) فاصلة في أحد اللقاءات مع مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز سابقاً الدكتور عبدالله العثمان قال - ويا لهول ما قال - «نحن لا نثق بمخرجات التعليم الثانوي؛ ولذلك فرضنا قياس». سيداتي وسادتي، هل تعرفون ما معنى هذا الكلام الخطير؟ وما يندرج تحته من سوء نية؟ ولا أشك لحظة واحدة في أنكم تفهمون معناه، ويكفي أن أقول لكم شيئاً واحداً من نتائج ذلك الـــكلام غــير المسؤول، وهو التشكيك في ذمم وبطائن الآلاف من الناس الذين نذروا أنفسهم وأنفسهن لخدمة هذا الوطن، والكرة الآن في ملعب وزارة التربية والتعليم، فهل سترد وتدافع عن نفسها أم تلتزم الصمت؟

) في أحد البرامج التي تهتم بالقضايا الاجتماعية كان هناك تقرير عن اختبار القدرات والقياس والتحصيلي، وخرج فيه مدرس ضليع في علم الرياضيات، وأُحضرت له مسألتان رياضيتان من مسائل اختبار قياس، وطُلب منه حلها، فقام بحل الأولى، لكنه أخذ وقتاً أطول من الوقت الذي حدده صديقي قياس للطلاب والطالبات. أما المسألة الأخرى فكانت هي المفاجأة، تصوروا ماذا قال؟؟ قال بالحرف الواحد لا أعرف لها حلاً.. أتمنى أنكم فهمتم من هذا المثال الشيء الكثير، فالكتابة عن توضيحه ربما تحتاج إلى صفحة كاملة، لكنني سأدع تفسير هذا لكم، وسأكتفي بمليون علامة تعجب.

) نأتي إلى مقال أخي الدكتور جرمان الشهري، كاتب الموضوع، فأقول له: أرأيت يا سيدي كيف نحن شعب طيب وكريم ونرضى بأقل القليل؟ أرأيت كيف يُباع علينا حلالنا وحقنا المشروع، وندفع مقابله ونحن نبتسم؟ أرأيت كيف نشتري ميراثنا أخي الفاضل؟ بالله عليك، أتستطيع أنت وجميع أحبابي القراء تفسير ذلك لنا؟

فرحنا كالعادة بفضل وزارة التعليم العالي علينا (بمئة ريال) فقط، واعتبرنا ذلك مكسباً وغنيمة عظيمة، بالله كم نحن قنوعون بالرغم من أن تلك المنة أُخذت من حقنا المشروع! أرأيت كم نحن طيبون..!! نبيع خروفنا بألف ريال ثم نعود ونشتريه في اللحظة نفسها بألف ومئتي ريال.

أخيراً، أستسمحكم أن أتوقع رد صاحبي قياس ابن التحصيلي على رأيي هذا، وأستبقه؛ لأني أعرف ماذا سيقول بالتأكيد؛ فعشرتي معه وتجاربي ليست وليدة اللحظة، كأني به الآن يردد بيت الشعر الذي يقول:

لا أنت قلت ولا سمعت أنا

هذا كلام لا يليق بنا

وسيمتطي قافلته، ويتركني أصفق كفاً بكف في حيرة من أمري وأنا أردد من الحسرة:

لقد أسمعت لو ناديت حياً

ولكن لا حياة لمن تنادي

عبدالرحمن بن عقيل حمود المساوي - الرياض

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة