ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 25/07/2012 Issue 14545 14545 الاربعاء 06 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

إذا كتب الله عليك يوما فصلا مؤلما من الشقاء والمعاناة وقررت اكتشاف تجربة جديدة في السفر عبر القطار الوحيد الذي يربط بين الرياض والشرقية المنشأ على وقت الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله؛ فإنك لا محالة ستكتشف بالفعل أنك تمر بحالة فريدة من نوعها ليست موجودة في كل بلدان العالم، وهي أنك ستعيش ذلك الزمن الموغل في القدم الذي أنشئت فيه هذه السكة الحديدية الوحيدة قبل أكثر من ستين عاما!

وستكتشف أن العجلة من الندامة! وتتأكد لك الحكمة المتداولة: في التأني السلامة! ستسير الهوينى، وستتأمل هذه الصحراء الممتدة الخالية، وستجد أن في وسعك لو أردت إحصاء ذرات رمالها إلى أن تصل إلى مبتغاك بعد أربع ساعات أو خمس من الملل والضجر لفعلت!

إن أعجب العجب في تسمية هذه السكة الوحيدة بالجمع سكك! ولربما كان المخطط له أن يستمر بناء سكك جديدة تربط بقية المدن الرئيسة على الأقل؛ فأصاب الهمة ما أصابها من ضعف الحماسة نحو هذا المشروع الضخم؛ إما لعدم قناعة بجدواه كما صرح أحد وزراء المواصلات قبل ثلاثين عاما، أو لعدم توافر مبالغ مالية تنهض به، أو كسلا وسوء تخطيط! وعلى أي اعتبار من هذه الاحتمالات الخاطئة كان من المتسق مع الحقيقة المرة تعديل اسم مؤسسة السكك الحديدية بالجمع إلى مؤسسة سكة حديد الرياض الدمام!

وإن من أعجب العجب أيضاً ذلك التفكير السائد القديم الذي اعتنقه مسؤولون سابقون في وزارة المواصلات بعدم جدوى القطارات في بلادنا! وأنها لن تعود بما يكافئ تشغيلها! بينما اقتنع العالم كله بجدواها قبل أكثر من مائتي عام بدءا بقطار الفحم وانتهاء بقطار الرصاصة بسرعة 460 كيلومترا في الساعة!

كم خسرنا بسبب ذلك التفكير الاستراتيجي المتخلف؟! كم راح ضحيته من أنفس؟ وكم سنكسب وقتا وأموالا وإنجازا حضاريا لو لم نستمع إلى فكر خامل لا يسمع ولا يرى ما ينجزه العالم المتحضر من تفوق وعبقرية في هذا الميدان الاتصالي المهم!

لقد أسهمت شبكة القطارات الهائلة التي تربط المدن والقرى والأرياف في الدولة الواحدة بأوربا مثلا أو في الصين أو اليابان أو أمريكا في التواصل الإنساني، وتنمية حركة التجارة، والتقليل من الحوادث المميتة على الطرق السريعة، والتخفيف من ازدحام الطرق في المدن والخطوط السريعة، وتطورت محطات قطارات كثيرة في عديد من الدول المتقدمة إلى أن أصبحت تحفا فنية راقية، بحيث يصبح السفر من خلالها رحلة ترفيهية ممتعة وراقية.

بلادنا القارة الصحراوية الشاسعة هي الأكثر حاجة إلى شبكة طويلة متداخلة ومتفرعة من السكك الحديدية، تخدم المدن والقرى، وتخفف من الزحام على الطرق السريعة، وتسهم في التقليل من المجازر التي نفجع بها لغياب سكك حديدية متطورة وهذا ما تنبه له الملك عبد الله وأمر به بعد طول انتظار!

moh.alowain@gmail.com
 

كلمات
القطار السعودي السلحفاة..!!
د. محمد عبدالله العوين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة