ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 23/07/2012 Issue 14543 14543 الأثنين 04 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

إنهم يفطرون على (الدخان)..!

رجوع

 

قرأت مقالاً للأخ سلمان بن محمد العُمري في جريدة الجزيرة في عددها 14505 ليوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رجب لهذا العام في الصفحة 32 بعنوان: (مكافحة التدخين.. والوصول متأخراً)، وقد ألفيته كلاماً رائعاً يلامس قضية في غاية الأهمية تهدف إلى الحفاظ على الصحة العامة، ولا يستغرب تناوله لهذه المواضيع المهمة فحسه يلامس المجتمع وحرصه أن يسود الصفاء والهناء للناس، فالنصيحة للمجتمع والسعي في إيجاد الحلول من الهمم التي يتسابق إليها الفضلاء، فكل غيور لابد أن يسهم في تربية الأجيال وتنقية المجتمعات من الملوثات والشهوات لأن النفوس التي بين جنبينا هي في حقيقة أمرها مملوكة لبارئها جل وعلا ائتمننا الله عليها، فلا نوردها مهاوي الردى ولا ندنسها بمعصية ولا نتعدى عليها بما يذهبها أو يضعفها أو يمرضها.. فالحديث عن مشاكل مجتمع من المجتمعات من قبل من يحمل هم أمته ويحرص على استقرارها ويسعى لإصلاح أبنائها هو حديث من القلب إلى القلب، هو كلام العقل على العقل يخاطب به أصحاب الإرادات القوية والعزائم المضيئة والعقول البهية، والحديث هنا ليس عن حكمه فذاك شيء لا ينكره إلا جاهل أو جاحد، لكن أحدثكم عن كمية النيكوتين الموجودة في سيجارة واحدة وزنها 5 غرامات تكفي لقتل رجلين بالغين إذا أكل كل منهما نصف سيجارة، إن هذا النيكوتين من الخطورة بمكان بحيث لو وضعت عدة نقط منه على لسان إنسان كافية لقتله بعد بضع ثوان مما يثبت سرعة امتصاص الجلد المخاطي للسم، لكن من رحمة الله تعالى بعباده أن الفم لا يمتص إلا نحو 10% من مجموعة التبغ عند تدخينه على هيئة دخان: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} وقد ازدادت في السنوات الأخيرة نسبة الإصابــة بسرطان الرئة وسرطـان الحنجرة.. واتضح أن للتـدخين علاقـــة مباشرة لها وهو مرض عضال نسأل الله العافية، إنني لست طبيباً بشرياً عضوياً لكني أستعير منهم ما يعين على طب القلوب وشفائها بقول الله تعالى: {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} إني أعلم علم اليقين أن كثيراً من الإخوة ممن ابتلوا بهذا البلاء يود في قرارة نفسه الإقلاع عن التدخين لكنه لا يستطيع ذلك لأن التدخين يضعف الإرادة بشرط أساسي للإقلاع عن التدخين وليس ذلك بعزيز على رجال يعصهمهم الإيمان ويؤيدهم التقى ويزينهم الإسلام، ولقد كان لنا في سلفنا المثل الأعلى لقداء الإسلام إلى قوم كانوا يعاقرون الخمرة ليلاً ونهاراً فلما نزل التحريم بعد التدرج {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وبما أننا نحن الآن على أبواب شهر الخيرات والبركات فهو مناسبة لترك بعض العادات السيئة التي ألقتها النفوس واعتادت عليها، ووالله أنه لمن الخسارة أن يظل الإنسان طوال يومه يمنع نفسه من الطيبات ثم يأتي بعد المغرب وفي الليل ليفطر على الدخان، لابد للعبد أن يلتجئ إلى الله تعالى وأن يتضرع بين يديه ويسأله أن يبعد عنه السوء والمكروه.

عبدالله بن سعيد أحمد الحريري - المستشار بوزارة العدل

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة