ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 19/07/2012 Issue 14539 14539 الخميس 29 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مدارات شعبية

 

عزّة النفس والإباء في قصائد الأمراء العاطفية

 

 

 

 

 

 

 

 

رجوع

 

كتب - عبدالعزيز المتعب:

عزّة النفس على كل الصعد هي سلوك إسلامي قويم وهي من صميم عادات العرب الأصيلة المشرفة، وهي مزيّة فارقة لتقاليد وسلوك المجتمع السعودي وإذا ما حددنا الحديث بجزئية تهم الأجيال الصاعدة من الشعراء الشباب وهي التكريس للاعتبار الشخصي وقيمته الغالية في النص بعيداً عن التذلل والتخضع الذي لا يليق بالرجولة الحقّة مهما كان تأثير العاطفة الطاغي فإننا نشير للقدوة من الشعراء الكبار كالأمراء ومنهم الشاعر الأمير أبو فراس الحمداني الذي ضرب منذ مئات السنين درساً للأجيال في عزة نفس المحب الذي يحفظ مقام السؤدد والأنفة لذاته انطلاقاً من مكانتها الحقيقية رغم ما يعتور عاطفته من حب متأجج:

أراك، عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ

أما للهوى نَهْيٌ عليكَ ولا أمْرُ

بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ

ولكنَّ مِثْلي لا يُذاعُ لهُ سِرُّ

وها هو الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- وهو الصريح جداً في نهجه الشعري يسلّط الضوء على موقف عاطفي كان لا بد من ترجيح إحدى كفتي ميزانه بدقة متناهية ومنصفة بين العاطفة وإنصاف الذات بشموخ وإباء ورجولة تحتذى:

إن كان قلبك يا حبيبي نساني

فانت الذي خسرٍ ولانيب خسران

أنا أتبدل بك من الناس ثاني

والا انت ما تلقى بدالي كحيلان

وفي ذروة المعنى المشرف الذي نتطرق إليه اليوم وهو -عزة النفس- يبلغ الأمر عند الأمير الشاعر سعود بن محمد المفارقة الكبرى المشرفة في هذا الشأن وهي إما الحياة بالصفة الغالية الكريمة آنفة الذكر أو الموت الذي يحسم أي تنازل عاطفي مُضمِّناً ذلك تداعيات ما أشار إليه:

يالله عجّل لي حدى الراحتيني

الموت ولا احيا حياةٍ سعيده

عفت البقاء من حر شيءٍ يجيني

ادخل على الله من حياةٍ زهيده

وشلون عقبه تنظر الناس عيني

شوف الذي عقبه ما اريده ما اريده

وعزة النفس تتجلى بتصويرها كخصم للعاطفة عنيد وذي بأس شديد لأنها جزء لا يتجزأ من شخصيات العظماء والأشاوس الكرام وتقف نداً للعاطفة وتكون سيدة الموقف في الحسم وهذا ما صوّره الأمير الشاعر خالد بن أحمد السديري رحمه الله بقوله:

يرجي وباسه واقفٍ له على الباب

هواه شرق وقسمته بالتغاريب

وبشفافية المحب الصادق الذي يخلق الأعذار لمن يحبه ولا يقطع على خاطر الطرف الآخر طريق العودة لعالم من يبادله المشاعر الحالمة تأبى الكرامة وعزة النفس إلاّ أن يكون ضوء ما سواها خافتا من كل وميض نجمة حلم أو طلة بدر في حضور شمس العزّة الذي لا يعادل نوره ووهجه ما سواه عند الأمير الشاعر سعود بن بندر رحمه الله:

ما هو غلط تشعر بزلتك وتعود

صدري وسيعٍ للعذر والسموحه

بس الخطأ تجحد وخلق الله شهود

تجيني وترسم للأخلاق لوحه

وبزعمك إني غافل القلب مشدود

يمّك ولا أقوى عن محبتك روحه

غلطان واجد ما تقيدني قيود

مثلي متى ما عاف بيشوح شوحه

عندي كرامه وللصبر عندي حدود

إن ما رعاه اللي رعيته بلوحه

لوحة مناديل الورق هبّة النود

واقفى ولكنه بلاني بروحه

أنبهك تحذر عن النقص والزود

لا تحسب إن النفس دايم سموحه

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة