ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 19/07/2012 Issue 14539 14539 الخميس 29 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الذي أعرفه أنّ بطون البشر لا تكبر وتصغر تبعاً للشهور، وأنّ استيعابها من الطعام هو ذاته في رمضان أو غيره, كما تعلّمت أنّ المرتبات الوظيفية لا تتضاعف في هذا الشهر أو أي مناسبة وموسم خلال السنة, ولا زلت أفهم أنّ مكوّنات اللقيمات والسمبوسة والمشروبات الملوّنة وكل ما يتهافت عليه كثير من الناس في رمضان تكون طول السنة متوفّرة, لكنها قبيل دخول الشهر الكريم يكون ما انتهت صلاحية استهلاكه الآدمي منها أوفر وبعروض مغرية وتجدها معروضة حتى عند الجزارين ومحطات البنزين ومحلات العطارة, عجيب أمرنا ومثير لتساؤلات علماء الاجتماع والنفس وحتى علماء (انفصام الشخصية) تراودهم أفكار مدهشة عن تركيبتنا العقلية والنفسية, ولا زال جميع العلماء حتى الكيميائيون والفيزيائيون وعلماء الفضاء، يبحثون أسباب نهمنا واندفاعنا نحو أصناف من الطعام والشراب في رمضان دون غيره من الشهور على رداءتها وقلّة عوائدها وفوائدها الصحية على الجسم, ولا

أستغرب لو قيل لي إنّ وفوداً من علماء متخصِّصين من أنحاء المعمورة حينما لم يجدوا في علمهم ما يبرّر هجومنا على محلات المواد الغذائية قبل دخول الشهر, توجّهوا إلى المجمعات الفقهية الشرعية والمؤتمر الإسلامي والندوة العالمية للشباب المسلمين، يستقصون الأمر من جانبه الشرعي، لعلمهم أنّ الشرع الإسلامي أعلى وأحكم وأرقى من أن يوصي بمثل هذه الوصايا، ويقرر مثل هذه التشريعات التي تلزم الصائم المسلم أن يلتهم كلّ مغرب شمس كيلو لقيمات وكيلو سمبوسة وسطل شراب ملوّن محلّى بكيلو سكر أبيض, ثم بعد صلاة المغرب يقضي على بقية ما على السفرة من أنواع اللحوم والفطائر والأرز وما جاورها وأحاط بها من محسّنات وملطّفات، ومقبلات تفتح الشهية لوجبة ما بعد التراويح، أيّ بطون هذه التي تتسع فجأة مع إعلان رؤية الهلال, وأيّ أفواه تتحوّل إلى مغارات وكهوف تمزج الخشن بالهش والمر بالحالي بطريقة لم تكن مستساغة في غير رمضان، وكأنّ الصوم مهلكة ومجاعة وليس عبادة، فيها عظيم الثواب لمن احتسب ورحم جهازه الهضمي وأراحه من جهاد أحد عشر شهراً من القضم والهضم, ما شاء الله اللّهم لا حسد, لكنها تأمّلات تتكرّر في شهر الخير, حين يكون حديث المجتمع من قبل شهر شعبان هو البحث عن عاملة منزلية ثانية ولو بأعلى المرتبات, وجلب كراتين من المعجّنات والعصائر والمعلّبات من اللحوم والكريمات والحلويات والمكسرات ونحوها, وكأنها محرّمة في غير رمضان أو كأنها توزع بالمجان, ماذا دهانا يا قوم؟! لماذا نسارع إلى دفع مرتباتنا إلى محلات تكوم وتحشد لنا أصناف المأكولات المضرّة بالصحة فنخسر السيولة المادية ونخزن في منازلنا مواد هي في الأصل منتهية الصلاحية أو قاربت على الانتهاء؟ يمكن أن نشتري ما يكفي الأسبوع الأول, وفي الثاني نختار أصنافاً أخرى من باب التجديد والتنويع وضمان الجودة والصلاحية واستقرار حمى الأسعار, نعم في كل الدول الإسلامية يستقبلون شهرهم الفضيل بالاستعداد ولكن بأسلوب هادئ عقلاني متوازن يراعون فيه حاجة الجسم وصحة البدن والعقل وحفظ الأموال مع الانصراف للطاعة والعبادة في شهر الخير والبركات، فهي المشروعية الحقّة والتسابق للخير لا إلى اللقيمات وملحقاتها.

t@alialkhuzaim
 

سباق اللقيمات
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة