ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 22/07/2012 Issue 14542 14542 الأحد 03 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الرواية والقصة جزء من شخصية الكاتب يمزج في تفاصيلها سعة خياله بعد سبر أعماق الواقع بدهاء، فهي سرد لتفاصيل تتجلى بعبارات احترافية لتدلل في نهاية المطاف على ثقافة الكاتب، ويعد الأسلوب الكتابي الذي يتبناه الكاتب أحد أهم عناصر القصة أو الرواية، فهي ذاك الإجراء الذي يتفنن من خلاله في اختيار الألفاظ والكلمات كي يصل بالقارئ برقي لما يريد، وعلى الأغلب هو يسعى لتحقيق

إصلاح اجتماعي أو ترويج تعليقات ساخرة من مواقف مجتمعية متناقضة تبتعد عن المأمول، أو حتى التشاكي والاعتراض على جلبات سياسية، وقد يطرح الكاتب أفكاراً جديدة يتحراها قيًمة من وجهة نظره، أو قد يرهق قارئه بجزه بدهاليز السرد اللامنتهي فيخرج من القصة كما دخلها دون فهم واضح لمضمونها، فالمعنى كما يقولون في بطن الشاعر.

الحقيقة أن الصيف حين قدم أفسح المجال للقراءة والاسترخاء، والرواية عادة تحصد العدد الأكبر من مقتاتي البعد عن الكتب الرسمية، وكما يبدو أن الأدب النسائي السعودي كان ولا زال أدب له جمهوره، فعلى أرفف المكتبات العربية والخليجية تتدفق أسماء الكاتبات السعوديات بزخم هائل يفوق ما يعرض من بقية الدول ، وهو أمر يدعو للفخر بلا شك للوهلة الأولى ، بل حتى مواقع الكتب الإلكترونية العربية المجانية تزهو بأسماء روايات جذابة لكاتبات سعوديات، وأسوق على سبيل المثال بعض الأسماء لروايات لكاتبات مبتدئات شدت القراء ودفعت بهم عنوة لقراءتها، كروايتي “سعوديات” و”لعبة المرأة رجل” لسارة العليوي ورواية “بنات الرياض” لرجاء الصانع، فهما تناولتا قضايا تمس المرأة السعودية بالتحايل على القراء بعناوين صاخبة تثير الشهية، لكنهما ومع الأسف لم تظهرا في المجتمع السعودي إلا ثلة من الفاسدين والمنحرفين أخلاقيا الذين لا يمثلون إلا واقعا يجول في مخيلات كاتباتنا الفاضلات أو ربما واقعهما، فالقراءة المتجردة لتلك الروايات لا تخدم أي قضية ، فهي لا تحمل فكراً ثقافياً ولا أدباً لغوياً يضيف لقارئه غير التشكك بأخلاقيات وقيم المجتمع.

ونأتي لنوع آخر فاجأنا من الكتابة، هو ذاك الأدب الذي قد يجاز لي أن أسميه (أدب قليل الأدب ) كذاك الذي قرأناه في رواية “الأرجوحة” للدكتورة بدرية البشر، ولمسناه في ثنايا رسائل رواية “حين رحلت” لسهام مرضي، فهما بالفعل قد تخطتا كل الخطوط الحمراء بالتحدث عن رموز جنسية قد تخجل المرأة السعودية في عالمها الحقيقي التحدث حولها مع زوجها، ورغم ذلك التحرش غير المباشر بعقول القراء، تدافع الكاتبة سهام مرضي عن استخدامها لتلك الرموز بجرأة فتقول “من أرادَ أن ينزعَ الجنس من جسدِ الرواية فعليهِ أن يبحثَ عن مكتبةٍ في كوكبٍ آخر”، يا له من رد ويالها من جرأة، ومع كل تلك الجرأة الإباحية لكاتباتنا المصونات التي غلبت حتى جرأة الكاتبات العربيات، ما زلن يصورن المرأة السعودية في أدبهن مضموعة دليلة! ولم تكتفي الكاتبة البشر بجرأتها في استخدام الرموز الجنسية وبشكل فاضح في روايتها الأرجوحة، لتنزع أيضا لابتذال القارئ وهي الأستاذة الجامعية بمفاجأته بشتائم لا تدلل إلا على البذاءة اللغوية.

الحقيقة أن أي قارئ محترم في العالم العربي يعشق القراءة، سيشهد لكاتباتنا الجريئات أنهن تخطين الصفوف الأمامية ككاتبات مشهورات، لكنه سيواري أيضا ودون تردد قصصهن وروايتهن بعيدا عن أبنائه وبناته كي لاتنحدر بقية قيمهم وأخلاقهم، فقد نكون بالفعل بحاجة لارتياد مكتبات في كوكب آخر كما ذكرت الكاتبة مرضي، إن كان ما تبقى لنا من روايات لنقرأه سيجرنا نحو الهاوية الأخلاقية شيئا فشيئ...

salkhashrami@yahoo.com
 

أديبات سعوديات تخطين حدود الأدب
د. سحر أحمد الخشرمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة