ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 21/07/2012 Issue 14541 14541 السبت 02 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

خواطر في حارتنا القديمة
عبدالكريم بن صالح المقرن

رجوع

 

ذات مساء، وعقب صلاة العشاء، تجولت في حينا القديم، حيث وصلت إلى ذلك الحي الذي عشنا فيه أيام طفولتنا، وزهرة شبابنا، كان زحام المارة قد خف، وكاد ذلك الشارع المؤدي إلى بيتنا القديم يخلو من المارة، أخذت أقلب البصر في تلك الشوارع الضيقة، وأسترجع ذكريات الماضي، حين كنا نعيش عيشة بسيطة، بعيدة عن التعقيدات والتكلف والاهتمام بالمظاهر، التي صارت تحف بنا في جميع أحوال حياتنا تقريباً، تذكرت هذه البساطة التي كنا نعيشها، والتي يتمناها كل منا في الوقت الحاضر. تطلعت إلى الشارع الضيق المؤدي إلى ذلك المسجد الذي كنا نصلي فيه صلواتنا الخمس، كانت عتمة العشاء قد ألقت بظلالها على ذلك الشارع المضاء بأنوار خافتة، توقفت في ذلك الشارع أتأمل في ذلك البيت المتواضع الذي كنا نعيش فيه، وتذكرت كيف كان البيت مباركاً علينا، وذلك على الرغم من ضيق غرفاته وتواضعها لكن ما أعظم البركة التي كانت تحل فيه حين كنا نجتمع جميعاً صغاراً وكباراً على مائدة واحدة، نتبادل الحديث مع الوالدين، ومع الإخوة، ونتناول الطعام الذي نزلت فيه البركة مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (اجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه) وبعد الأكل يقوم الجميع شاكرين لله، حامدين له على نعمه التي لا تحصى.. تأملت في حال بعض أسرنا في الوقت الراهن، إذ يحدثني بعض الزملاء قائلا: يا أبا خالد، أنا في البيت لا أكاد أجتمع مع أولادي وأهلي على الطعام، وكل منا يأكل وحده، بل وأحياناً يطلب الغداء من المطعم ويتناوله في غرفته، وكأنه في فندق، ووالله لا أتذكر أنني اجتمعت يوماً على الطعام مع أولادي.

تذكرت كلامه وأنا أتأمل في ذلك البيت، وأتذكر اجتماع الأسرة على الطعام المبارك قد يقول بعضهم إن زماننا غير ذلك الزمان، وإن كل شيء قد تغير، وأنا أقول: الزمان هو الزمان، والوقت هو الوقت، وإنما نحن الذين تغيرنا، فقلت البركة في الوقت والمال وغير ذلك، أصبحنا لا نقدر قيمة الوقت، ولا نرضى بالقليل، ولا نحرص على البساطة في أمور الحياة، وتغيرت النفوس في كل شيء تقريباً، أقول: إننا ينبغي أن نعود أولادنا على القناعة، والرضى بالقليل، والتحلي بروح التآلف والتراحم والتعاون وحب الخير للآخرين، ولنجعل جميعاً ساعاتنا وأيامنا كلها طاعة لله عز وجل، وفرصة للتزود من الطاعات، وادخار الحسنات، والاشتغال بالقربات والصالحات حتى نجد عاقبتها وثمرتها بعد الممات. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة