ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 21/07/2012 Issue 14541 14541 السبت 02 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

دوافع الاعتذار الأمريكي لباكستان

رجوع

 

معيد يوسف (*)

أخيراً وجدنا شيئاً إيجابيا للحديث عنه فيما يتعلق بالجبهة الباكستانية الأمريكية، فالاعتذار الأمريكي ـ أو الأسف (كيفما رأيته) ـ يعتبر تطوراً كبيراً في حد ذاته في العلاقات ما بين الجانبين، فقد كان واضحاً منذ وقت طويل أن واشنطن ظلت حريصة على عدم تقديم اعتذار صريح بصورة لا تحتمل أي لبس، ولكن بالنسبة لكثيرين، وبما فيهم أنا، فإنه بصرف النظر عما تلقته باكستان من واشنطن ـ اعتذار أم أسف ـ فإنه لن يتحقق على أرض الواقع.

في الواقع هناك حالة عامة من «عدم الاعتذار» في واشنطن وبينما كنا نسمع أن بعض كبار الساسة في واشنطن يعتقدون أنه يجب عليهم تقديم اعتذار، كان القرار الرسمي يأتي في صورة رفض صريح لأي اعتذار، وما كان يخرج في النهاية كان عبارة يمكن حملها على كلا الوجهين، عبارات «دبلوماسية» بامتياز، فقد كان هناك شعور في كلا الجانبين ـ الأمريكي والباكستاني ـ أن ما حدث يعد كافياً لكي يزعم كلاهما أن الطرف الآخر هو الذي «خضع» للآخر.

هناك أطراف في باكستان همها الأساس هو النقاش اللانهائي بشأن تفسير و»نية» لغة «الاعتذار» الأمريكي، ويعترضون على إعادة فتح مسارات الإمدادات للقوات الأمريكية في أفغانستان، وأولئك الذين غرضهم النقاش من أجل النقاش فقط نستطيع أن نتجاهلهم بكل اطمئنان، فالمحصلة النهائية هي لا باكستان ولا الولايات المتحدة يتحملان قطع العلاقات بين البلدين، لذلك فإن المعارضة المستمرة لمواقف البلدين يمكن أن تدفعنا باتجاه الخط الأحمر لتلك العلاقة الحتمية.

بالنسبة لباكستان، فإن الدرس هو أنه لا حصانة لأي طرف، وأننا لا نستطيع أن نلعب بصورة خاطئة ونعتمد على أن أهميتنا في أفغانستان سوف تجبر الآخرين على الخنوع عاجلاً أم آجلاً. وحتى بعدما تم الاعتراف في النهاية بأهمية باكستان، فإن بحث القوى العالمية لإيجاد بدائل لتخطي باكستان من المؤكد أنها أزعجت صناع السياسات في إسلام آباد، لذلك فإن مستوى صبر النيتو على إسلام آباد من المتوقع أن يكون أقل كثيراً في أي جولة مشابهة قادمة.

ولنأتي الآن للبعد الأكثر أهمية لتلك العلاقة وهو البعد الاستراتيجي، فيجب أن يحذر أولئك الذين يرون أن الانفراجة الحالية في العلاقات هي سبب للاحتفاء، فكل ذلك حدث بصعوبات ومشكلات جمة، ولن يكون من السهل العودة مرة ثانية إلى ما قبل حادثة صلالة، التي قامت فيها الطائرات الأمريكية بقصف نقاط تفتيش حدودية باكستانية. وهذا في حد ذاته يعد منطلقاً سيئاً للعلاقات بين الجانبين بعد أن دخلا في سلسلة من الأزمات وجولات متعاقبة مما يشبه الانهيار الأرضي.

الورطة التي أعقبت الاعتذار وأزمة خطوط الإمدادات كانت مسألة تكتيكية غطت أسباب التوتر الأساسية في العلاقة بين الجانبين، ففيما يتعلق بالقضايا الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية. وكما كانت الأشهر السبعة الأخيرة سلبية محضة، فقد تصلبت المواقف المتبادلة في كل من إسلام آباد وواشنطن بصورة كبيرة، ولا تزال المشكلة الأولى والأهم هي أفغانستان.

الصورة العامة في واشنطن هي أن باكستان هي أكبر مخرب للأوضاع في أفغانستان، وأن شبكة حقاني هي في الحقيقة الذراع النشط للمخابرات الباكستانية، وأن المخابرات الباكستانية تدعم وتمول تلك الشبكة، وأن وكالة الاستخبارات الباكستانية تريد استخدام طالبان للحفاظ على النفوذ في أفغانستان بعد انسحاب أمريكا عام 2014، ولذلك فإن باكستان هي حجر عثرة لعملية المصالحة الوطنية في أفغانستان لأنها لا تزال لديها اليد العليا فيما يتعلق بموقف طالبان الأفغانية ومشاركتها في المحادثات من عدمه، وأن منطقة القبائل المحكومة فيدرالياً في باكستان، وليس أفغانستان، هي التي تشكل المخاطر الحقيقية على الولايات المتحدة، وأن باكستان تريد أن تستمر في معاملة أفغانستان على أنها ساحتها الخلفية، لها وحدها وليس لآخرين، وليس أكثر من ذلك.

* مستشار شؤون جنوب آسيا بمعهد السلام الأمريكي بواشنطن

(دون) الباكستانية

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة