ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 23/07/2012 Issue 14543 14543 الأثنين 04 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

مواجهة مشقّة الابتكار

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم مايكل شراج(*)

الابتكار شاق: قد تتمثل هذه المشقّة بالإرهاق الجسدي الناتج عن السهر لليالٍ متتالية أو العاطفي نتيجة وضع رؤياكم رهناً لذوق العملاء. وفي السيناريو المثالي، يتكبد المبتكرون العناء بدلاً من العملاء والزبائن. ويمكن القول إن إحدى أبرز ثغرات الأعمال الرسمية والتعليم التقني تقوم على استبعاد عملية ترسيخ الوعي الذاتي الانضباطي حول إدارة المشقة من الثقافة أو السيرة الشخصية. إلا أن المبتكرين النخبة يدركون ويتقبلون واقع أنهم قد يؤذون أنفسهم أو زملاءهم خلال مسيرة البحث عن الامتياز في الابتكار.

ويتخطى هذا الأمر التعبير الشائع والمستهلَك «لا مشقة، فلا مكسب». فكما أن التطوير المهني لا يتطلب بشكل أساسي تكبّد مشقة، كذلك المشقّة، إذا تكبّدها الشخص لا تعني بالضرورة تقدّمه. والدرس الأكثر إثارة للاهتمام لا يتمثل بكيفية استفادة المبتكرين من مشقتهم أو تجاهلها أو تقليصها، وإنما يتمثل بالحد الذي بلغوه في قدرتهم على التمييز بين المشقة المثمرة والمشقة السيئة.

المشقة المثمرة هي الألم والقلق المرتبطان باختبار منهجية جديدة أو تعلّم تقنية حديثة، حيث لا بدّ من الخروج بقدرة أكثر تطوّراً. أما المشقة السيئة، فهي هذا الشعور المؤذي والملحّ الذي ينبئ باتخاذ الأمور مساراً خاطئاً وإذا استمريتم بهذا المسار ستزداد الأمور تدهوراً. فالأولى بالتالي تشير إلى أن تطوير كفاءات جديدة يسير على قدم وساق، في حين أن الثانية تدل على وجوب توخي الحذر في الخطوات المتخَذة.

والجدير ذكره أن المشقة التي نشعر بها ما هي إلا دليل لا بد أن يخضع للملاحظة. فالمبتكرون الناجحون يدركون مدى تواتر هذا العناء ونطاقه لديهم. فالقدرة مثلاً على تحديد ما إذا كان أي شعور بوخز هو عبارة عن بداية مشكلة أو مؤشر مطمئن إلى بدء تكوّن ذاكرة عضل، هي التي تميّز أصحاب النخبة في الأداء عن ذوي الأداء الاعتيادي. أما المبتكرون المتطورون، فباستطاعتهم التأكد من المرحلة التي ستؤتي فيها المثابرة المؤلمة ثمارها، لأنهم بالتحديد معتادون على تخطي حدود كفاءاتهم وقدراتهم إلى مستويات أعلى.

المعرفة الذاتية أمر أساسي. وإذا كانت الشركة التي تعملون فيها لا تتحدث علانية وبصراحة عن مشقة الابتكار التي تتكبدها في ظل سعيها الدؤوب نحو استحداث قيمة جديدة بطرق حديثة، فكونوا على ثقة أنكم ستخطئون في تشخيص وفهم عناصر أساسية في ثقافتكم الابتكارية.

(*) مايكل شراج هو باحث زميل في مركز الأعمال الرقمية التابع لكلية «سلون» (Sloan) في «معهد ماساتشوستس للتقنية» (Massachusetts Institute of Technology)، ومؤلف «لعبة جدية» (Serious Play) وكتاب يصدر قريباً عن «إتش بي أر» بعنوان «» (Who Do You Want Your Customers to Become?).

© Harvard business School publishing corp. Distributed by the new york times syndicate.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة